رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

زيارة الرئيس التركى رجب طيب أرودغان إلى مصر، تعد بكل المقاييس زيارة تاريخية، خاصة أن هذه الزيارة تأتى بعد غياب تجاوز الاثنى عشر عاماً. والسؤال الذى يطرحه نفسه: ما هى دلالات الزيارة التاريخية للرئيس التركى؟!.. وقبل الإجابة على هذا التساؤل لا بد من الحديث عن الدور المصرى الخارجى المهم الذى شهدته مصر منذ ثورة 30 يونيو وحتى الآن على كافة المستويات والأصعدة، خاصة الجانب الخارجى، فقد حققت مصر فى هذا الشأن إنجازات رائعة لا مثيل لها فى ظل قاعدة مهمة تتبعها مصر بعدما بات قرارها من رأسها، وهذه القاعدة تعتمد على محورين رئيسيين الأول هو إقامة علاقات متوازنة مع كل دول العالم، والثانى هو تحقيق المصلحة لمصر.

وخلال العشر سنوات الماضية، وجدنا أن مصر استعادت ريادتها على المستوى العربى والإقليمى والعالمى بشكل ملحوظ، فى ظل محور ثالث هو الندية فى القرار مع كل دول العالم بلا استثناء.

ولذلك تأتى الدلالة القوية فى زيارة الرئيس التركى إلى مصر، ولقائه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى القاهرة. والمعروف أن تركيا دولة مهمة جداً فى الإقليم، وتربطها علاقات تاريخية قديمة بالقاهرة وقد شهدت الشهور الماضية، علاقات تقارب كبيرة فى السياستين المصرية والتركية خاصة فى العديد من الملفات الاقتصادية والسياسية وأبرزها التوافق المصرى - التركى فيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية المجرمة على غزة، وسعى الكيان الصهيونى لتصفية القضية الفلسطينية، وقد أجمعت الدولتان الكبيرتان مصر وتركيا على رفض تصفية القضية الفلسطينية، ورفض التهجير القسرى للفلسطينيين من غزة إلى سيناء ومن الضفة الغربية إلى الأردن... ويأتى ذلك أيضاً فى إطار العلاقات الثنائية بين البلدين من الناحية الدينية والثقافية والتاريخية على مدار التاريخ الضارب فى القِدم.

والحقيقة أن زيارة الرئيس التركى لمصر تعنى الكثير من المضامين فى التعاون الاقتصادى والسياسى والرؤية الواحدة تجاه العديد من القضايا الإقليمية والعالمية المثارة على الساحة السياسية، كما أن هذه الزيارة المهمة تؤكد على مرحلة جديدة من عمر البلدين تفيد أولاً الشعبين المصرى والتركى، وتعود آثارها الإيجابية على البلدين فى كافة المجالات. ولا يمكن أبداً نسيان التنويه إلى أن العلاقات المصرية - التركية تعطى قوة إقليمية قادرة على مواجهة التحديات الكبرى التى تواجهها القاهرة وأنقرة، خاصة فى ظل الحرب الإسرائيلية البشعة على غزة. فالدولتان الكبيرتان لهما مواقف تاريخية فى العديد من القضايا لا يمكن إغفالها أو تجاهلها، ما يعنى تشكيل قوة لا يستهان بها فى مواجهة الكثير من التحديات الحالية ومستقبلاً، خاصة فى ظل التوافق المصرى - التركى فى العديد من القضايا والأزمات السياسية المطروحة عالمياً حالياً وتحديداً فى منطقة الشرق الأوسط.

مرحباً بالرئيس التركى فى القاهرة.. فقد حلّ أهلاً ونزل سهلاً، وشكراً للسياسة الرشيدة والحكيمة للدولة المصرية والقيادة السياسية التى جعلت مصر نداً لكل الدول فى إطار العلاقات والمصالح المشتركة بين القاهرة وكل دول العالم.