رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إطلاق أول تحالف في الشرق الأوسط لمكافحة قصور القلب

الدكتور باسم صبحى
الدكتور باسم صبحى

بحضور نخبة من الخبراء الإقليميين في مجال أمراض القلب تم إطلاق تحالف الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمكافحة قصور القلب كأول مجموعة إقليمية متخصصة بعلاج قصور القلب وذلك خلال ورشة عمل عقدت في أبوظبي.

استضافت ورشة العمل التي حملت عنوان تخطي تحديات علاج قصور القلب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مجموعة من الروّاد في مجال الرعاية الصحية وصنّاع السياسة وخبراء قصور القلب من شتى أنحاء المنطقة لمناقشة نتائج تقرير خارطة طريق قصور القلب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا - وهي دراسة أجرتها شراكة السياسة الصحية وقيّم التقرير الاحتياجات التي لم تتم تلبيتها والعراقيل والفرص الكامنة لتغيير السياسات بما يكفل تخفيض معدلات الاعتلال والوفيات بين مرضى قصور القلب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويركز تحالف الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لقصور القلب على مكافحة قصور القلب ووضع خارطة طريق واضحة المعالم للإجراءات ذات الأولوية وتطوير جملة التدخلات والسياسات المعتمدة محلياً والتي تنسجم مع مجالات التركيز الأساسية التي حددتها نتائج تقرير خارطة الطريق.

وأتاحت الفعالية الإقليمية التي رعتها شركة نوفارتس العالمية المتخصصة في مجال الأدوية إمكانية تحديد الأولويات الرئيسية لعلاج قصور القلب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومصر والتي تضمنت: توعية العموم والمرضى والمتخصصين وتعزيز معارفهم ووضع استراتيجيات وطنية شاملة وفريدة من نوعها وإنشاء قياسات وبيانات أفضل والعمل وفق مسارات رعاية صحية ومبادئ توجيهية مستمرة. ويتكون الاتحاد من نخبة من الخبراء ومنهم الدكتور فراس بدر، اختصاصي طب القلب والأوعية الدموية من مستشفى ’كليفلاند كلينك‘ (الإمارات)؛ والدكتور باسم صبحي، المتخصص الاستشاري في أمراض القلب و رئيس عيادات قصور القلب بالمعهد القومي للقلب، القاهرة (مصر)؛ والدكتور وليد الحبيب، سكرتير عام الجمعية السعودية للقلب ورئيس مجموعة قصور القلب السعودية (المملكة العربية السعودية)؛ والدكتور كمال الغلاييني، استشاري أمراض القلب و رئيس القسم الطبي ومدير برنامج قصور القلب وأمراض القلب غير التداخلية بجامعة الملك عبد العزيز (المملكة العربية السعودية)؛ والسيدة هند سليمان، أحد مرضى قصور القلب وهي عضوة بالجمعية المصرية لرعاية مرضى قصور القلب (مصر) والسيدة أنجيلا مسّوح المتخصصة في تمريض قصور القلب لدى المركز الصحّي التابع للجامعة الأمريكية في بيروت (لبنان).

قالت عضو التحالف السيدة هند سليمان، أحد مرضى قصور القلب تحتوي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على شريحة واسعة تعاني من قصور القلب هي الأكبر حول العالم، بحيث يصاب سكان هذه المنطقة بقصور القلب في سن أصغر 10 سنوات بالمقارنة مع نظرائهم في الدول الغربية وعلى الرغم من التحسن الكبير في عمليات تشخيص وشفاء المرضى الذين يعانون من أمراض الشريان التاجي، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب الخلقية، ما زال انتشار الإصابة بقصور القلب في ازدياد مستمر وفي مصر على سبيل المثال، تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن 46% من حالات الوفاة ناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية، بما فيها قصور القلب

وأشارت إحدى الدراسات التي أجرتها ’تي.إن.إس‘ المملكة المتحدة في عام 2014 إلى أن الناس عمومًا أكثر خشية من الإصابة بالسكتة الدماغية (41%)، وحالات السرطان المتقدمة (43%) أو النوبات القلبية (12%) بالمقارنة مع قصور القلب (4%)، على الرغم من أنه أكثر تسبباً بالوفيات

ونلمس انخفاضًا واضحًا لمستوى الوعي بقصور القلب بين العامة ومتخصصي الرعاية الصحية وصنّاع السياسة، مما يؤثر على مختلف جوانب العناية بمرضى قصور القلب، فضلاً عن محدودية المواد التعليمية والدعم المناسب لمساعدة المرضى ومقدمي الرعاية الصحية على إدراك الحالة. وقد يؤدي هذا إلى تشخيص متأخر للحالة المرضية، وتوفير عناية ذاتية غير كافية، أو الحد من قدرة المرضى على اتخاذ قرارات الرعاية أو العلاج. وتتجلى إحدى جوانب التركيز الرئيسية لتحالف الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لقصور القلب في العمل مع شريحة واسعة من الأطباء المتخصصين ومقدمي الرعاية الصحية لزيادة التوعية بهذا المرض وضمان قدرة المرضى ومتخصصي الرعاية الصحية على اتخاذ قرارات واعية".

