رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إرهاب "داعش" في أوروبا يوسع حملات الكراهية ضد المسلمين

بوابة الوفد الإلكترونية

يشهد المسلمون فى فرنسا، ومن بينهم بالطبع مصريون، حملات كراهية شعبية شديدة، وقمع من قبل الأمن وإحراق للمساجد والمصاحف، وتهديدات بإغلاق كل المساجد، بل وطرد كل المسلمين على إثر الحوادث الإرهابية التى شهدتها فرنسا قبل أيام، وهو مشهد متكرر نستعيد نفس صورته بعد أى حادث إرهابى فى دولة أوروبية أو غربية عامة يرتكبه متطرفون ينتسبون زورًا للإسلام، حيث تتصاعد موجة الكراهية ضد كل المسلمين فى هذه الدول بل ضد المسلمين فى كل العالم، حيث تنتقل بقعة الغضب ضد المسلمين من دولة لأخرى، وتشتد عمليات الخوف غير المبرر من كل مسلم رجلا كان أو سيدة أو حتى طفل، وهو ما يطلق عليه مصطلح «الإسلامو فوبيا»، ونظرا لان مصر هى حاضنة الأزهر رمانة ميزان العالم الإسلامى الوسطى المعتدل المحارب للتطرف أو الافراط فى الدين، فقد انطلقت مصر فى عدة مبادرات فى الداخل والخارج لمواجهة الإسلاموفوبيا، ومحاولة تصحيح الصورة المغلوطة على الإسلام والمسلمين وأيضاً وكان على رأس هذه المبادرات مؤتمر الاوقاف والذى ضم الأزهر والمجلس الاعلى للشئون الإسلامية والذى عقد بعد يومين من التفجيرات الارهابية فى فرنسا، وأصدر المؤتمر 16 توصية من شأنها محاربة الإسلام فوبيا فى الخارج والتطرف والارهاب فى الداخل، ونشر الفكر الإسلامى الوسطى المعتدل، والعمل على تدريس مادة الثقافة الدينية بصورة الزامية فى المدارس والجامعات، ولكن استمرار الإسلاموفوبيا فى الغرب فجر التساؤل حول الدور الغائب والذى يجب ان يكون حاضراً من قبل الأزهر ومصر عامة خارج الحدود لمواجهة هذه الظاهرة ونشر الدين الوسطى المعتدل من قلب الأزهر الذى يربى أجياله على قبول الآخر والتعددية فى الفكر، والتحرك المصرى العاجل والآجل لحماية المسلمين فى العالم من خلال تصحيح صورة الإسلام وحمايته من محاولات التشويه التى يتبناها الغرب نفسه، «الوفد» تطرح السؤال على المختصين من رجالات الدين والاجتماع.

 

ظاهرة قديمة

يعد مصطلح «الإسلاموفوبيا» من المصطلحات الحديثة الخاصة بعلاقة الغرب مع الإسلام، وتعنى الاضطرابات النفسية والإرهاب أو الخوف المرضى غير المبرر من الإسلام، ورغم كون المضمون ظاهرة قديمة جديدة، قديمة قدم الدين الإسلامى نفسه، الا انها تصاعدت حدتها فى عالم اليوم، وبخاصة فى دول الغرب بعد التفجيرات الشهيرة التى شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية فى الحادى عشر من سبتمبر عام 2001، التى أسندت إلى تنظيم القاعدة رغم ان الوقائع اثبتت انها صناعة امريكية يهودية لإيجاد مبررات لمحاربة العالم الإسلام، لكن هذه الاحداث وما تلاها فى السنوات الماضية من تفجيرات إرهابية فى امريكا أو دول أوروبا تتبناها تنظيمات ارهابية متطرفة متوشحة زورا بالإسلام، وهى فى الاصل ايضا صناعة صهيونية امركية أوروبية، خلقت محصلتها للاسف فى اذهان العامة من الشعوب الغربية صورة ذهنية سلبية وقاتمة ومغلوطة عن الإسلام، وجعلت هذه الشعوب ترى فى الإسلام خطراً داهماً محدقاً يتهدد كل ما هو غربى، مما جعلهم يعيشون فى خوف غير مبرر من كل ما هو مسلم وإسلامى، ويكيلون له الاتهامات والعداء، ويحاصرونه بالقوانين والحصار الإجماعى والنفسى، وهو الامر الذى يتجدد مع كل حادث إرهابى، فيما يقف العالم الإسلامى عاجزا ولن اقول متفرجا على موجات «الإسلامو فوبيا» ضد أكثر من 30 مليون مسلم فى بلدان أوروبا وقرابة 3 ملايين فى امريكا، وهو الأمر الذى يتطلب من العالم الإسلامى التحرك بجدية لإنقاذ المسلمين فى دول الغرب من موجات العنصرية والكراهية، وذلك من خلال تصحيح صورة الإسلام، واظهار حقيقته المعتدلة السمحة، وهو دور خطير وهام ملقى على عاتق الدول الإسلامية، وبصفة خاصة على مصر وأزهرها الشريف، فالأزهر كان وسيظل منارة الإسلام الحقيقى الوسطى المعتدل وحامى حمى الإسلام فى كل العالم والمصدر لعلومه الفقهية والشرعية.

