رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. شملان يوسف العيسى يكتب : برغم الجهود.. الإرهاب ما زال خطراً ماحقاً

شملان يوسف العيسى
شملان يوسف العيسى

جريمة إرهابية بشعة حدثت في مدينة أورلاندو الأميركية راح ضحيتها 50 قتيلاً

و50 جريحًا على يد إرهابي يدعي الانتماء إلى تنظيم «داعش»، وكذلك قُتل مسؤول

كبير في الشرطة الفرنسية وزوجته طعنًا بهجوم في ضاحية من ضواحي باريس، حيث

صرح مسؤول في «داعش» بأن أحد مقاتليه نفذ العملية.

لقد أدانت دول العالم كلها هاتين الجريمتين المخالفتين لتعاليم الإسلام

والمبادئ الإنسانية، ورغم كل الجهود الدولية النشطة والمستمرة في محاربة

مثل هذه الجرائم؛ فإن هذا الخطر لا يزال يهدد الأمن والسلم العالميين.

السؤال ما ردود الفعل العالمية، وفي الدول المتأثرة بالإرهاب من العمليات

الإرهابية على هذا الخطر الداهم لبلدانهم؟ وماذا نتوقع ردود الفعل الرسمية

والشعبية على هذه الأحداث المؤلمة؟

المعضلة الرئيسية التي ستواجه هذه الدول في مجهودها، هي أنه لا يوجد تعريف

متفق عليه حول الإرهاب؛ فكل دولة تعرف الإرهاب حسب مصالحها.. فما يراه

البعض إرهابًا يراه البعض الآخر نضالاً.. فما نراه اليوم في محاربة الإرهاب

في منطقة معينة، مثل سوريا والعراق، حيث اشتدت الحملة الدولية ضدهم، انتقل

الإرهابيون إلى ليبيا، والآن بعد مطاردة الإرهابيين في ليبيا، نجد

الإرهابيين ينقلون عملياتهم إلى بلدان أخرى كالولايات المتحدة ودول الاتحاد

الأوروبي.

الإشكالية الثانية، أننا كوننا مجتمعات ودولاً متحضرة نعتبر إرهاب «داعش» أو

غيرها من التنظيمات الإرهابية المتشددة، هو عقيدة من يؤمن بأفكارهم الزائفة

بأنه «جهاد»، وهو سوء فهم حقيقي للنصوص الشرعية، حيث أخرجوا النصوص الفقهية

من سياقها واستباحوا حرمات البشر وحرياتهم..

الاتحاد الأوروبي في قراره الصادر في يونيو (حزيران) 2002، عرف الإرهاب

بأنه «كل فعل أو تهديد يهدف لتحقيق هدفين اثنين، هما الدفاع عن قضية سياسية

أو دينية أو آيديولوجية، وترويع العامة أو قطاع منهم».

خلاف الدول العظمى حول تصنيف الجماعات والحركات المتشددة أو الإرهابية، فإن

الدول الغربية كلها متفقة على محاربة «داعش» وهذا أمر مقبول، لكن ماذا عن

إرهاب «حزب الله» والحركات والميليشيات الطائفية التي تدربها وتمولها إيران

وتبعثها للدول العربية، مثل سوريا والعراق ولبنان وليبيا واليمن. سكوت

الدول العظمى عن بعض التنظيمات الإرهابية خلق ردود فعل قوية لدى بعض الشباب

السنة للانخراط في أعمال مضادة إرهابية سواء في البلاد العربية أو أوروبا

والولايات المتحدة.

من المبكر جدًا رصد نتائج العمليات الإرهابية في أميركا

وأوروبا على

الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة في الغرب، لكن ردود الفعل الأولية

من مرشحي الرئاسة الأميركية، وهما دونالد ترامب عن الحزب الجمهوري، وهيلاري

كلينتون عن الحزب الديمقراطي.. دونالد ترامب اتهم الرئيس أوباما وهيلاري

كلينتون بالفشل في التعامل مع ما يدعوه بالإسلام الراديكالي (المتطرف)،

وعلق ترامب في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «ما حدث في

أورلاندو هو مجرد البداية، لدينا قيادة ضعيفة وغير فاعلة»، وقال لأنصاره

على «تويتر»: «أنا لا أريد تهاني لكوني كنت على حق بشأن الإرهاب الإسلامي

المتطرف»، مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون وصفت الهجوم بأنه عمل من

أعمال الإرهاب وجرائم الكراهية، وقالت بأن «المذبحة تذكرنا من جديد بأنه لا

مكان في شوارعنا لأسلحة الحرب»، وأصدرت بيانًا يدعو واشنطن إلى مضاعفة

الجهود لمواجهة التهديدات الإرهابية في الداخل والخارج.

تجدر الإشارة إلى أن المرشحة الديمقراطية قالت في حملتها الانتخابية بأنه

«حان الوقت لدول الخليج والآخرين أن تمنع مواطنيها من تمويل التنظيمات

المتطرفة».

هذه التصريحات من مرشحي الرئاسة بالولايات المتحدة واضحة وضوح الشمس بأن

الحملة ضد إرهاب «داعش» ستؤثر حتمًا في اللاجئين العرب والمسلمين في الغرب،

كما أنها ستؤثر حتمًا في دول الخليج العربية ومواطنيها الذين يتبرعون أو

ينصهرون في هذه الأعمال ضد الغرب.

وأخيرًا، نأمل أن تأخذ الشعوب والمسؤولين العرب قضية محاربة الإرهاب بجدية،

خصوصًا أن منابع الإرهاب الفكرية والمادية خرجت من بلداننا بسبب تراخينا في

التعامل مع حركات الإسلام السياسي بكل إشكالها وتنظيماتها.

نقلا عن صحيفة الشرق الأوسط