وغالبًا ما تحدث الإصابة بقصور القلب إثر معاناة عضلة القلب من ضعف مفاجئ جرّاء أزمة قلبية أو أحد الأمراض الأخرى التي تؤثر على القلب، أو نتيجة لتلف متنام تدريجيًا جرّاء

الإصابة بالسكرأو ارتفاع ضغط الدم أو مرض الشريان التاجي وتشمل عوامل الخطر الشائعة للإصابة بقصور القلب كل من ارتفاع ضغط الدم والسكر وفرط شحوم الدم التي تؤدي للإصابة بمرض الشريان التاجي، وتدخين التبغ ومضغ القات والبدانة، والتي يرتبط العديد منها بأنماط حياة تحاكي الثقافة الغربية وتنتشر بشكل كبير حاليًا بين سكان منطقة الشرق الأوسط.

وقال الدكتور باسم صبحي، المتخصص الاستشاري في أمراض القلب في المعهد القومي للقلب على الرغم من وجود استراتيجيات شاملة للرعاية الصحية فيما يخص أمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض غير المعدية في المنطقة، فإننا بحاجة للعمل مع حكوماتنا لضمان إدراج قصور القلب في أطر العمل هذه؛ وتبدي مصر استعدادها لتحمّل أعبائها المتوقعة في المستقبل.

كما أشار تقرير خارطة طريق قصور القلب إلى التحديات الفريدة التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث قصور القلب، مما يتطلب اتخاذ إجراءات استثنائية مماثلة. وتشير الدراسات إلى أن معدلات إعادة الاستشفاء (دخول المستشفى للعلاج مرة أخرى) أعلى بكثير في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمقارنة مع الدول الأخرى. ويمكن أن تستند هذه النتائج جزئيًا إلى عدم كفاية الوعي بقصور القلب وفهمه على كافة مستويات النظام الصحي والمتابعة غير الكافية للمريض. وينجم عن معدلات إعادة القبول المرتفعة هذه تكاليف مرتفعة يمكن تجنّبها في كثير من الأحيان.

وأضاف الدكتور صبحي: يعتزم اتحاد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لقصور القلب إيلاء مزيد من الاهتمام على جمع البيانات الشاملة والدقيقة حول أعباء قصور القلب في هذه المنطقة باعتبارها السبب الرئيسي لقلة الاهتمام بتشخيص المرض وعلاجه والوقاية منه. ويعتبر قصور القلب المسبّب الأول لدخول المستشفى حول العالم بين الأشخاص الذين تخطّت أعمارهم 65 عاماً، مما يزيد من الأعباء الاقتصادية على المرضى وعائلاتهم. ويتوقع ارتفاع الضغوط الناجمة عن قصور القلب في مختلف أرجاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نظرًا لارتفاع معدل انتشار عوامل الخطر المسببة للأمراض غير المعدية في المنطقة، والتي غالبًا ما تركت دون معالجة".

ومن النقاط الرئيسية الأخرى التي تمت مناقشتها كيفية بناء مسارات رعاية صحية ومبادئ توجيهية مستمرة لمرضى قصور القلب، بما في ذلك: إدراك أهمية الوقاية؛ وإجراء تشخيص دقيق وفي الوقت المناسب؛ والحرص على منح المرضى رعاية صحية مبنية على التوجيهات الصحيحة أثناء التواجد في المشفى؛ وإدراك أهمية مراقبة وعلاج قصور القلب خارج المستشفى؛ ومنح المرضى الأدوات اللازمة والدعم المناسب لإجراء مراقبة ذاتية وتحقيق العلاج الذاتي.

وسيباشر تحالف منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لقصور القلب منذ الآن في إنشاء برامج شاملة لعلاج قصور القلب في مختلف أرجاء المنطقة، بهدف مساعدة المرضى في الحصول على رعاية صحية مناسبة وأكثر إنصافًا، وتعزيز الالتزام والتوافق بين الأطباء وصنّاع السياسات.