صدمة في إسرائيل بسبب أشرف مروان.. بطل مصري تلاعب بتل أبيب
لا تزال توابع زلزال الكشف عن حقيقة البطل المصري أشرف مروان تهز جدران إسرائيل بعد أن ثبت أنه كان بطلاً رفيع المستوى استخدمته مصر لتضليل تل أبيب.
حاول الإسرائيليون لسنوات طويلة إيهام الناس بأنه كان عميلاً مُخلصاً لها، وكان كبرياؤهم يمنعهم من الاعتراف بأنه كان ببراعة مُحترفي الشطرنج حينما خدعهم بذكاء ودهاء خدمة للحق المصري.
واكتسب أشرف مروان أهميته لكونه زوج منى ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكان مُستشاراً للسادات من بعده.

وكشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية النقاب عن أحدث تحقيق تناول حقيقة أشرف مروان "الملاك الكاذب" الذي حوّل أسطورة المُخابرات الإسرائيلية إلى نكتة هزلية بكل ما تعنيه الكلمة.
وأشار التقرير إلى أن التحقيق الأخير خلص لنتيجة مفادها أن مروان كان رأس حربة لعملية مُخابراتية مصرية مُعقدة تستهدف تضليل إسرائيل قبيل حرب أكتوبر 1973.
اقرأ أيضاً: صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة
اقرأ أيضاً: قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
وأكد التحقيق الذي استند على مخزون هائل من المعلومات والوثائق الاستخباراتية الإسرائيلية على أن أشرف مروان ساهم في تضليل وإرباك مجتمع المُخابرات الإسرائيل قبل وأثناء الحرب.
وأوضحت الوثائق العبرية أنه على سبيل المثال شارك أشرف مروان في لقاءات بين رئيس مصر الأسبق أنور السادات ونظيره في سوريا حافظ الأسد أثناء الإعداد للحرب في أغسطس 1973 (قبل الحرب بشهرين).
واختار مروان أن يُبلغ الجانب الإسرائيلي بسلسلة من التحذيرات الكاذبة عن التواريخ، بل أكد لهم أن الحرب لن تندلع في نهاية المطاف.

وقبيل إطلاق الرصاصة الأولى في الحرب أطلق أشرف مروان تحذيراً للسلطات الإسرائيلية، ولكن وفقاً للتعبير الإسرائيلي "كان الوقت مُتأخراً جداً حينها".
ونقلت وسائل إعلام عبرية تصريحاً لأيقونة المُخابرات الإسرائيلية شلومو جازيت، قال فيه :"مروان زُرع في قلب المُخابرات لدينا، وخدع رئيس الموساد زامير مثل الأحمق، وتلاعب به كما يحلو له".
وأضاف :"بشكلٍ عملي كان مروان هو قلب خطة الخداع المصرية”.

وفي تناولها للموضوع عنونت شبكة Arutz Sheva العبرية تقريرها بوصف أشرف مروان بأنه "الملاك الكاذب الذي خدع إسرائيل".
وأوضح التقرير أن أشرف مروان حذّر إسرائيل من اندلاع الحرب قبل 12 ساعة من بداية الهجوم الفعلي في الساعة الثانية من ظهيرة يوم السادس من أكتوبر.
وشددت الشبكة الإسرائيلية على أن مصر كانت تعلم يقيناً إن إسرائيل بحاجة إلى 48 ساعة على الأقل لحشد قواتها على القناة فضلاً عن استدعاء الاحتياطي، خاصة مع وجود جبهة في الشمال (مع سوريا).
ولفت التقرير العبري إلى أن مصر وضعت صواريخ مُضادة للطائرات بطول القناة، مما تسبب في خسائر كبيرة للقوات الجوية الإسرائيلية بعد بدء عملياتها، ولم تكن قادرة على تقديم أي مُساعدة.

واستشهدت التحقيقات بالجنازة المهيبة التي نظمتها مصر لأشرف مروان بعد وفاته الغامضة، وشدد التحقيق الإسرائيلي على أن القاهرة اعتبرته بطلاً وطنياً وليس خائناً كما حاولت الدولة العبرية تصويره.

وتُعد حرب أكتوبر 1973 أو حرب يوم كيبور(وفقاً للتسمية الإسرائيلية) هي أول صفعة تتلقاها إسرائيل منذ نشأتها، وانهارت نظريات الأمن القومي العبرية التي تستند على عنصر التفوق الكاسح على العرب.

ونجح الجندي المصري بدون أدنى مُبالغة في توجيه الصفعة الأكبر لمُخطط دولة الاستيطان، وأسهمت في إعادتهم لأرض الواقع، وأجبرهم المصريون على الجلوس على طاولة المفاوضات والانسحاب من الأراضي التي احتلوها.
الجدير بالذكر أن حرب أكتوبر شهدت الخسائر الأكبر لإسرائيل منذ نشأتها سواء فيما يخص العتاد أو الجنود، ولم يُضاهيها أي حرب جاءت بعدها، ولاتزال الأصداء مُستمرة.
وتضافرت في الحرب جهود الجنود ودهاء الساسة وذكاء المُخابرات مع الدعم الشعبي الذي صنع ملحمة قل نظيرها.