وحول هذا يقول الشيخ والداعية الإسلامى فكرى حسن اسماعيل وكيل اول وزارة الاوقاف سابقا، إن ما تفعله الفئات الضآلة المنتسبة للإسلام، انما يهدف الى تشويه صورة الإسلام، وما ترتكبه هذه الجماعات الارهابية ليس له علاقة من قريب أو بعيد بالإسلام، قديماً كان الأزهر يرفض تكفير هذه الفئة الارهابية التى تشوه الإسلام، وأنا أطالب الأزهر الآن بإعلان تكفيرهم، فالمسلم لا يقتل مسلم ولا يقتل كافراً، وما وقع فى الأيام الأخيرة فى فرنسا من أعمال إجرامية يرتكبها متطرفون، لا تدل على شىء إلا على ان من ارتكب هذه الاعمال ليس إنساناً، بل هو اقل من الحيوان العاقل، فالذى يفهم رسالة الانسان فى الأرض وفقا لما امرنا به الله، لا يمكن ابدا أن يرتكب مثل هذه الاعمال الاجرامية لان المسلم من سلم الانسان من لسانه ويده، والمؤمن من آمنه الناس على انفسهم واموالهم واعراضهم، ولا يعرف الإسلام قتل الابرياء، أو ترويع الآمنين، أو اشاعة الفوضى والقتل، فالرسول الكريم قال «صلى الله عليه وسلم» من اعان على قتل امرئ ولو بشطر كلمة، كتب الله بين عينيه يوم القيامة ايس من رحمة الله، ويقول الرسول أيضاً «صلى الله عليه وسلم»: «الانسان بنيان الله فى أرضه، ملعون من هدم بنيانه» ويقول سبحانه وتعالى «أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً».

تكفيرهم ضرورة

 

ويتابع الداعية فكرى حسن إسماعيل كلامه بإدانة ردود الأفعال العنيفة التى يرتكبها الغرب، ومنهم الفرنسيون الآن، ضد الجاليات الإسلامية انتقاماً من الأعمال الإرهابية التى ارتكبها المتوشحون زوراً بالإسلام، ويقول: إن اساءة معاملة المسلمين والتنكيل بهم واحراق مساجدهم وحملات اعتقالهم وترويع حياتهم بحجة ان من قاموا بالاعمال الارهابية يمثلون الإسلام، لهو ظلم بين وخطأ فادح، فمن قتل وأرهب لا يمثل ابدا الإسلام، وليس مسلماً، وليس كل المسلمين، ولا يجب ان يدفع المسلمون ثمن جريمة ارتكبها انسان ضال فاجر كافر بتعاليم الإسلام، لذا نطالب الغرب الذين يسيئون الى المسلمين الآمنين ان يتقوا الله وان يتفكروا ويتدبروا ويستعملوا عقولهم المستنيرة فى التفريق بين المجرمين والابرياء، وأن يعلموا أن الإسلام لا يدعو الى القتل أو الاساءة، ولا يجوز ابدا أن نحكم على افعال اجرامية فعلها ارهابيون ونعمم عقابها على جميع المسلمين، لان مرتكبى هذه الجرائم كالأنعام.

ويشير الداعية والمفكر حسن اسماعيل الى نقطة هامة، وهى ان الغرب نفسه هو من صنع مثل هذه الفئات الضآلة المتطرفة بجانب اسرائيل، ولكن الآن انقلب السحر على الساحر ويؤكد ان مثل هذه الجماعات التى تشوه الإسلام ليست الا صناعة صهيونية غربية، وهم الآن يذوقون من كأس السم الذى صنعوه لتشويه وتدمير الإسلام وتفكيك الدول العربية والإسلامية.

