حلم أبناء «الدويقة» يتحقق فى «المقطم»

«لن يمر عامان إلا ومشكلة العشوائيات سيتم القضاء عليها تمامًا» هذا ما أمر به الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته أثناء الاحتفال بافتتاح وحدات الإسكان الاجتماعي بمدينة بدر، وهذا ما تحقق بالفعل على أرض الوطن فى افتتاح مدينة «تحيا مصر» بجهود أبناء مصر، وبدعم من أموال المصريين، بصندوق تحيا مصر الذى أسسه الرئيس لدعم مشروعات المصريين القومية، وإشراف الشركات المصرية الوطنية، والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وها هو الحلم يتحقق فى أكبر مناطق العشوائيات قسوة وخطورة فى مصر، وهى منطقة الدويقة بمنشأة ناصر، والتى شهدت سقوط صخرة الدويقة فى 6 سبتمبر 2008، ذهب ضحيتها 31قتيلًا، و46 مصابًا، إثر انهيار جزء من الجبل على مجموعة من المنازل القابعة فى حضن الجبل بعزبة بخيت، ولم تتحرك الدولة تحركًا فعليًا وقتها، إلا بتسكين عدد من الأهالى فى مساكن بديلة بمنطقة ٦ أكتوبر، ورفضها الأهالى لبعدها عن محال أرزاقهم فى القاهرة، واستمرت المعاناة رغم الخطورة الشديدة داخل هذه البؤرة العشوائية التى يعيش أهلها حياة لا أدمية، ونظرًا للخطورة الواقعة على هؤلاء الأهالى، والتى حذر منها مرارًا وتكرارًا علماء الجيولوجيا، إلا أن الحلول كانت تقليدية كعادتها، وهو ما فطن له الرئيس السيسى بعد توليه السلطة، وتم إنشاء اللجان، وتحديد المناطق الأكثر خطورة كمرحلة أولى، ثم الأقل فالأقل.

 فى 20 ديسمبر 2014 حدث انشقاق فى حافة الجبل بمنطقة محجر فوزى عليوة، ومنطقة الشهبة وفرعون، وتم إقرار إزالة كافة المنازل الواقعة فى تلك المناطق  كمرحلة أولى شديدة الخطورة. يقول المهندس  محمد نورالدين رئيس حى منشأة ناصر: بأوامر مباشرة من رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى تم إعداد سلسلة من اللقاءات واقناع الأهالى دون الاعتماد على الإزالة الإجبارية، وبالفعل فى 2 يناير 2015 تم إزالة آخر عقار، وتم إخلاء السكان ونقلهم إلى مساكن مؤقتة ببدر وأكتوبر، وآخرين بنظام البدل الإيجارى النقدى، لعدم قدرتهم على البعد عن محال أرزاقهم، وبعد يوم، أى فى 3 يناير 2015 انهارت صخرة وأنقذت العناية الإلهية مئات الأسر من الموت، وتم بعد ذلك تحديد منطقتى الشهبة وفرعون وفيها ٥ شوارع تمثل خطورة من الدرجة الأولى، وتم استعراض المساحة الفعلية وقدرها 170 فدانا، وتم إخلاء 120 فداناً، وتم الاتفاق مع أساتذة فى كلية الهندسة للتخطيط لتحديد الأماكن التى تصلح للبناء لاستغلال المنطقة مرة أخرى فى البناء.

وأكد اللواء أحمد تيمور القائم بأعمال محافظ القاهرة، إن النقلة الحضارية التى تحققت على أرض مصر للقضاء على العشوائيات، ونقلهم إلى مناطق حضارية قريبة، وعمران ممتد كامل البنية الاساسية، هو ما حققه الرئيس بالفعل فى مشروع الأسمرات الذى تحقق بسواعد أبناء مصر وصندوق تحيا مصر، وتمت المرحلة الأولى من المشروع بنقل 740 أسرة إلى اكتوبر، وتعتبر نقلة حضارية كبرى، تمت بإنشاء مجمع سكنى نموذجى، فيه المدرسة، والمستشفى، ووسائل النقل والمواصلات، والملاعب الرياضية، بعد أن كانت الأسر تعيش فى مأساة حقيقية وبيئة غير صالحة للحياة  الآدمية.

انتقلت «الوفد» إلى منطقة محجر فوزى عليوة، والشهبة وفرعون، بمنطقة الدويقة وحى منشأة ناصر، ولاحظنا عددًا  كبيرًا من المنازل المنهارة على سفح الجبل وأسفله، كان يعيش أهلها حياة غير أدمية، فى منطقة مليئة بالكهوف، والمستنقعات

البيئية الخطرة على حياة الطفولة. وتقابلنا مع المواطنين الذين أكدوا فرحتهم بالنقلة الجدية بمنطقة الأسمرات، وطالبوا باستيعاب جميع الأسر بالمراحل السكنية حتى يتم لم شملهم جميعًا.

يقول عزالدين أحمد الاسناوى من شباب المنطقة: نشكر الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى كان أول من فكر فى حل مشكلتنا، وأرسل المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء السابق، وتم الوفاء بالوعد بمشروع حى الأسمرات، ونتمنى ان يستوعب جميع الأسر.

وأضاف: منذ30 سنة لم يسأل عنا أحد.

ويؤكد سكان حارة أبوعلى البنا ضرورة توفير شقق لابنائهم المتزوجين فى المشروع الجديد والمراحل السكنية، وأعلنوا شكرهم للدولة وللرئيس على جهدهم خلال عام واحد فى إنشاء المجمعات السكنية.

يقول حسين محمد الجداوى: لم يسأل أحد عنا إلا بعد مجىء الرئيس السيسى.

وتقول نجلاء نصر: أخذنا قيمة إيجارية من الحى لأننا لم نقدر على الانتقال إلى مدينة 6 أكتوبر، مشروع الأسمرات يعتبر قريبًا منها ومدينة متكاملة، ونشكر الرئيس على استجابته لإنقاذنا، وبناء الوحدات السكنية. ويقول محمد ناصر شكرى «صاحب ورشة» ومن مواطنى منطقة الدويقة، نقلة حضارية لنا ولأولادنا، ونحن لدينا ورش ونقوم بتوريد جميع احتياجات السوق، ونتمنى أن يتم إنشاء ورش صناعية لنا بالمنطقة بعد تعميرها، لأنه مكان رزقنا، ونشكر الرئيس على ما شاهدناه من إنجاز سريع بمشروع الأسمرات.

وبالانتقال إلى الموقع الجديد لمشروع الأسمرات الذى افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسى كأول مرحلة من مراحل القضاء على العشوائيات، نجد الوحدات السكنية التى تم إنشاؤها خلال عام واحد بكامل المرافق والبنية التحتية والخدمات، لنقل أسر الدويقة من مستنقع الإهمال والأوبئة، إلى مجتمع جديد وبيئة جديدة صالحة لتعليم الأبناء، حيث تم تشييد مدرسة وملاعب رياضية، وحدائق ومتنزهات، ويؤكد محمد نورالدين رئيس حى منشأة ناصر: ان هذه المرحلة والتى تتضمن مدينة متكاملة، هى أولى المراحل التى تعتبر نموذجًا حضاريًا، ونتمنى أن يقوم الإعلام بدوره فى توجيه المواطنين للحفاظ على هذا النموذج والحياة الاجتماعية الجديدة، وسوف تكون هناك مراحل أخرى يتم تشييدها لاستيعاب كافة الأسر التى تتم إزالة مساكنها من المناطق الخطرة، وستكون هناك متابعات مستمرة، ونشكر السيد الرئيس على مشروع القضاء على المناطق العشوائية.