فريد فاضل: الفن التشكيلى يحافظ على التراث.. والإرهاب يدمره

لا يغيب دور الفن التشكيلي عن خدمة الوطن وحث الشعب المصري على العمل، والحفاظ على الأرض والعرض، وإبراز أخلاقيات العمل الحلال، كل هذه المعاني نقرأها في لوحات الفنان الدكتور فريد فاضل التي تعرض حالياً بقاعة بيكاسو بالزمالك، وأخذ «فاضل» على عاتقه أن يتبنى فكرة التنمية والتقدم من خلال حب العمل، والسعي على الرزق لبناء مصر، وعلى رغم أن «فاضل» دكتور عيون فإن الفن أخذ يعانق أحلامه، برصد الواقع بعيون إبداعية فتألق وحقق شهرة كبيرة داخلياً وخارجياً، وتنوعت رسوماته التي تعدت الـ45 لوحة.

يقول «فاضل»: إن لوحاته التي تعرض بقاعة بيكاسو تحمل رائحة الازدهار لمصر، التي نشاهدها في لوحة الرئيس عبدالفتاح السيسي وخلفه مشروعه الحلم الذي أصبح حقيقة قناة السويس ويتوج بعلم مصر، وأثبت للعالم أنه صاحب كلمة عليا، ويحمل أمانة بين يديه بتحقيق الاستقرار لمصر، وقد فعلها، واتخذت لها عنواناً «الرجل والإنجاز»، كما وضعت لوحة رئيسية للمعرض، وهي «جزيرة البقاء» تعبر عن البسطاء وعشقهم لوطنهم وإصرارهم على بنائها من جديد، لتحقيق الرخاء، وهي تمثل مجموعة من العمال يخلطون الأسمنت بالرمل والزلط، بينما تراقبهم طفلة صغيرة، ولكن نظرة ثانية للوحة تكشف عن مياه البحر وراءهم وارتفاع منسوب المياه الجوفية أمامهم، وكان أملهم في النجاة يتوقف على بنائهم جزيرة عالية يقفون فوقها قبل أن تغمرهم المياه، والرسالة هي أن إنقاذ الاقتصاد المصري والتنمية المستدامة سيتوقف على عمل ومجهود أبناء مصر وحدها وليس إعانات

الدول الأخرى.

وأكد «فاضل» أنه ناقش مشكلة الشائعات التي تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض وسائل الإعلام عن طريق «لوحة المخطوطة الأصلية» وتحكي اللوحة قصة شاب يقرأ خارطة قديمة تحمل حقائق قد غابت عن الكثيرين، بينما تتكدس الجرائد والمجلات فوق الطاولة بخلفية اللوحة، وهي دعوة للشباب ليتحري مصادر معلوماته ويرجع للقراءة في الكتب التاريخية الموثوق بها بدلاً من استقاء المعلومات المبتورة من الإنترنت فقط.

وأضاف «فاضل»: إن رموز الفن أعطوا الكثير وأمتعونا بتمثيلهم وبفنهم، وحاولت رد جزء من حقهم علينا بإهداء الراحل الفنان العبقري نور الشريف بورتريه من الشخصيات التي أبدع فيها، وأيضاً لوحة للفنانة ذات الصوت الرقيق شادية، وأطلقت عليها «عطاء نصف قرن من الإبداع».

ويرى «فاضل» أن الفن التشكيلي يرسخ في ثقافتنا العربية التي يحاول الإرهاب هدمها، فالفن قادر على الحفاظ على الإرث والتراث وثبات الذاكرة، مؤكداً ضرورة وأهمية الإعلام في تسليط الضوء على الفن وتبسيطه للناس ليصبح مفهوماً نوعاً ما.