رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نور

الذكاء الاصطناعى أصبح مخيفًا.. لم يعد مجرد عامل مساعد فى أداء وتنفيذ بعض المهام، ولكنه قد يتحول إلى بديل لخبراء كافة الأعمال بدءًا من الأعمال العقلية البسيطة وحتى الهندسة والطب!!

الأكثر أهمية من ذلك، أن الذكاء الاصطناعى جعل شركات التكنولوجيا تتجه نحو مزيد من الاستثمار فى هذا المجال بمليارات الدولارات، نتيجة سيطرة شركات الذكاء الاصطناعى على السوق بوتيرة أسرع من المتوقع.

الخبر المهم الذى يجب أن نتوقف عنده وتم نشره أمس الثلاثاء.. أن إحدى الشركات المتخصصة فى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى بدولة الإمارات، اتفقت مع شركة مايكروسوفت، على استثمار استراتيجى قدره مليار ونصف المليار دولار تقوم «مايكروسوفت» بضخه فى الشركة الإماراتية.

والسؤال هو: هل الشركات الإماراتية لا تملك القدرة على تمويل هذا الاستثمار؟ الإجابة معروفة.. قطعًا تستطيع.. ولكن من الواضح أن مايكروسوفت وجدت فى الشركة الإماراتية ما تريده.. فقررت الاستثمار فى منطقة الشرق الأوسط من خلال الإمارات.. وبلا شك أن الاتجاه المبكر نحو العمل فى مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى أسهم فى هذا الاختيار للإمارات دون غيرها.. وهذا يعنى أن دول الخليج التى تعتمد على البترول كمصدر للدخل.. تستعد لما بعد عصر النفط من خلال الاستثمار فى مجال التكنولوجيا.

ورغم أن العالم الغربى يناقش الآن خطورة زيادة الإقبال على موقع «تشات جى بى تي» القائم على تقنيات الذكاء الاصطناعى، إلا أن الشركات –فى المقابل– تتجه بخطوات متسارعة نحو سيطرة الذكاء الاصطناعى على سوق التكنولوجيا.. فقد يصبح «تشات جى بى تى » بديلًا لجوجل، ولكنه البديل الأسوأ لأنه يهدد العقل البشرى بالتوقف والاعتماد على الموقع الجديد فى كل شيء.. وأصبح الشغل الشاغل لمراكز الأبحاث التكنولوجية الغربية الآن هو كيفية مواجهة مخاطر الوحش الإلكترونى الجديد المقبل.. ولكن إلى الآن خطوات شركات التكنولوجيا أسرع من خطوات مراكز الأبحاث!!

ولكن هل تنجح مراكز الأبحاث فى فرض تخوفاتها من الشات بى جى مثلًا.. لا أظن.. فإذا كان جوجل يساعدك على البحث، ويوفر وقتك الذى تنفقه فى البحث عن المعلومات فإن «تشات جى بى تي» يقوم بأداء مهام إضافية بالنيابة عنك، فهو يقوم بالبحث، والتدقيق، والكتابة، وتنفيذ أعمال كثيرة مثل المشروعات البحثية العلمية، ما يجعل دور الإنسان محدودًا حتى فى المهمة التى تفرد بها منذ بدء الخليقة وهى«التفكير»!!

الغريب أن الذكاء الاصطناعى يقوم بأعمال أخرى، مثل مقابلات العمل، وكتابة القصص، وكتابة المقالات والموضوعات بدلًا من البشر، والأخطر من ذلك هو كتابة واجبات الأطفال المدرسية، ما يهدد العقل البشرى بالتوقف، والاعتماد على عقل إلكترونى بديل!!

من أغرب الأخبار التى نُشرت فى الصحف الأمريكية أن روبوت مجهز ببرنامج «تشات جى بى تي» قد نجح بتفوق فى امتحان كلية القانون فى إحدى الجامعات الأمريكية، وقد تضمن الإمتحان أسئلة تتطلب كتابة مقالات عن موضوعات قانونية مختلفة مثل القانون الدستورى والضرائب والإضرار بالآخرين، وفقًا لما نشرته شبكة سى بى إس الإخبارية الأمريكية.

وقال أساتذة فى كلية القانون التى أجرت الإمتحان إن الروبوت أظهر فهمًا عميقًا لأساسيات القواعد القانونية، وكانت أفكاره تتميز بالتنظيم وتماسك البنية، ولكن أداة الذكاء الاصطناعى واجهت صعوبة عندما تعلق الأمر بكتابة الاستجوابات المفتوحة التى لا يمكن الإجابة عنها بـ«نعم» أو «لا» بل تحتاج تفسيرًا وتوضيحًا.

وطبقًا لما هو منشور فى موقع wikipedia فإن هناك عدة أسباب قد تجعل البعض يخشون استخدام تقنية Chat GPT الذكاء الاصطناعى. ومن بين هذه الأسباب: القلق من استخدام البرنامج فى مأموريات سيئة مثل الحصول على معلومات حول الاحتيال وسرقة المنازل، وقدرة البرنامج على إنتاج مواد متفجرة وقنابل، كما يمكن لمحركات البحث التى تعمل بالذكاء الاصطناعى تمرير معلومات خاطئة أو أخبار مزيفة، خاصة إذا تم تدريب نموذج الذكاء الاصطناعى على هذه المهمة باستخدام مصادر غير موثوقة.

وعلى الرغم من أن الشركة المطورة للبرنامج قالت إنه مُدرب لرفض الأسئلة الضارة، إلا أن الواقع يقول «التقنية ليست مستقرة بعد ومن المحتمل أن يوجد فيها ثغرات». 

بعض الخبراء يقولون أن تطبيقات مثل Chat GPT قد تستولى على العديد من الوظائف التى يقوم بها البشر وذلك خلال عدة سنوات من الآن، وخاصة بعد استخدام تقنية التعلم المُعزز، وهو ما قد يؤدى إلى فقدان وظائف عديدة للكثيرين من المحترفين فى مجالات مختلفة.

الخلاصة.. أن العقل البشرى مُهدد بالتوقف عن العمل، وملايين الوظائف مهددة بالضياع من أصحابها، والتطور التكنولوجى رهيب، ولكنه لم يعد تطورًا إيجابيًا، بل أصبح تطورًا قد يقضى على مئات السنين من العلم والبحث والجهد الإنسانى.