عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

2 مليار دولار حجم وارداتنا من الفول والعدس سنويًا

بوابة الوفد الإلكترونية

فى كل بلدان العالم توجد أكلات شعبية تتميز بها كل دولة، وفي مصر يعد الفول  الوجبة الأساسية لملايين المواطنين، لذا سمى بـ«مسمار البطن»، كما يعد العدس من أهم الوجبات الشعبية للفقراء لرخص ثمنه، واحتوائه علي البروتينات، وكانت مصر علي مدار سنوات طويلة تحقق الاكتفاء الذاتى، إلا أنه أصبح لا يسد احتياجات السوق المحلى، ليتم استيراد ما يقرب من 800 ألف طن فول و300 ألف طن عدس سنويًا، لترتفع فاتورة استيراد الفول والعدس لنحو 2 مليار دولار سنويًا، الأمر الذي يعد بمثابة جرس إنذار يهدد بإحداث فجوة غذائية خطيرة.

يعد الفول من المحاصيل الاستراتيجية التي عرف المصريون زراعتها من قديم الزمن، وفي عهد الفاطميين جعلها الحاكم بأمر الله وجبة أساسية في الإفطار، وكان وقتها يعطى بائع الفول الذي يجول مصر بعربة يجرها مقداراً من الذهب سنوياً تعويضاً له عن تعبه في الطهى والسير في الشوارع، ومنذ ذلك الحين عرف المصريون الفول، واعتبروه وجبة أساسية على الإفطار، لكنه يعطى الإحساس بالشبع طوال اليوم، وعلى مدار سنوات طويلة ازدهرت زراعة الفول في مصر، وكانت تحقق الاكتفاء الذاتى منه وتقوم بتصديره للخارج.

وفي نهاية السبعينيات كانت مصر تنتج ما يقرب من 400 ألف طن سنويًا، إلى أن تراجعت تلك المساحات لتنهار زراعة الفول التي لم تعد تسد احتياجات السوق المحلى سوي بنسبة 20٪، ونستورد النسبة المتبقية من الخارج، وطوال السنوات الماضية لم يستطع المصريون الاستغناء عن تناول ذلك النوع من البقوليات، حتي أطلقوا عليه العديد من المسميات عنها مسمار البطن، ولحم الفقراء، والخلطة المسلحة.

 

تراجع مخيف

أما العدس فهو من المحاصيل المهمة الغنية بالبروتينات التي تعد من أهم المأكولات لدي المصريين، وقد ورد ذكر العدس في القرآن الكريم، كما ظهر أيضاً علي النقوش الفرعونية علي الجدران بالمعابد، وحظى العدس قديماً بأهمية كبيرة، جعلت الفلاحين يتسابقون لزراعته بنوعيه «الأصفر» و«أبوجبة»، إلا أن هذا الاهتمام سرعان ما تحول لإهمال، فأصبحت تلك الأكلة الشعبية تزرع بنسب ضئيلة للغاية، في الوقت الذي توسعت فيه دول كثيرة مثل فرنسا وكندا وأستراليا في زراعته من أجل تصديره لمصر، مما أصاب الزراعة مؤخراً من مشاكل أدى لانخفاض المساحات المزروعة، حيث كانت أبرز المشاكل التي لم تهتم الحكومة بحلها، نقص مياه الري، وارتفاع أسعار الأسمدة، وتكلفة زراعة الفدان، فضلاً عما يعانيه الفلاحون من مشاكل في تسويق تلك المحاصيل، وفتح باب الاستيراد من الخارج على حساب الزراعة فى مصر، تلك الأسباب كانت بداية لتراجع المساحات المزروعة من الفول من 300 ألف فدان إلي 88 ألفاً و944 فداناً، وطبقاً للتقرير الصادر عن الإدارة المركزية لشئون المديريات الزراعية بوزارة الزراعة عن حجم المساحات المزروعة بالمحاصيل الشتوية علي مستوي الجمهورية، والتي بلغت نحو 5 ملايين و734 ألف فدان، منها 88 ألفاً و988 ألف فدان من الفول البلدى، بينما بلغت المساحة المزروعة من العدس لنحو 1454 فداناً فقط، وبذلك تراجعت مساحات زراعة تلك الأكلات المهمة حتي أصبح إنتاجنا المحلي لا يكفي لسد احتياجات السوق، بعد أن عزفت الكثير من محافظات قري الصعيد عن زراعة تلك المحاصيل، بينما ظلت محافظات الوجه البحري تزرع الفول والعدس ولكن ظلت محافظة أسيوط بالصعيد متمسكة بزراعة البقوليات، تليها الشرقية ثم الدقهلية.

