احذر: 4 أيام من الوجبات السريعة تضر دماغك وتزيد من خطر الخرف
الزهايمر .. كشفت دراسة علمية حديثة أجرتها كلية الطب بجامعة نورث كارولينا، ونُشرت في مجلة نيورون، عن أن تناول الوجبات السريعة على مدى 4 أيام فقط قد يكون كافياً لإحداث تغييرات خطيرة في الدماغ تؤثر سلبًا على الذاكرة وتزيد من خطر الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر.
وأظهرت الدراسة، التي أُجريت على نماذج حيوانية، أن النظام الغذائي الغني بالدهون المشبعة، مثل الموجود في البرجر بالجبن ورقائق البطاطس، أدى إلى تعطيل عمل خلايا عصبية حساسة في الحُصين، وهي المنطقة المسؤولة عن الذاكرة في الدماغ.
وأصبحت هذه الخلايا، المعروفة باسم "الخلايا العصبية CCK"، مفرطة النشاط وغير قادرة على معالجة الجلوكوز، وهو الوقود الأساسي للدماغ، مما انعكس مباشرة على القدرة المعرفية للفئران.
التأثير شبه الفوري على الدماغ
المفاجأة الكبرى في نتائج الدراسة كانت سرعة التأثير. فمجرد أربعة أيام من اتباع هذا النظام الغذائي أدت إلى اضطرابات في الوظائف العصبية وضعف في الأداء المعرفي. لكن الباحثين لاحظوا أيضًا أن التوقف عن النظام الغذائي الضار أو استخدام تقنيات مثل الصيام أدى إلى عودة النشاط الطبيعي للخلايا وتحسّن في اختبارات الذاكرة، وهو ما يفتح الباب أمام إمكانية التدخل المبكر للوقاية من التدهور المعرفي.
الخرف: أزمة متصاعدة تهدد العالم
يعاني أكثر من 944 ألف شخص في المملكة المتحدة حالياً من الخرف، ويتوقع أن يتضاعف العدد ليصل إلى 1.7 مليون خلال عقدين، بينما يُقدّر عدد المصابين في الولايات المتحدة بنحو 7 ملايين شخص.
ويشكل مرض الزهايمر وحده حوالي 60% من هذه الحالات، ومع استمرار ارتفاع متوسط الأعمار، يتوقع أن يتضاعف العدد عالمياً إلى أكثر من 150 مليون مصاب بحلول عام 2050.
الأمل في التغيير... يبدأ من المطبخ
يشير العلماء إلى أن العادات الغذائية الصحية، مثل اتباع نظام غذائي غني بالأسماك، والخضروات، والبقوليات، قد تُقلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 25%.
كما أن الأبحاث السابقة، ومنها دراسة نشرت في لانسيت، أظهرت أن حوالي نصف حالات الزهايمر قد تكون قابلة للوقاية من خلال تعديل 14 عاملاً متعلقًا بأسلوب الحياة، من بينها التغذية، والرياضة، والتدخين، وارتفاع الكوليسترول، وحتى فقدان السمع.
دعوة إلى اليقظة والوعي الصحي
في ظل هذه المعطيات، يُشدد الأطباء وخبراء الصحة على أهمية التوعية بآثار الأنظمة الغذائية المعاصرة، وخاصة الأطعمة فائقة المعالجة، ليس فقط على القلب أو الوزن، بل على الدماغ نفسه.
ويؤكد الباحثون أن التدخل المبكر، سواء من خلال تغيير نمط الحياة أو العلاجات الطبية، يمكن أن يحدث فارقاً كبيراً في مسار الأمراض العصبية التنكسية.