رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كفر هلال.. قلعة صناعية تسقط تحت أقدام الصينيين

بوابة الوفد الإلكترونية

قرية صغيرة.. لكنها كبيرة القيمة هي ثروة محافظة المنوفية، ففيها نحو 500 مصنع صغير، تقدم كميات ضخمة من المنسوجات مع شروق شمس كل صباح.

لا تجد شارعا فيها إلا وهدير الماكينات يقطع صمته، ويحوله من شارع ريفي الي شارع صناعي بامتياز. إنها كفر هلال، التابعة لمركز بركة السبع بالمنوفية، القلعة الصناعية الصغيرة.

كانت المصانع الصغيرة التي تستحوذ علي بدرومات المنازل تدر دخلا جيدا للأهالي وتوفر فرص عمل كبيرة للجميع، وجذبت شباب القرية والقري المجاورة للعمل فيها، وإنتاج نسيج مفروشات متقن.

لكن بعد ثورة يناير تحول الحلم الي كابوس تحت أقدام الغزو الصيني المنظم والإغراق الضخم للمنتجات الصينية إذ يتم التلاعب في الجمارك وإدخال القماش المستورد علي أنه «غير تام الصنع» ودفع مبلغ زهيد يقدر بـ1٫5٪.

وتدريجيا انحسرت المبيعات وأصبح أصحاب المصانع مطالبين بدفع أقساط الماكينات ورواتب العمال، بينما تخلت الحكومة عنهم.

«الوفد» التقت أصحاب المصانع للتعرف عن قرب علي أبعاد الأزمة بداية يتحدث، وليد دعبس موضحا أن كفر هلال لا تلقي أي دعم أو مساندة من محافظة المنوفية، وأوضح «دعبس» أنه طلب تنظيم معرض للسلع لكفر هلال.. ولم ينفذ طلبه حتي الآن، والمسئولون في المحافظة يتعاملون مع كفر هلال علي أنها قرية عادية رغم أنها تستحوذ علي ما قيمته ثلث ميزانية المحافظة من ضرائب ورسوم.

وأكد أن المحافظ رد علي طلبهم فرض رسوم حمائية بقوله: «الموضوع أكبر مني».

يوضح سمير أبواليزيد صاحب مصنع نسيج أن القماش الصيني ذو جودة منخفضة وهو عبارة عن مواد بلاستيكية، يتم تجميعها من مخلفات المستشفيات وإعادة تدويرها لتصبح مادة أشبه بالنسيج.

وأضاف أن مصنعه يعمل منذ عام 1985، ويضم نحو 20 عاملا، ولم يعد في مقدوره الحفاظ علي هذه العمالة، نظرا لتراجع المبيعات بشكل ضخم.

وقال راشد السباعي إن أصحاب المصانع، لجأوا الي غرفة الصناعات النسيجية، والتقوا محمد البرهمتوشي رئيس الغرقة،وكان ذلك خلال عام 2010 وطالب أصحاب المصانع في لقائهم بتحجيم الإغراق الصيني.

لكن ورغم مرور 5 سنوات علي هذا اللقاء إلا أن المنتج الصيني يواصل إغراقه الضخم للسوق المحلية.

وكشف هاني فتحي العليمي أنه كان لديه 20 عاملا في مصنعه يتشارك معهم الأرباح، لكن حاليا لم يعد لديه سوي 10 عاملين وبعضهم يفكر في هجر المهنة.

وأضاف أنه لجأ مع عدد كبير من أصحاب المصانع في كفر هلال الي المهندس إبراهيم محلب وقت أن كان رئيسا للوزراء.. لكن بلا جدوي.

وقال أحمد مجدي: الحكومة تعاني من أزمة خانقة في الدولار بينما تسمح بتحويل الدولار للخارج، عبر الإغراق الصيني، كما ستدفع الثمن متمثلا في ازدياد أعداد العاطلين بعد توقف مصانع كثيرة عن العمل، وأولها مصانع الغزل والنسيج في كفر الدوار. فمعظم مصانع كفر هلال، التي تقترب من 500 مصنع تتعاقد علي الغزول من مصانع كفر الدوار،والآن لا تعاقدات لأن حركة البيع والشراء متوقفة.

