اكتشاف حل لتقليل إصابة الرضع بالملاريا
خلص باحثون، في دراسة جديدة، إلى أن معالجة أقمشة يُحمل فيها الرضع بمبيد حشري، كما يُستخدم في زي الجنود، قللت، بشكل كبير، من الإصابة بالملاريا.
وشملت الدراسة، التي استمرت ستة أشهر وأُجريت في مناطق بأوغندا تتوطن فيها الملاريا، 400 أم ومواليدهن الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر و18 شهراً.
ماذا وجدت الدراسة؟
واستخدم نصف المجموعة لفافاتٍ قطنية معالَجة بمبيد البيرميثرين، من منتجات شركة سوير برودكتس، وتلقَّى النصف الآخر لفافات معالَجة بالماء العادي لتكون مجموعة ضابطة. وخضعت تلك الأقمشة لإعادة المعالجة كل أربعة أسابيع.
كما تلقّت كل الأمهات ومواليدهن في الدراسة ناموسيات نوم معالَجة بمبيدات حشرية.
وأظهرت الدراسة، التي نُشرت في دورية نيو إنجلاند الطبية، أن اللفائف المعالَجة بالبيرميثرين قلّلت حالات الإصابة بالملاريا لدى الرضع بنسبة 66 في المائة.
ماذا نعرف عن الملاريا؟
الملاريا مرض طفيلي خطير ينتقل إلى الإنسان عبر لدغات أنثى بعوض «الأنوفيليس» الحاملة لطفيليات «البلازموديوم»، وتصيب هذه الطفيليات خلايا الدم الحمراء مسبّبة أعراضاً مثل الحمى، والقشعريرة، والتعرق، والصداع، وقد تؤدي في الحالات الشديدة إلى الوفاة. وتُعد الملاريا من أبرز أسباب الوفيات القابلة للوقاية عالمياً؛ إذ يقع أكثر من 95 في المائة من الإصابات والوفيات في أفريقيا.
ورغم توافر أدوية فعالة ولقاحات جديدة، لا تزال مكافحة المرض تواجه تحديات كبيرة أبرزها الملاريا غير المصحوبة بأعراض، وهي حالة يُصاب فيها الشخص بالطفيلي دون أن تظهر عليه علامات المرض. ورغم غياب الأعراض، يمكن للمصاب نقل العدوى عبر البعوض، ما يجعل هذه الحالات مصدراً خفياً لاستمرار انتشار الملاريا وصعوبة السيطرة عليها في المناطق الريفية محدودة الخدمات الطبية.
توصيات
لكن الباحثين أقرّوا بأن الدراسة تحتاج لأبحاث تالية للمتابعة، وقالوا: «بالنظر إلى المدة المتوقعة وتكرار الاستخدام... هناك حاجة إلى متابعة ممتدة للأطفال، خاصة فيما يتعلق بآثار التعرض للبيرميثرين على النمو العصبي».
وأشاروا أيضاً إلى خطر الملاريا لأنها «بأشكالها، سواء الحادة أم غير المعقدة، يمكن أن تُسبب قصوراً إدراكياً طويل الأمد، وبالتالي هناك حاجة إلى موازنة دقيقة بين المخاطر المحتملة والفوائد» من الطريقة الجديدة التي اختبرتها الدراسة.