الصناعات الثقافية على طاولة البحث.. انطلاقة فكرية من قصر ثقافة العريش
شهد قصر ثقافة العريش انطلاق أولى فعاليات مؤتمر «الصناعات الثقافية والإبداعية وأبعادها التنموية»، الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة عبر الإدارة المركزية للبرامج الثقافية برئاسة الدكتور مسعود شومان، وتأتي هذه الدورة لتؤكد الدور المتنامي الذي تلعبه المؤسسات الثقافية الحكومية في دعم جهود التنمية، من خلال تعزيز الصناعات الإبداعية وربطها باقتصاد المعرفة.
انطلاقة علمية مكثفة
وافتُتحت الجلسة الأولى بحضور نخبة من الباحثين والمتخصصين في مجالات التراث والاقتصاد الثقافي، وفي مقدمتهم الدكتور خالد أبو الليل رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، والدكتور مسعود شومان، والدكتور عبد الحكيم خليل أستاذ العادات والمعتقدات والمعارف الشعبية بأكاديمية الفنون، وعدد من الباحثين الشباب والمهتمين بالشأن الثقافي.
وجاءت الجلسة الافتتاحية تحت عنوان «مفاهيم الصناعات الثقافية والإبداعية»، وهي جلسة مخصصة لتأسيس قاعدة معرفية واضحة للمشاركين، وربط المفهوم بالأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والتربوية.
وقدم الدكتور خالد أبو الليل ورقة افتتاحية سلط فيها الضوء على علاقة الإبداع بالتنمية، وكيف تنعكس القيم والتصورات الثقافية على تشكيل بيئة حاضنة للابتكار، موضحًا أهمية إتاحة الموارد وتطوير البنية الثقافية لضمان ازدهار الصناعات الإبداعية في مصر.
رؤى بحثية متنوعة
شارك في الجلسة عدد من المتحدثين بأوراق بحثية متخصصة، أبرزها: الدكتور أمجد عبد السلام محمد عبد الذي تناول مسار تطور الصناعات التصميمية والإبداعية، متوقفًا عند نشأتها وتحولها إلى عنصر فاعل في دعم الاقتصاد الوطني، ومشيرًا إلى تجارب دولية استطاعت أن تبني مكانتها اقتصاديًا عبر الاستثمار في التصميم والفنون البصرية.
الدكتورة سوزان زكريا التي قدمت ورقة بعنوان «الصناعات الإبداعية كمدخل لتنمية الذاكرة الثقافية للطفل»، والتي عرضت فيها رؤية نفسية تربوية حول أهمية تعريض الأطفال قبل سن المدرسة لمنتجات ثقافية مبتكرة تعزز الهوية والانتماء وتشكّل وعيًا مبكرًا بالتراث.
الدكتور خالد البغدادي الذي ناقش اقتصاديات الإبداع من زاوية الفنون التشكيلية، موضحًا كيف يمكن تحويل الفنون إلى مورد اقتصادي فعّال من خلال تطوير آليات العرض والتسويق، وبناء منظومة تحتضن الفنان وترفع من قيمة المنتج الإبداعي على المستويين المحلي والدولي.
منصة حوارية تستمر لثلاثة أيام
ويستمر المؤتمر على مدار ثلاثة أيام من 23 وحتى 26 نوفمبر الجاري، متضمنًا جلسات نقاشية وموائد مستديرة وورش عمل تطبيقية، تجمع باحثين وممارسين وخبراء من قطاعات متعددة.
ويأتي مؤتمر العريش 2025 في إطار اهتمام وزارة الثقافة بتعزيز الصناعات الثقافية باعتبارها رافدًا اقتصاديًا مهمًا ووسيلة للحفاظ على الهوية الوطنية والتراث غير المادي، إلى جانب دعم مسارات التنمية المستدامة.
كما يشكل المؤتمر منصة حوارية موسعة لعرض أحدث التجارب البحثية والرؤى التطبيقية في مجالات الإبداع، وتبادل الأفكار حول كيفية تحويل الثقافة إلى قوة إنتاجية تتقاطع مع الاقتصاد والتعليم والتكنولوجيا، بما يسهم في صياغة رؤية مستقبلية أكثر شمولًا لدور الثقافة في مصر.
