قناوي: النهر الصناعي يحول المخاطر لفرص تنموية ومصر قادرة على مواجهة تحديات سد النهضة
قال عماد قناوي، رئيس شعبة المستوردين بغرفة القاهرة التجارية وعضو مجلس إدارة الاتحاد العام للغرف التجارية، إن مشروع النهر الصناعي والتفريعات المرتبطة به يمثل خطوة استراتيجية عظيمة من جانب وزارة الري، حيث نجحت الدولة من خلاله في تحويل المخاطر المائية المحتملة إلى فرص تنموية واعدة.
وأوضح قناوي أن مصر أحسنت استغلال كميات المياه الزائدة التي تجاوزت قدرة سد النهضة على الاستيعاب، والتي كانت سببًا في فيضانات مدمرة في السودان، عبر توجيهها إلى مسارات جديدة لري مساحات زراعية شاسعة لم يكن من الممكن الاستفادة منها في السابق.
وأضاف أن الرؤية المتقدمة والدراسة الدقيقة التي تبنتها الحكومة ووزارة الري تمثل نموذجًا يحتذى به في إدارة الأزمات وتحويلها إلى مكاسب استراتيجية، داعيًا وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء على هذه النجاحات غير المرئية لتعزيز ثقافة التفكير غير التقليدي في مواجهة التحديات الوطنية. ووجه قناوي التحية والتقدير لوزارة الري على جهودها في تنفيذ المشروع، مشيرًا إلى أنه يمهد الطريق نحو مستقبل أكثر أمانًا واستدامة لمصر.
كما أشار قناوي إلى أن الأحداث الأخيرة كشفت بوضوح النوايا الحقيقية وراء إنشاء سد النهضة، لافتًا إلى أنه في الوقت الذي يُفترض أن تعمل السدود على حماية الدول من الفيضانات، شهدت المنطقة كوارث طبيعية خطيرة بعد فترة وجيزة من اكتمال بناء السد. وقال: «عشنا أكثر من ستة عقود دون أن نتحدث عن فيضانات تهدد مصر بهذه الصورة».
وأكد قناوي أن موقف مصر لم يكن يومًا معاديًا للتنمية في إثيوبيا، وإنما كان اعتراضها منصبًا على غياب التنسيق وآلية الإدارة المشتركة لعمليات الملء والتشغيل خلال مواسم الجفاف والأمطار، حرصًا على عدم الإضرار بدول المصب وشعوب المنطقة.
وحذر من أن الخطر الحقيقي قد يظهر في مواسم الجفاف المقبلة، داعيًا إلى تحرك عاجل من مجلس الأمن القومي المصري لبحث تداعيات القرارات الأحادية من الجانب الإثيوبي، مؤكدًا أن تجاوز آثارها الكارثية على دول المصب يُعد اعتداءً يعادل في خطورته أي تهديد عسكري للأمن القومي المصري.
واختتم قناوي بالتأكيد على أن مصر تمتلك رؤية استراتيجية ومؤسسات قوية قادرة على مواجهة أي تحدٍ مائي أو إقليمي، مشددًا على أهمية وحدة الصف الوطني والاستمرار في البحث عن حلول عادلة تضمن الحقوق المائية وتمنع تكرار الكوارث المستقبلية.