بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

النظام الغذائي "الصحي الكوكبي" يقلل الوفيات ويحد من الأمراض المزمنة عالميًا

النظام الغذائي
النظام الغذائي

كشفت دراسة تحليلية جديدة صادرة عن لجنة Eat-Lancet لعام 2025 أن اعتماد نظام غذائي صديق للبيئة يُعرف بـ"النظام الغذائي الصحي الكوكبي" يسهم في الوقاية من نحو 15 مليون حالة وفاة مبكرة سنويًا حول العالم. 

وأشارت الدراسة إلى أن الالتزام بهذا النمط الغذائي يقلل من خطر الوفاة بنسبة تصل إلى 27%، كما يخفض معدلات الإصابة بأمراض القلب والسرطان والسكري وغيرها من الأمراض المزمنة المرتبطة بنمط الحياة.

التركيبة المثالية لنظام مستدام وصحي

يعتمد هذا النظام على تناول الحبوب الكاملة والخضروات والفواكه والمكسرات والبقوليات كمصادر أساسية للتغذية، مع كميات محدودة من الأسماك ومنتجات الألبان واللحوم. ويُوصى بتناول ما لا يقل عن 500 غرام من الفواكه والخضروات يوميًا، إلى جانب ثلاث إلى أربع حصص من الحبوب الكاملة، وحصة يومية من المكسرات والبقوليات. أما اللحوم الحمراء فمحددة بحد أقصى 200 غرام أسبوعيًا، والدواجن حتى 400 غرام، مع ثلاث إلى أربع بيضات أسبوعيًا.

الفوائد البيئية للنظام الغذائي

إلى جانب المنافع الصحية، يشير الباحثون إلى أن هذا النظام يقلل بشكل كبير من التأثير البيئي لصناعة الغذاء من خلال خفض الطلب على اللحوم الحمراء كثيفة الموارد، مما ينعكس على تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة واستهلاك المياه والأراضي الزراعية. 

وأوضح التقرير أن التحول الجماعي إلى هذا النظام، إلى جانب تطبيق سياسات مناخية فعالة، يمكن أن يؤدي إلى تقليص الانبعاثات العالمية إلى أكثر من النصف، وهو ما يعادل إلغاء انبعاثات جميع محطات الطاقة العاملة بالفحم.

دعوة عالمية للتغيير ودعم السياسات الصحية

وأكدت الدكتورة هيلين كروكر، مديرة الأبحاث في صندوق أبحاث السرطان العالمي، أن النظام الغذائي الصحي الكوكبي يقدم حلاً مزدوجًا يعزز الصحة ويحافظ على البيئة، مشيرة إلى أن نتائج الأبحاث التي يدعمها الصندوق تؤكد فعالية هذا النظام خاصة لدى من يعانون من أمراض مزمنة أو تم تشخيصهم بالسرطان. 

وأكدت على ضرورة تبني الحكومات لسياسات تسهّل الوصول إلى هذا النمط الغذائي من خلال دعم الفواكه والخضروات وفرض ضرائب على الأطعمة غير الصحية.

تحديات الوصول إلى الغذاء الصحي

رغم توفر الغذاء عالميًا، فإن ما يقرب من نصف سكان العالم لا يحصلون على تغذية صحية أو بيئة آمنة أو أجر يكفي لتغطية احتياجاتهم الأساسية. 

وتُظهر البيانات أن الأنظمة الغذائية لأغنى 30% من السكان العالميين مسؤولة عن حوالي 70% من الأثر البيئي السلبي الناتج عن نظم الغذاء، ما يشكل تحديًا اجتماعيًا واقتصاديًا كبيرًا.

نحو كوكب أكثر صحة واستدامة

يوهان روكستروم، الرئيس المشارك للجنة ومدير معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ، أكد أن إصلاح أنظمة الغذاء هو شرط أساسي لاستعادة التوازن المناخي وحماية البيئة والصحة العامة. 

ولفت إلى أن طريقة إنتاجنا واستهلاكنا للطعام تؤثر على كل جانب من جوانب حياتنا، من جودة الهواء والماء إلى استدامة التربة وصحة المجتمعات.

تشير هذه النتائج إلى أن التغيير في السلوك الغذائي على المستوى الفردي والمؤسسي قادر على إحداث تحول جذري في مستقبل الصحة العامة وكوكب الأرض.