رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سينما نجيب محفوظ.. الواقع بلا رتوش

بوابة الوفد الإلكترونية

سيظل يوم 13 أكتوبر 1988 يوما مشهودا في تاريخ الأدب المصري، إنه يوم حصول أديب مصر الكبير الراحل نجيب محفوظ علي جائزة نوبل في الآداب وهي أرفع جائزة في العالم.

كان حصول محفوظ علي هذه الجائزة العالمية تتويجا لإبداع استمر أكثر من نصف قرن في مجال الكتابة والتأليف، غرق نجيب محفوظ في المحلية لتكون بوابته للعالمية عبَّر بصدق في مؤلفاته عن الشخصية المصرية في النصف الأول من القرن العشرين. وتقلبات الواقع والشخصية المصرية في النصف الثاني من القرن العشرين، تحولت معظم مؤلفاته لأفلام سينمائية خالدة في وجدان الملايين، وعلي رأسها الثلاثية «بين القصرين، قصر الشوق، السكرية» التي شاهدنا فيها الواقع الحقيقي للشخصية المصرية متمثلة في «سي السيد» و«أمينة» و«كمال» و«فهمي» و«عائشة» و«ياسين»، الأسرة المصرية في بداية القرن الماضي، الأب المسيطر علي كل شيء، شخصيته داخل المنزل تختلف عنها تماما خارج المنزل، الأم الخاضعة تماما الساذجة، الابن المكافح الذي يضحي بحياته في سبيل قضية بلاده، والآخر الغارق في الملذات، الثلاثية الخالدة في عالم السينما نقلت واقعا حقيقيا عبَّر عن مصر اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا.

كما أبدع «محفوظ» في العديد من الأفلام نذكر منها: «زقاق المدق» وشخصية بنت الحارة «حميدة» التي جسدتها العظيمة شادية والتي جرفها تيار الانحراف وصدمة «عباس الحلو» ابن الحارة في خطيبته وتلقي حتفها في النهاية في مشهد مأساوي داخل الحارة، ولا ننسي فيلم «اللص والكلاب» وتألق النجمين الكبيرين شكري سرحان وكمال الشناوي في تجسيد شخصيتي سعيد مهران ورؤوف علوان الشقي والصحفي المتسلق والخونة «نبوية» و«عليش»، وفي «القاهرة 30»، رأينا مرارة الواقع المصري والفقر في ثلاثينيات القرن الماضي، سعاد حسني الفتاة الفقيرة التي تضحي بحبها من أجل أشقائها الصغار، وأب وأم بلا أخلاق

تضطر لبيع نفسها للباشا، ومحجوب عبدالدايم الشاب المعدم الذي يضحي بكل القيم من أجل أن يعيش حتي ولو علي حساب شرفه.

وفيلم «ثرثرة فوق النيل» الذي كشف واقع المجتمع عقب نكسة 1967، بين شرائح مختلفة تجمعهم عوامة الصحفي والممثل وطالبات الجامعة، وحالة الضياع بين تلك الفئات، وفي «المذنبون» هناك بعض التشابه مع «ثرثرة فوق النيل» كشف عورات المجتمع عقب نصر أكتوبر 73 وعصر الانفتاح والانحراف والضياع بين عدة فئات في المجتمع تجمعهم علاقة مع فنانة شابة.

وفي «الكرنك» جسد نجيب محفوظ معاناة بعض الفئات من المجتمع المصري من القهر والظلم في الستينيات والتعذيب في المعتقلات من خلال شخصية خالد صفوان المسئول الظالم في عصر عبدالناصر وطلبة الطب إبراهيم وزينب وحلمي الذين يتعرضون للسجن والاعتقال دون ذنب يذكر.

وفي «أهل القمة» جسد «محفوظ» سلبيات الانفتاح الاقتصادي وصعود نجم المهربين وانحرافات رجال الأعمال ومعاناة ضابط الشرطة ماديا بتجسيد رائع من سعاد حسني ونور الشريف وعزت العلايلي وعمر الحريري.

تلك كانت بعض النماذج من سينما نجيب محفوظ التي عبرت بصدق عن الواقع المصري في العديد من المراحل والتحولات السياسية والاجتماعية في مصر في القرن العشرين.