ومن ناحية أخرى أدى عدم وجود عائد مادى مربح من زراعة تلك المحاصيل إلي عزوف الفلاحين عن زراعتها، الأمر الذي فتح الباب أمام المستوردين لاستيراد تلك المحاصيل لسد الفجوة الغذائية، وأصبحت أسواق تركيا وسوريا وفرنسا وأستراليا وإنجلترا وروسيا من أهم الأسواق التي نستورد منها الفول والعدس بعد أن تراجع إنتاجنا المحلى لـ20٪ فقط ولا يكفي الزيادة المستمرة في حجم الاستهلاك، حيث تشير التقديرات إلى أن معدل استهلاك الفرد من الفول يقدر بنحو 6 كيلوجرامات سنوياً، في الوقت الذي ينتج فيه فدان الفول ما بين طن وطن ونصف من الفول، بينما ينتج فدان العدس نحو 800 كيلو جرام تقريباً، وذلك نتيجة

لضعف إنتاجية الفدان، فضلاً عن عدم جودة التقاوى التي تستخدم في الزراعة، ويصل سعر طن الفول البلدي لنحو 5 آلاف و500 جنيه، بينما يصل سعر طن الفول المستورد لنحو 3500 جنيه، وعلي الرغم من عدم وجود بيانات دقيقة عن حجم الاستيراد والاستهلاك، إلا أن البيانات تشير إلى أن حجم استهلاك مصر من الفول يصل إلى 500 ألف طن سنوياً، منها 159 ألف طن يتم استهلاكها خلال شهر رمضان فقط، ويتم استيراده من عدة دول منها فرنسا وأستراليا وكندا وإنجلترا وروسيا، أما العدس فتؤكد البيانات أن مصر تستورد نحو 300 ألف طن سنوياً من العدس بنوعيه الأصفر والأسود، عدم قدرة الفلاحين علي زراعته بسبب انخفاض إنتاجية الفدان، ونستهلك سنوياً ما يتراوح بين 100 و150 ألف طن من العدس، وتبلغ فاتورة استيراد الفول والعدس سنوياً لنحو 2.5 مليار دولار.

 

تراجع الإنتاجية

الباشا إدريس، رئيس شعبة الحاصلات الزراعية وعضو مجلس إدارة الغرف التجارية، أكد أن هناك أسباباً عديدة وراء تراجع زراعة البقوليات في مصر، حتي أصبحنا نعتمد على استيراد تلك المحاصيل من الخارج بنسبة 95٪ وفي مقدمتها البقوليات بأنواعها. وعلي الرغم من كون مصر هي البلد الوحيد في العالم التي يفضل شعبها تناول الفول باعتباره أكلة شعبية لا غني عنها، كما يعد بمثابة صمام أمان لكل بيت، فالأسرة المصرية تلجأ إليه في وقت الأزمات، ومع ذلك تحولت مصر مؤخراً من بلد مصدره للفول حتي عام 1984 إلى بلد مستورد له، بعد أن كنا نحقق الاكتفاء الذاتى في زراعته، أصبح الفول الآن لا يكفي احتياجات السوق المحلى، وذلك بسبب ضعف إنتاجه في السنوات الماضية، وأصبحنا نعتمد على استيراده من فرنسا وروسيا، ويرجع أسباب ذلك لغياب الوعي والإرشاد الزراعى لدى الفلاح وضعف التربة، فضلاً عن ضعف الميزانيات المخصصة لمراكز البحوث الزراعية، والأمراض والآفات التي تعاني منها المحاصيل الزراعية، الأمر الذي أدى لاستبدال محافظات الصعيد الفول بمحاصيل أخرى، واقتصرت زراعته علي بضعة محافظات منها البحيرة والدقهلية.

أما العدس فيري مختصون أنه على الرغم من كونه وجبة شعبية مهمة يتناولها كل المصريين، فإننا أصبحنا نعتمد أيضاً علي استيراده من الخارج، فالعدس من المحاصيل التي تحتاج لمجهود كبير في زراعته، فضلاً عن عدم لمقاطعة الفلاح به نتيجة لانخفاض إنتاجية الأرض الزراعية، لذا يتم الاعتماد على استيراده من الخارج، ويطالب هؤلاء بضرورة تكاتف جميع الجهات المعنية من أجل تحسين الأداء الزراعى لتلك المحاصيل المهمة، وتنشيط البحوث الزراعية، من خلال زيادة ميزانية مراكز البحوث، حتي تتمكن من جلب سلالات جديدة، والتخلص من الآفات والأمراض التي تعاني منها المحاصيل الزراعية.