ويرى ان الأزهر وعلماءه عليهم دور كبير فى مواجهة ظاهرة الإسلامو فوبيا، من خلال تكثيف الجهد فى التحرك نحو الغرب لتوضيح عظمة الإسلام الحقيقى، وأن يسارعوا باستخدام وسائل الاعلام فى الدول الغربية وإعلان تكفير هؤلاء الارهابيين والدفاع عن الدين العظيم، وارسال العلماء المخلصين المعتدلين الى الغرب فى وفود للرد على الادعاءات والمغالطات والشبهات حتى يستنير الغرب بالإسلام الحقيقى، واذكر فى هذا الاطار ضرورة انتقاء الأزهر للعلماء الذين يرسلهم الى الخارج، فقد اكتشفت اثناء تواجدى فى امريكا ان بعض من يتم إيفادهم يسيئون لإسلام، ويشكلون هم انفسهم عناصر للدعوة للتطرف، واذكر احدى مقولات الشيخ الغزالى «لو وجد الغرب علماء مخلصين مستنيرين لدخلوا الإسلام نتيجة الفكر الوسطى».

تسويق إعلامى

فيما يرى الداعية الشيخ محمد وحشه أحد علماء الأزهر، ان المسلمين انفسهم مقصرون فى نشر الدعوة الإسلامية بصورتها الصحيحة لدى الغرب، وهو ما يجعلهم يخلطون الامور بين المسلم الحقيقى والارهابى الذى يتمسح فى الإسلام لتشويهه، ويقول: نحن متقوقعون على انفسنا، وننسى حقيقة هامة أن الإسلام دين عالمى ليس للمصريين أو العرب فقط، وأن كل المسلمين الصالحين المعتدلين الوسطيين يملكون حق الدعوة، فالدعوى ليست شيئاً قاصراً على الأئمة والشيوخ، ولكن على المسلمين عامة، فكل مسلم يمتلك سلوك الإسلام الصحيح عليه ان ينقل دعوة الإسلام من خلال سلوكه.

لذا أرى أن أول حل لعلاج الإسلامو فوبيا فى الغرب هو الاعتراف بالتقصير من قبل المسلمين انفسهم، وعدم سعيهم للخارج لتوضيح صورة الإسلام، فيجب ان يعرف كل مسلم المطلوب منه، وانه هو نفسه سفير للإسلام بين غير المسلمين، كما يجب اتاحة الفرصة للتواصل مع الغرب، ولكن للاسف نحن نكلم انفسنا، فمثلا فى حادث سقوط الطائرة الروسية فى شرم الشيخ كيف عالجنا الامر، اقمنا حفلات ومؤتمرات داخل مصر وتحدثنا بلغتنا، ولم نتواصل مع روسيا أبداً على اراضيها، ولم يصل صوتنا للخارج، اذا نحن نكلم انفسنا.

ويتابع الداعية محمد وحشه بقوله: كما اننا للاسف نفتقد الى ادبيات الحوار مع الغرب، ونترك غير المتخصصين يتحدثون فى امور فقهية وشرعية، وهو ما يشكل كارثة لنقل مفاهيم خاطئة للغرب، لذا يجب ان يكون من يمثل المؤسسات الدينية فى الخارج، على فهم وعلم حقيقى، ومن ميزات الأزهر الشريف انه يربى ابناءه على التعدد الفكرى والمذهبى فى فهم العقيدة وفى المسائل الفقهية، لذا خريج الأزهر ليس لديه مشاكل مع الآخر، وليس لديه حكر على الصواب والحق، ومن هنا يجب انتقاء هذه العناصر الممتازة من علماء الأزهر، والدفع بهم الى الغرب لتوضيح صورة الإسلام الحقيقية وحمايته من محاولات التشويه التى يرتكبها شيوح متطرفون.

ويؤكد الداعية «وحشة» أن مصر حباها الله بمنارة الأزهر الشريف، وهو ما يمنحها القدرة على التقدم والتميز فى المجال الدينى والدعوى، لذا يجب ان توفر الدولة عوامل كبيرة للتواصل مع الخارج، اذ يوجد لدى الأزهر علماء عظماء لا يتم الاستفادة بهم، ويشير فى هذا الاطار الى ان عالم الأزهر الدكتور محمد داوود قام مع 30 من علماء الأزهر والمفكرين فى عمل موسوعة للرد على الشبهات التى تتردد عن الدين الإسلامى، وهذه الموسوعة لم يسمع عنها الغرب شيئا رغم خطورتها لكونها حصناً ودفاعاً عن أى مغالطات يتم توجيهها للدين الحنيف، لذا أطالب الدولة بالعمل على ترجمة هذه الموسوعة الى كل لغات العالم،

وإرسالها إلى هذه الدول، لتفهيم العالم جوهر الإسلام الحقيقى، لاننا للاسف لا نسوق العلوم الإسلامية الصحيحة، نحن لا نسوق انفسنا فى الخارج بصورة صحيحة، وننسى ان الإسلام دين شامل، وليس قاصراً على الدعوة، الإسلام دين وحياة وتفوق فى العلوم، فيقول الله تعالى «وقل رب زدنى علماً» لذا يجب الاستفادة بالعلماء، وارسالهم الى خارج الحدود، لان الغرب لن يأتى إلينا، بل علينا ان نذهب اليه فى عقر داره.