ويؤكد محمد سعد أبونوارج صاحب مصنع أن نحو 5 آلاف عامل يعيشون علي ما تدره هذه المصانع من عائدات ويفتحون بيوتهم منها.

وتأتي عمالة من قري بني غريان وكفر بني غريان وسنبو الكبري وكفر سنبو وحنون بالغربية ويقدر عددها بنحو 2000 عامل. وكشف أن الاستيراد يجري بشكل مخالف للوائح إذ يقوم المستورد بجلب الشحنات «مقلوبة» علي أنها منتجات غير تامة الصنع، لأن القماش يكون علي الجانب غير المطبوع، وبالتالي يمرر الشحنة بجمارك لا تتجاوز 1٫5٪ علي أنها مدخلات إنتاج، ثم يتم تهريبها للسوق المحلي، بعد إعادة القماش لوضعه الطبيعي.

ويؤكد رمضان علي زكي أن المنتج الصيني، تسبب في تدمير نظيره المحلي، موضحا أن الأزمة في عهد الرئيس محمد مرسي، عندما جاء الإغراق بشكل ضخم أشبه بالطوفان.

وأوضح مصطفي أبواليزيد أن أصحاب المصانع يدفعون التأمينات شهريا ويسددون ما عليهم للدولة لكن رغم التزامهم تجاه الدولة إلا أن الدولة غير ملتزمة تجاههم ولا تدافع عنهم، وتركتهم فريسة سهلة للصينيين.

وأكد أن عدد ساعات تشغيل المصانع تراجعت من 18 ساعة يوميا الي 6 ساعات فقط حاليا، والعمال لجأوا للعمل علي «التكاتك» وهجروا الصناعة لأنها لم تعد تفتح بيوتهم.

وقال هاني قنديل، عامل: أنا متزوج وأعول أطفالا وأعيش في شقة بالإيجار، ولم أعد قادرا علي دفع الإيجار أو توفير مصروفات المنزل لأن المصانع لم تعد تعمل كما كان قبل ثورة يناير، ولم تعد مبيعاتهم تغطي رواتبهم التي تضاءلت مع تضاؤل عدد «الورديات» وأضاف: «علشان 10 أو 20 مستوردا تتخرب بيوت آلاف الناس؟».

وقال أحمد هلال، عامل: أستعد للزواج منذ عامين، ولم أعد قادرا علي تأثيث «عش الزوجية» لأن الدخل الذي كنت أحصل عليه من العمل في مصانع النسيج أصبح ضئيلا ولم يعد يفي بمتطلباته اليومية فكيف يدخر منه لتأثيث الشقة؟

ورفع الحاج أحمد سليمان، صاحب مصنع، يديه الي السماء داعيا الله أنه يحل هذه الأزمة التي ضربت المصانع وعصفت بحياة الأهالي ولم يعد في مقدور أحد التكيف معها.

وأضاف: «أناشد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن يصدرقرارا فوريا بحظر دخول منتجات النسيج المستوردة من الصين لأن أصحاب المصانع لم يعودوا قادرين علي سداد أقساط الماكينات التي حصلوا عليها بـ«الديون».

وأكد «سليمان» أن تدبير المرتبات أصبح أمرا صعبا لأن المبيعات تتراجع يوميا، وكشف أن الصناعات المغذية ومنها «لف المواتير» تضررت ولم يعد للشباب أي مورد

رزق، سوي «التكاتك» أو بيع «الممنوعات» حتي يحصلوا علي أي دخل يفتحون به بيوتهم.. فهل هذا يرضي الحكومة؟

وأوضح أن الماكينات تباع «كاش» بسعر 250 ألف جنيه بينما يزيد سعرها 100 ألف أخري حال التقسيط وهي ماكينات مستعملة من إيطاليا وغالبيتها بالتقسيط ولا يقدر أصحاب المصانع علي سداد باقي ثمنها حاليا.

