الولايات المتحدة تستعد لاحتضان 78 مباراة في أكبر مونديال بتاريخ كرة القدم
تستعد الولايات المتحدة الأميركية لاستضافة الجزء الأكبر من مباريات كأس العالم 2026، في نسخة وُصفت بأنها الأضخم في تاريخ البطولة منذ انطلاقها عام 1930.
وبحسب الترتيبات النهائية التي أعلنها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ستُقام 78 مباراة من إجمالي 104 مباريات داخل مدن أميركية، في وقت تستضيف فيه كندا والمكسيك ما تبقى من لقاءات البطولة.
ويأتي هذا التوزيع غير المسبوق نتيجة التوسعة التاريخية للمونديال، الذي سيضم 48 منتخبًا للمرة الأولى بدلًا من 32، ما يعني زيادة عدد المباريات ومضاعفة الجدول الزمني مقارنة بالنسخ السابقة. وقد اختار الفيفا الولايات المتحدة لتتحمل الحصة الأكبر، نظرًا لقدرتها الاستيعابية الضخمة من حيث الملاعب والبنية التحتية والمطارات والفنادق، إلى جانب استعدادها الأمني واللوجستي لاستقبال ملايين المشجعين.
ومن المتوقع أن تحتضن مدن كبرى مثل نيويورك، لوس أنجلوس، دالاس، ميامي، هيوستن، وأتلانتا مباريات حاسمة، تتضمن لقاءات في الأدوار الإقصائية، بينما ستستضيف مدن أخرى مباريات دور المجموعات والمرحلة الأولى من الأدوار النهائية.
وتعمل الولايات المتحدة منذ الآن على تحديث الملاعب وزيادة الطاقة الاستيعابية لمرافقها، في خطوة تهدف إلى تقديم تجربة فريدة للجماهير.
ومع بدء مبيعات تذاكر كأس العالم الأسبوع الماضي، ارتفعت مؤشرات الإقبال بشكل كبير، خاصة على المباريات التي ستقام داخل الولايات المتحدة، نظرًا لقرب الملاعب من مراكز المدن وسهولة التنقل الجوي والبري داخل البلاد. كما يتوقع الخبراء أن تسجل البطولة رقمًا قياسيًا في عدد الحضور، مع تقديرات تتجاوز 6 ملايين مشجع عبر جميع المدن المستضيفة.
ورغم الجاهزية الكبيرة، تواجه الولايات المتحدة تحديات تنظيمية ضخمة، أهمها إدارة الحركة الجماهيرية بين المدن ذات المسافات الشاسعة، وتأمين الأحداث الرياضية التي ستجمع مئات الآلاف يوميًا. كما تعمل الجهات المنظمة على تعزيز شبكات النقل، وتطوير أنظمة مراقبة متقدمة لحماية الجماهير وضمان سير البطولة بسلاسة.
ويُنظر إلى استضافة 78 مباراة على الأراضي الأميركية باعتبارها فرصة لتعزيز مكانة الولايات المتحدة كقوة رياضية عالمية، خصوصًا أنها تستعد أيضًا لعدة أحداث كبرى خلال السنوات المقبلة. ويرى محللون أن نجاح المونديال سيكون مؤثرًا على خطط الأميركيتين لاستضافة مسابقات دولية إضافية.
ومع اقتراب العد التنازلي للانطلاق، تبدو الولايات المتحدة أمام اختبار ضخم، لكنها في الوقت نفسه تمتلك كل المقومات التي تجعل نسخة 2026 واحدة من أكثر النسخ تنظيمًا وإبهارًا في تاريخ كأس العالم.