مزيد من الوفود

ويشير الى ان وزارة الاوقاف توفد عالماً واحداً الى كل دولة، وهذا غير كافٍ، حتى وان تم اختياره بعناية، لذا أطالب بضرورة إيفاد مجموعات من الدعاة إلى كل دولة من رجال الدين، وألا يقتصر دور هؤلاء فى الخارج على إلقاء المحاضرات، لا بل عمل ندوات وحوارات مفتوحة، وتوزيع تراجم ومنشورات لتوضيح صورة الإسلام الحقيقية، حقيقة الأزهر يقوم بدور فى هذا الاطار، لكنه دور محدود، لاننا للاسف لا يوجد لدينا خطة ممنهجة لتوسيع الإيفاد بالخارج وتحقيق الانتشار، كما علينا ان نستثمر وجود السفراء والقناصل المصريين، لعمل اتفاقيات مع الجامعات والمعاهد، لتسهيل استقبال الوفود من الأزهر لاقامة الحوارات والندوات

ويدين الداعية محمد وحشه الغياب الاعلامى لبرامج الدين، ويقول ان مساحات البث التى تخصصها القنوات الوطنية والفضائيات للبرامج الدينية لا تعادل 1% من برامج التوك شو والمساحات التى تتاح للفنانين، ويجب على الاعلاميين ان يعملوا على تسويق العلماء، وان يبحثوا عنهم فى كل مكان لتقديمهم للعامة، وألا يقتصر تسويق العلماء فى الداخل، بل فى الخارج ايضا، وفيما يتعلق بمواجهة الارهاب والتطرف فى مصر، فأرى أن دور الشيوخ والائمة المعتدلين يجب ألا يقتصر على الدعوة فى المساجد، بل نذهب للشباب فى اماكن تجمعاتهم، فى الأندية، فى مراكز الشباب، فى المدارس والجامعات، فى السجون، فالدعوة يجب ان تخرج عن الأطر والحدود المقيدة، يجب ان تنتشر وتكون عامة، وهذا ما نفتقده على المستوى الداخلى والخارجى.

قناة فضائية للأزهر

ويلخص الداعية محمود عابدين العالم بالأزهر المطلوب من المؤسسة الدينية فى مصر لمواجهة ظاهرة الإسلامو فوبيا فى الغرب، هو استثمار عالم الميديا، من خلال اطلاق قناة فضائية تتحدث باسم الأزهر، وتتحدث بكل لغات العالم، لتوجه رسالة الدعوة والدين الإسلامى الوسطى الصحيح الى العالم، وللرد على كافة تساؤلات الغرب فى هذا الاطار، ويؤكد ان الأزهر لديه الامكانيات لاطلاق مثل هذه القناة، ولا يمكنه القول عكس ذلك، مشيراً إلى أنه من العيب والخطر أن توجد آلاف الفضائيات، ولا توجد فضائية للأزهر تتحدث باللغات الأجنبية.

ويتابع: للأسف الأزهر يغرد وحده، ففى مؤتمر الأوقاف الذى عقد أخيراً للرد على التفجيرات الارهابية فى فرنسا، والذى شارك فيه المجلس الاعلى للشئون الإسلامية، خرج المؤتمر بـ16 توصية، منها توصية موجهة الى وزارة التربية والتعليم والجامعات بصفة خاصة جامعة القاهرة، بأن يتم عمل مادة للثقافة الإسلامية، وجعلها مادة اساسية، اى مادة رسوب ونجاح، ولكنى على يقين أن هذه التوصيات ستوضع فى الأدراج كسابقها ولن يتم تنفيذها من قبل وزارة التعليم أو الجهات الأخرى المعنية، لذا فالأزهر يغرد منفردا، ومن هنا يجب العمل على تنفيذ هذه التوصيات بجدية، وان يتم ذلك باشراف الأزهر على كل منطقة تعليمية.

