رسوم ترامب على النحاس ترفع مكانة بورصة لندن للمعادن

في ظل التقلبات الحادة التي سببتها الرسوم الجمركية الأمريكية على واردات النحاس، تحولت بورصة لندن للمعادن إلى الرابح الأكبر بين نظيراتها، متفوقة على منافستها الأمريكية "كوميكس".

واستفادت بورصة لندن للمعادن، التي تُعد أكبر بورصة للمعادن الأساسية في العالم، من فروقات الأسعار الناجمة عن رسوم ترامب على واردات النحاس، والتي أدت إلى تقلبات حادة في الأسعار في بورصة "كوميكس" في نيويورك، إضافة إلى أن العقود المتداولة في الأخيرة خاضعة لرسوم وضرائب في الولايات المتحدة.
وتعتمد بورصة لندن على نظام بعيد عن تأثير الرسوم الجمركية المتقلبة، ما ساهم في ارتفاع حجم تداولات عقود النحاس بنسبة 4% خلال العام الحالي.
في المقابل، شهدت بورصة "كوميكس" انخفاضًا بنسبة 34% في تداولات النحاس خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي.
كان من المتوقع أن تشمل الرسوم الأميركية النحاس المكرر، لكن القرار الصادر في أواخر يوليو/ تموز استثناه، في مفاجأة مضاعفة للأسواق، بينما فُرضت الرسوم على المنتجات نصف المصنعة مثل الأنابيب والأسلاك النحاسية، وكذلك المنتجات المُشتقة مثل وصلات الأنابيب والكابلات.
تصاعدت المنافسة بين البورصتين خلال السنوات الأخيرة، حيث تسعى بورصة لندن ومجموعة CME — التي تتداول أيضًا الذهب والنفط والسلع الزراعية — إلى الاستفادة من الطلب المتزايد على المعادن الأساسية ومعادن البطاريات، بما فيها النحاس.
وجذبت سوق النحاس اهتمامًا خاصًا هذا العام، بعد سلسلة من الحوادث في مناجم رئيسية رفعت أسعار المعدن إلى ما يزيد على 11 ألف دولار للطن، مقتربة من مستويات قياسية.
أزمة النيكل في عام 2022
وعقب أزمة النيكل في عام 2022، حين ألغت بورصة لندن ثماني ساعات من التداول وسط حالة ذعر في السوق، وتعرضت لاحقًا لسلسلة من التحديات القانونية، شكك العديد من المتعاملين في قدرتها على التعافي، وبدورها حاولت البورصة الأميركية استغلال الوضع بإطلاق عقود تداول في معادن البطاريات مثل الليثيوم والكوبالت.
لكن خلال العام الجاري، ومع اضطراب أسواق السلع بسبب سياسات ترامب المتقلبة، استفادت بورصة لندن من نظام التخزين في مستودعاتها المعفاة من الرسوم، إذ يُعتبر المعدن المخزن في مستودعات LME حول العالم — بما في ذلك داخل أميركا — في مناطق تجارة حرة، حيث تُخزن السلع على أساس "دون دفع الرسوم".
وفي المقابل، تُخزن المعادن في مستودعات "كوميكس" على أساس "مدفوع الرسوم"، ما يعني أن الضرائب تُدفع قبل دخول المعدن إلى منشآتها، بحسب الاسواق العربية.
ونتيجة لذلك، سارع المتعاملون هذا العام إلى استيراد النحاس إلى مستودعات "كوميكس" قبل دخول الرسوم المتوقعة حيز التنفيذ، ما أدى إلى زيادة مفاجئة في الطلب ورفع الفارق السعري بين عقود "كوميكس" و"بورصة لندن" إلى مستوى قياسي بلغ نحو 3 آلاف دولار للطن.