رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

معركة "العلمين".. حين هتف المصريون للألمان: "إلى الأمام يا روميل"

أرشيفية
أرشيفية

"إلى الأمام يا روميل".. هتافات مصرية شقت أجواء منطقة العلمين بمحافظة مرسى مطروح، منذ 75 عامًا، والتي شهدت معركة حامية الوطيس، وقعت خلال الحرب العالمية الثانية، شهدت انتصارًا كبيرًا لجبهة الحلفاء (فرنسا، بولندا، بريطانيا)، على جبهة المحور (ألمانيا، إيطاليا، اليابان).. هي معركة العلمين التي وقعت بين بريطانيا وألمانيا على أرض مصرية.

"ما قبل المعركة"

بدأت الحرب العالمية الثانية بين دول المحور بزعامة ألمانيا، ودول الحلفاء بزعامة بريطانيا عام 1939، وقتما كانت القوات الألمانية بقيادة "إرفين روميل" تتحصن بمنطقة العملين قرب الصحراء الغربية، عقب فشل الأخير في اختراق الخطوط البريطانية خلال معركة "علم حلفا" المعركة السابقة لمعركة العلمين.

 

ولم يكن أمام ألمانيا سوى انتظار الهجوم البريطاني عليها تلك المنطقة، وأثناء ذلك  سافر القائد الألماني "روميل" إلى برلين لتلقي العلاج، تاركًا وراءه "جورج فون شتومه" قائدًا لقوات المحور، في الوقت الذي استمر فيه البريطانيين في تعزيز موقفهم، واستمروا في تلقي الإمدادات من بريطانيا وأمريكا التي انضمت لجبهتهم مؤخرًا.

 

كما لم يكن على "هارولد ألكسندر"، قائد القوات البريطانية في الشرق الأوسط، و"برنارد مونتجمري"، قائد الجيش الثامن البريطاني، سوى اختيار الوقت الذي يناسبهم للهجوم على القوات الألمانية في شمال إفريقيا.

 

"موازين القوى"

ومالت في ذلك الوقت، موزاين القوى ناحية البريطانيين ضد قوات المحور، بداية من طريق الإمدادات الذي كان قصير بالنسبة لتواجد قواتهم، حيث يبعد ميناء الإسكندرية حوالي 110 كيلو مترًا عن الجبهة، ويبعد ميناء السويس حوالي 345 كيلو مترًا عن الجبهة.

 

أما بالنسبة لدول المحور فإن أقرب ميناء لهم وهو "طبرق" يبعد أكثر من 590 كيلو مترًا عن الجبهة، كما أنه كان يتعرض للغارات من جزيرة مالطة، ومن الفدائيين في الصحراء.

 

وفي نفس الوقت، كان عدد قوات البريطانيين في هذه المعركة 195 ألف جنديًا، مقابل 104 آلاف جنديًا من قوات المحور، و1029 دبابة بريطانية مقابل 489 دبابة ألمانية، و2311 مدفعًا بريطانيًا، مقابل 1219 للمحور، و750 طائرة بريطانية مقابل 675 لقوات روميل.

 

"معركة العلمين"

في صباح يوم 23 أكتوبر عام 1942، تقدمت القوات البريطانية في منطقة العلمين، الذي كان يتحصن بها "روميل" وقواته، بعد عدم وصول الإمدادات الكافية التي تؤهله لمهاجمة الجيش الثامن الإنجليزي بقيادة الجنرال "مونتجومري".

 

وحين أدرك الأخير عدم جاهزية القوات الألمانية والإيطالية التي يقودها "روميل"، فحدد موعدًا للهجوم، ووضع خطة تستهدف القضاء على جميع قوات المحور

في منطقة شمال إفريقيا، تمهيدًا لنزول القوات البريطانية والأمريكية إلى الساحل في 8 نوفمبر 1942.

 

كان "روميل" يدرك وقتها أن المواجهة المباشرة مع الجيش الثامن البريطاني سوف تتسبب في خسائر فادحة لقواته، وينتهي به الأمر إما مقتولًا أو أسيرًا في يد عدوه، وفي الوقت نفسه فإن الجيش الألماني كان مشغولًا بمعاركه في روسيا، ولم يرسل له الإمدادت الكافية للمواجهة.

 

فقرر اعتماد سياسة الانسحاب وتعطيل الجيش الإنجليزي مع توريطه في مواجهات غير مباشرة تتسبب في خسائر فادحة له، وفي الوقت نفسه قوى من دفاعاته استعدادًا للمعركة العلمين التي تبعد عن الإسكندرية مسافة 90 كيلو متر مربعًا.

 

بدأت المعركة، بوصول القوات البريطانية إلى سواحل مطروح، وسرعان ما تحولت إلى مطاردة للجيش الألماني، الذي نجح بالرغم من ضعف إمكانياته وغياب الإمدادات في تكبيد الجيش البريطاني خسائر فادحة، وتشجيع المصريين له بمقولتهم الشهيرة: "إلى الأمام يا روميل".

 

فمنذ اللحظة التي وصل فيها الجيش النازي بقيادة "روميل" إلى الصحراء الغربية، روجت الدعاية الألمانية بأن مصر وألمانيا أصحاب قضية واحدة، وأن جيش الأخيرة جاء ليخلصها من الاحتلال البريطاني، وما عزز تشجيع المصريين لهم، هو انتشار شائعات باعتناق "أدولف هتلر" زعيم ألمانيا النازية الإسلام، ما دفع المصريين لإعلان تأييدهم إلى جبهة المحور.

 

ولكن في يوم 4 نوفمبر، لم يعد "روميل" قادرًا على تنفيذ أمر "هتلر "بالصمود، فبدأ الانسحاب إلى الغرب، خاسرًا الكثير من أسلحته العسكرية وجنوده، واعترف بالهزيمة، حين التقى بقائد القوات الألمانية "ألبرت كسلرنج"، في جبهة البحر المتوسط، وأكد له صواب رأيه بالانسحاب.