ويجب أن تأخذ البعثات الدينية للخارج بمنظور جاد وحقيقى، لانه للاسف من يتم ارسالهم فى كثير من الاحيان لتمثيل الأزهر، لا يتم اختيارهم بموضوعية وشفافية من حيث الأكفأ والأقدر على التحدث بلغة تفهمها شعوب الغرب، ويجب أن ندرب مجموعات من الشباب من خلال الأزهر، سواء أن نختار الأوائل من كل الجامعات أو الشباب المتفوق بصفة عامة والذى لديه القدرة على التواصل والتعامل مع وسائط الاتصال الاجتماعى، وأن يقوم هؤلاء بالتواصل مع شباب الغرب، فالشباب يفهم لغة الشباب، وذلك لتنويرهم واستقطابهم الى الدين الوسطى المعتدل الحقيقى.

كتائب إلكترونية

وتقول الدكتور ليلى عبدالمجيد عميدة كلية الاعلام سابقا، ان إعلامنا الإسلامى بالخارج غائب تماماً، فلا يوجد لمصر عامة اعلام بالخارج، قديما كانت هناك اذاعات موجهة، الآن اختفت أو لم يعد لها قيمة، ولا توجد لدينا فضائيات موجهة للخارج باللغات الاجنبية يكون لها شعبية وجماهيرية لتوضيح صورة الإسلام الحقيقى، فى وقت صار الإعلام سلاحاً خطيراً لتوجيه الرأى العام العالمى والتأثير فيه سلبا أو إيجابا.

وتطالب سفارتنا بالتعاون مع الجاليات الإسلامية المصرية فى الخارج وكذلك سائر السفارات العربية الإسلامية الاخرى بالخارج، من اجل القيام بفعاليات ونشر مواد إعلامية واستخدام كافة الاساليب المتاحة لإظهار صورة السلام الحقيقى المعتدل داخل هذه المجتمعات، وألا يتركوا الساحة خالية ليرتع فيها المتطرفون وامثال داعش واعوانهم لهدم الإسلام الحقيقى فى اذهان الشعوب الغربية، فلا يجب ان نتجاهل ان فظائع داعش فى سوريا والعراق وليبيا اصابت العالم كله بالفزع والإسلامو فوبيا.

كما أرى أن هناك دوراً لشبابنا المسلم المعتدل من خلال شبكات التواصل الاجتماعى، فبدلاً ألا يضيعوا وقتهم فى حوارات فارغة ودردشة لا فائدة منها، يمكن للأزهر تدريب فئات من هؤلاء الشباب، ليقوموا بدورهم بعمل حوارات منسقة مع الشباب الغربى من خلال التواصل الالكترونى، فكما أطلقت الاخوان كتائب إلكترونية لنشر افكارهم المتطرفة المغلوطة، فلماذا لم يبادر الأزهر بتشكيل مثل هذه الكتائب، كما اننا بحاجة الى توسيع دائرة إرسال الوفود الأزهرية للخارج للدعوة، وان يمتلك هؤلاء أساليب الاتصال الجيد، ويكون لديهم القدرة على ادارة الحوارات والنقاشات بعقل متفتح فى الخارج لتوضيح ان من يرتكبون هذه الجرائم ليسوا مسلمين أو من الإسلام فى شىء، فليس كل ارهابى مسلماً وليس كل مسلم إرهابياً، بل ان من هؤلاء الإرهابيين منهم جيل ثان وثالث من المسلمين فى أوروبا، ومنهم المأجورون، والمضحوك عليهم، والمغسولة أدمغتهم.

وتدين الدكورة ليلى دور الهيئة العامة للاستعلامات، وتصفه بالهزيل جداً وإمكانياتها متواضعة فى الخارج للعمل على توضيح صورة الإسلام بالخارج، خاصة بعد إغلاقها للعديد من مكاتبها فى الخارج، وتطالب بإحياء دور الهيئة فى الخارج فى هذا الإطار، كما تطالب بإرسال وفود إسلامية من الشباب المعتدل للخارج من خلال عمليات التبادل الثقافى والتنسيق مع الجهات الاخرى فى الخارج.

وتشدد على ضرورة توجيه دعوة للمسلمين فى الخارج، بأن يلتزموا ضبط النفس فيما يواجهونه من حملات ترويع على ايدى الشرطة أو المجتمع، وان يصبروا حتى تنتهى الموجه، وبعدها يسعون الى توضيح صورة الإسلام الحقيقية كل فى موقعه، وألا يستجيبوا لعمليات الاستفزاز، حتى لا تتضخم رقعة الكراهية والإسلامو فوبيا ضدهم، وأن تتكاتف كل السفارات العربية والإسلامية معاً لإدانة الإرهاب باسم الإسلام، والتبرؤ من مثل هذا الاعمال، والتكاتف لنشر صورة الإسلام الحقيقى.