نصائح لتجنب المضاعفات الخطيرة لاتهابات المسالك البولية في الشتاء
يعاني الكثيرون خلال فصل الشتاء من تأثيرات البرودة التي تترافق مع ضعف المناعة بعد نزلات البرد والإنفلونزا، إضافة إلى نقص الفيتامينات وزيادة التوتر، مما يسهم في ارتفاع خطر الإصابة بمشكلات الجهاز البولي مثل التهابات المسالك البولية والتهاب الحويضة والكلية.

البروفيسور فاغين مالخاسيان يوضح أن فصل الشتاء يشهد تفاقمًا ملحوظًا في حالات التهاب المثانة والتهاب الإحليل. ويشير إلى أن التهاب المثانة يعد أكثر شيوعًا بين النساء نظرًا للخصائص التشريحية، بينما يظهر التهاب الإحليل بنسبة أعلى لدى الرجال.
وأوضح أيضًا أن الشائعة المنتشرة حول "إصابة الكلى بالبرد" ليست صحيحة على الإطلاق، حيث تتمتع الكلى بحماية جيدة عبر أنسجة العضلات المحيطة بها، مما يمنع اتصالها المباشر بالعوامل الخارجية. ومع ذلك، انخفاض درجة حرارة الجسم قد يؤدي إلى تحفيز ظهور التهابات في المسالك البولية.
كما يوضح البروفيسور أن التهابات الكلى غالبًا ما تنشأ نتيجة عدوى تصاعدية من الجهاز البولي السفلي، الأمر الذي يجعل انخفاض درجات الحرارة عاملاً مساعدًا غير مباشر. وعلى الرغم من غياب أدلة علمية قاطعة تربط بين تفاقم الالتهاب والبرودة، يلاحظ الأطباء هذا الارتباط بوضوح في الممارسة اليومية.
أحد الأخطار الكبيرة التي يشدد عليها مالخاسيان هو اللجوء إلى العلاج الذاتي بالمضادات الحيوية لدى المرضى الذين يعانون تكرار التهاب المثانة. مثل هذا التصرف يعزز مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، مما يُضعف فعالية العلاجات المستقبلية. والأكثر خطورة، أن العدوى قد تتفاقم وتنتقل إلى الكلى مسببة التهاب الحويضة والكلية.
من الأعراض التي تشير إلى الإصابة بالتهاب الحويضة والكلية ارتفاع درجة الحرارة، آلام أسفل الظهر، والغثيان. في مثل هذه الحالات، تحتاج الحالة إلى رعاية طبية عاجلة، حيث يعتمد نجاح العلاج بدرجة كبيرة على التشخيص المبكر والدقيق.
لتشخيص وعلاج الالتهابات بشكل صحيح، يوصى بإجراء تحليل مزرعة البول لتحديد نوع البكتيريا المسببة واختيار المضاد الحيوي الأكثر فاعلية. استخدام المضادات الحيوية دون استناد إلى تحليل دقيق قد يؤدي إلى تفاقم الحالة وزيادة التعقيدات، خاصة في حالات الالتهاب المزمن أو المتكرر أو المعقد.