وقال عبدالله سامي - صاحب مصنع: إن المنتج الصيني سيطر علي السوق بنسبة 90٪ والمطلوب من الدولة أن تفرض رسوما حمائية لمنع الإغراق، وأكد أن متر القماش الصيني يباع في السوق بـ14 جنيها بينما المحلي أعلي.. فكيف يكون المحلي أغلي تكلفة إلا إذا كانت الحكومة الصينية تدعم منتجاتها؟

وقال صابر هلال - صاحب مصنع: إن المنتجات الصينية عبارة عن بلاستيك مثبت بلاصق علي القماش، وهي ضارة بالصحة مطالبا الجهات المعنية بفحص هذه المنتجات وبيان مدي سلامتها.

من جانبه قال عصام الصباحي رئيس لجنة الوفد في المنوفية ومرشح الحزب في قويسنا وبركة السبع إنه طالب الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتدخل وإنقاذ الصناعة الوطنية عبر فرض رسوم حمائية لإنقاذ آلاف الأسر التي تتعرض لغزو صيني منظم.

وأضاف الصباحي» أن الصناعة الوطنية هي عصب الاقتصاد الوطني، ولا يمكن أن تتجاهلها الحكومة والمحافظة بل يجب فورا التصدي للإغراق الصيني وحماية أبناء المنوفية التي صمدوا طوال 5 سنوات.

.. ومشروع الصرف الصحى فى «بتبس» و«السكرية» توقف منذ 5 سنوات بسبب 100 متر حفر!

«بتبس» و«السكرية» هما نموذجان للمعاناة في محافظة المنوفية، فالقريتان التابعتان لمركز شبين الكوم لا تفصلهما عن العاصمة سوي عدة كيلو مترات ولا يفصلهما عن ديوان عام محافظة المنوفية سوي حاجز التجاهل المفروض عليهما.

«بتبس» هي قرية ضاربة بجذورها في التاريخ، إذ ذكرها علي مبارك في كتابه الخطط التوفيقية علي أنها من قري قسم «مليج». وتتقاسم «بتبس» و«السكرية» الأفراح كما تتقاسمان الهموم.

فبعد أن فرح الأهالي في القريتين بمشروع الصرف الصحي وإنشاء خط الطرد الرئيسي، الواصل حتي محطة صرف البتانون فوجئوا بتوقف العمل قبل استكمال الخط بنحو 300 متر فقط. كان السبب هو اعتراض عدد من الأشخاص علي مرور الخط الرئيسي أمامهم دون توصيل خدمة الصرف الصحي لمنازلهم.

وصدر قرار تمكين من محافظ المنوفية السابق.. وبالفعل قامت الشركة المنفذة بالعمل تحت حماية الشركة لمدة أسبوع واحد فقط، ثم نقلت المعدات لموقع آخر قبل استكمال الخط بنحو 100 متر فقط!!

يقول السيد عيسي أحد أهالي البتانون: إن أهالي «بتبس» و«السكرية» يعانون أشد المعاناة من عدم وجود خدمة الصرف الصحي وطالبوا بتدخل المحافظ الدكتور هشام عبدالباسط والمهندس محمد نجيب رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمنوفية لحل هذه المشكلة، خصوصا أن المشروع عمره 5 سنوات.

ويؤكد اللواء ممدوح عامر، أن الأهالي مندهشون من تجاهل الأجهزة التنفيذية لحل هذه الأزمة، رغم أن خط الطرد لا يفصله عن محطة البتانون سوي 100 متر فقط.

أما الدكتور شديد أبوهندية مرشح الوفد في مركز شبين الكوم، فينتقد إهدار نحو 33 مليون جنيه تمثل تكلفة المشروع، وتراخي الأجهزة التنفيذية في إتمام المشروع. كما طالب بتدخل المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء لتوفير الحماية اللازمة للشركة حتي يتم إنقاذ المشروع، وتحقيق الهدف منه خصوصا أنه مشروع ضخم.

وتساءل «أبوهندية»: المشروع بدأ في 2002 أي منذ 18 عاما، والـ33 مليون جنيه لم يستفد منها أي مواطن حتي الآن.. فلماذا؟

وأضاف أن الأزمة حلها بسيط، ويكمن في التفاتة حقيقية من المسئولين نحو «بتبس» و«السكرية».

د. شديد أبوهندية:  أطالب رئيس الوزراء بإنقاذ 33 مليون جنيه من الضياع