بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

"أين ملفه وماذا قال عمر سليمان عنه ومن اغتاله".. الأسرار تتكشف عن أشرف مروان

عمر سليمان وأشرف
عمر سليمان وأشرف مروان

كشف الدبلوماسي رفعت الأنصاري، الملحق الأسبق في سفارة مصر بتل أبيب، في تحليل مفصل حمل عنوان "فك شفرة ملف أشرف مروان"، عن تفاصيل جديدة وحاسمة تؤكد أن أشرف مروان لم يكن جاسوساً للموساد، بل كان عميلاً مزدوجاً "بامتياز" خدم وطنه في أخطر عملية خداع استراتيجي قادت إلى نصر أكتوبر 1973.
وجاء هذا الكشف ليضع حداً للجدل المستمر منذ عقود حول "الملاك"، الاسم الكودي الذي أطلقه الموساد على صهر الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، مؤكداً أن دوره كان مرسوماً بدقة من قبل الرئيس محمد أنور السادات.


استراتيجية السادات


وأوضح أن الخطة اعتمدت على استخدام مروان كـ "قطعة شطرنج" لترسيخ قناعة القيادة الإسرائيلية بعدم قدرة مصر على شن حرب، وهو ما أطلق عليه الإسرائيليون "المفهوم" (الكونسبسيا).
ونوه إلى أن مروان كان يقدم معلومات عسكرية دقيقة للموساد، لكنها كانت معلومات يعلم السادات والمخابرات المصرية أن إسرائيل ستحصل عليها لاحقاً من مصادر أخرى (كصور الأقمار الصناعية الأمريكية)، لافتا إلى أن هذا التسليم المسبق عزز ثقة الموساد في "الملاك" يوماً بعد يوم.


وأكد أن مروان في لقاءاته على وجود قصور تسليحي مصري وحتمية التفوق الجوي الإسرائيلي، كما أبلغ الموساد بوجود أربعة إنذارات كاذبة سابقة للحرب، مما جعل المخابرات العسكرية الإسرائيلية تتجاهل تحذيراته اللاحقة.

 

وكشف الأنصاري أن جهاز الاتصال المشفر الذي سلمه الموساد لمروان عام 1973 لم يُستخدم لإرسال أي رسائل لهم، بل سلمه مروان "كهدية قيمة" إلى المخابرات المصرية.


إنذار 5 أكتوبر 


في اللقاء الحاسم ليلة 5 أكتوبر 1973 مع رئيس الموساد زامير في لندن، قام مروان بتنفيذ الجزء الأخير من الخطة:
وروى أن مروان استخدم في اتصاله الشفرة الكودية "مواد كيماوية" (تحذير عام من حرب) بدلاً من شفرة "بوتاسيوم" (هجوم وشيك خلال 24 ساعة)، مما طمأن زامير بأن الحرب ليست وشيكة.
ولفت إلى أن مروان أبلغ زامير أن الحرب ستبدأ في الساعة السادسة مساءً يوم 6 أكتوبر، بينما كانت ساعة الصفر الحقيقية هي الثانية ظهراً.
 

وأشار خلال تحليل له على قناته في “يوتيوب”، إلى أن هذا التأخير المتعمد يهدف إلى منع إسرائيل من اتخاذ قرار استدعاء شامل لقوات الاحتياط أو توجيه ضربة جوية استباقية على غرار ما حدث في عام 1967.


شهادة عمر سليمان والملف الشفهي

ولإنهاء الجدل بشكل قاطع، كشف الأنصاري عن معلومة لم تُنشر من قبل، مستشهداً بـ اللواء عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات الأسبق، يوم جنازة مروان في يونيو 2007.


وتابع: "أكد سليمان أن ملف أشرف مروان كان ملفاً "شفوياً" وليس له أي دوسيه ورقي، تنفيذاً لتعليمات مشددة من الرئيسين السادات ومبارك".
وأشار إلى أن ضابطين كبيرين فقط (اللواء عبد السلام المحجوب واللواء مجدي عمر) هما من أشرفا على تدريب مروان وإدارة علاقته بالكامل مع الموساد.
ولفت إلى أن اللواء عمر سليمان خلص إلى أن أشرف مروان كان "شخصية وطنية بامتياز وحتى النخاع"، مؤكداً أن عدم محاكمته بعد كشف اسمه كان دليلاً على وطنيته.


اغتيال قبل النشر

يرجح الأنصاري أن الموساد هو من قام بتصفية مروان عام 2007، بعد أن علم أنه بصدد نشر مذكراته التي سجلها على شرائط ووصلت إلى أكثر من 300 صفحة لكشف الحقيقة كاملة.
واختتم الأنصاري تقريره بالتأكيد على أن هذا العمل المزدوج يمثل أخطر عملية عميل مزدوج في تاريخ الجاسوسية، وأن قصة مروان تستحق أن تتحول إلى عمل سينمائي ضخم لـ الرد على الأفلام التي أنتجها الموساد على منصات عالمية حول "الملاك".

شاهد الفيديو بالضغط هنا..

مصر خدعت إسرائيل والموساد بلع الطعم ببلاهة

وواصلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية كشف فضيحة فشل جهاز الموساد بسبب رجل المخابرات المصرية الراحل أشرف مروان في خطة الخداع الاستراتيجي التي سبقت حرب أكتوبر 1973.

وتحت عنوان "الجزء الثاني من ملاك الكذب"، شنّت الصحيفة هجومًا لاذعًا في ملحقها الأسبوعي "الأيام السبعة" على الرواية الرسمية التي طالما قدّمت مروان — المعروف بـ"الملاك" — باعتباره جاسوسًا للموساد، مؤكدةً أن الحقيقة المُرة تشير إلى أنه لم يكن عميلاً لإسرائيل على الإطلاق، بل كان رأس حربة خطة الخداع المصرية التي نجحت في إرباك الاستخبارات الإسرائيلية بالكامل.

وأفادت الصحيفة أن آلة التستر داخل الموساد بذلت جهودًا حثيثة طوال 52 عامًا لإخفاء هذا الفشل الذريع، مشيرةً إلى أن أشرف مروان كان في الحقيقة "طعمًا" في خطة ذكية ومحسوبة، "بلعته إسرائيل بكل بلاهة".

وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن مروان، الذي كان متزوجًا من ابنة الرئيس جمال عبد الناصر وأقرب المقربين إلى خليفته الرئيس أنور السادات، لم يكن يومًا عميلًا للموساد، بل كشفت نتائج التحقيقات أنه كان المحرك الرئيسي في خطة الخداع المصرية التي أوصلت إسرائيل إلى حالة من الغفلة التامة قبل الحرب.

وأوضحت الصحيفة أن الموساد، وعلى رأسه رئيسه آنذاك تسيفي زامير، منح مروان ثقة مطلقة، حتى إن معلوماته — رغم دقتها الظاهرية — قادت إسرائيل إلى الاستهانة بموعد الحرب الحقيقي. فرغم علم مروان بموعد الهجوم قبل أسابيع، نجح في إقناع الإسرائيليين بأن الحرب قد أُجّلت إلى نهاية عام 1973، بل وأوهمهم بأنه "على الأرجح لن يحدث شيء".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول استخباراتي إسرائيلي كبير قوله إن أشرف مروان "جعل إسرائيل تنام في تخدير موضعي"، لدرجة أن أي معلومات استخباراتية أخرى لم تُؤخذ بعين الاعتبار إن لم تصدر منه شخصيًّا.

اقرأ المزيد..