باحثون يكتشفون سبب تدهور الدماغ لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم

تمكن فريق من الباحثين في مركز "ويل كورنيل" الطبي بالولايات المتحدة من تحديد عامل جديد يسهم في تدهور صحة الدماغ وضعف الذاكرة لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم.

بحسب ما نشرته مجلة "Neuron" العلمية، توصلت الدراسة إلى أن ارتفاع ضغط الدم يبدأ بإحداث أضرار في الدماغ قبل ظهور أي أعراض واضحة على المريض.

في إطار البحث، قام العلماء بمحاكاة أثر الإصابة بارتفاع ضغط الدم عبر استخدام هرمون "الأنجيوتنسين 2"، والذي يلعب دورًا جوهريًا في تنظيم ضغط الدم. تم حقن هذا الهرمون في فئران تجارب، ومن ثم تحليل 80 ألف خلية من قشرة أدمغتها باستخدام تقنية تسلسل الحمض النووي الريبوزي للخلايا المفردة. تمت الملاحظات على مرحلتين زمنيتين: الأولى بعد ثلاثة أيام فقط من التعرض للهرمون، والثانية بعد مرور 42 يومًا عندما ظهرت الاختلالات الإدراكية.

النتائج كانت لافتة: في غضون الأيام الثلاثة الأولى، ورغم بقاء ضغط الدم في المستويات الطبيعية، بدأت تظهر علامات التدهور في الدماغ:

- لوحظ أن الخلايا البطانية دخلت في حالة "شيخوخة مبكرة" وفقدت قدرتها على صيانة الحاجز الوعائي.
- انخفض نشاط الخلايا العصبية الداخلية المسؤولة عن تحقيق التوازن بين الإثارة والتثبيط، مما أحدث خللًا في الشبكات العصبية.
- توقف نضج الخلايا السليفة المنتجة للخلايا الدبقية قليلة التغصن، الأمر الذي انعكس سلبًا على تكوين الأغشية الميالية التي تعزل الأعصاب وتحميها.

أما بعد مرور 42 يومًا، تفاقمت الأعراض بشكل واضح:

- تباطأت سرعة انتقال الإشارات العصبية بشكل ملحوظ.
- ظهرت اختلالات في عمل الميتوكوندريا ضمن الخلايا العصبية.
- أصبحت الاضطرابات الإدراكية ملحوظة بشكل جلي.

أشار الباحثون إلى أن هذه الأضرار لا تنجم مباشرة عن ارتفاع ضغط الدم ذاته، وإنما عن التأثير النوعي لهرمون "الأنجيوتنسين 2" على خلايا الدماغ. هذا الاكتشاف يوضح السبب وراء تطور ضعف الإدراك لدى مرضى ضغط الدم المرتفع حتى في الحالات التي تبقى فيها قيم الضغط معتدلة.

ويرى العلماء أن هذه النتائج قد تمهد الطريق لتطوير استراتيجيات مبتكرة تساعد على الكشف المبكر ومنع ظهور الخرف والأمراض الإدراكية المرتبطة بارتفاع ضغط الدم.