هل يساعد شرب الماء في خسارة الوزن؟.. باحثون يكشفون الحقيقة

يُعد الماء حجر الأساس للحياة ولصحة الجسم، فهو المسؤول عن نقل المغذيات إلى الخلايا، والتخلص من الفضلات، وترطيب المفاصل، والحفاظ على كفاءة الأعضاء الحيوية.

لكن إلى جانب هذه الوظائف الأساسية، تزايد الاهتمام أخيرًا بدور الماء في خسارة الوزن، حيث تُظهر الدراسات أن الترطيب الجيد يمكن أن يكون عنصرًا فعّالًا في دعم أنظمة الحمية والرياضة.
الماء وعلاقته بـ"الأيض":
“الأيض”، أو التمثيل الغذائي، هو مجموعة من التفاعلات الكيميائية التي تزود الجسم بالطاقة، وكلما ارتفع معدل الأيض، زادت قدرة الجسم على حرق السعرات الحرارية.
هنا يظهر دور الماء باعتباره عنصرًا رئيسيًا في العمليات الحيوية، مثل تكسير الغلوكوز لإنتاج الطاقة (Glycolysis)، أو حرق الدهون المخزنة (Beta-oxidation)، أو بناء البروتينات الجديدة داخل الخلايا (Protein synthesis).
وتشير أبحاث إلى أن شرب نصف لتر من الماء (نحو كوبين) يمكن أن يرفع معدل الأيض بنسبة تصل إلى 30% خلال 10 إلى 30 دقيقة من تناوله، مما يساعد على حرق سعرات إضافية، بحسب تقرير نشره موقع WebMd العلمي.
ويزداد هذا التأثير عند شرب الماء البارد، إذ يبذل الجسم جهدًا أكبر لتسخينه إلى درجة حرارة مناسبة.
سر الماء قبل الوجبات:
واحدة من الطرق البسيطة والمثبتة علميًا لدعم فقدان الوزن هي شرب الماء قبل تناول الطعام. فقد بينت دراسات أن كوبين من الماء قبل نصف ساعة من الوجبة يُشعران المعدة بالامتلاء، مما يقلل من كميات الطعام المستهلكة.
ويوضح الدكتور مارشال رانج، من جامعة ميشيغان، أن "شرب الماء قبل الوجبة يُحدث تغييرات في إشارات الهرمونات المسؤولة عن الشهية، ما يساعد على فقدان وزن متواضع لكنه فعّال".
الكمية المثالية من الماء يوميًا:
لا توجد وصفة موحّدة للجميع، فاحتياجات الجسم من الماء تختلف تبعًا للعمر، والوزن، ومستوى النشاط البدني، والحالة الصحية، إلا أن التوصية العامة تشير إلى شرب ما بين 2 إلى 3 لترات يوميًا (أي ما يعادل 10 إلى 15 كوبًا).
فوائد غير مباشرة:
وإضافة إلى دعمه لعملية الأيض، فإن الماء له فوائد أخرى غير مباشرة في رحلة خسارة الوزن، من بينها كبح الشهية، إذ إن كثيرين قد يخلطون بين العطش والجوع فيتناولون طعامًا بينما يحتاج الجسم فقط إلى الماء، وأيضًا يدعم الماء الحفاظ على الطاقة، فحتى الجفاف البسيط يؤدي إلى التعب ويحد من النشاط البدني.
كما يؤدي شرب الماء إلى تحسين النوم، حيث إن الجفاف يربك دورة النوم ويؤثر سلبًا على الأيض، إلى جانب تحفيز الهضم، لكون الماء يسهل مرور الطعام ويمنع الإمساك، مما يحافظ على كفاءة الجهاز الهضمي.
أهمية خاصة لمستخدمي أدوية التخسيس:
ومن جهة أخرى، فإن الأشخاص الذين يتناولون أدوية مثل "أوزيمبك" أو "مونجارو" معرضون للجفاف أكثر من غيرهم، وذلك بسبب أعراض جانبية تشمل الغثيان والقيء والإسهال وضعف الشهية. ويحذر خبراء التغذية من أن قلة شرب الماء قد تضاعف هذه الأعراض وتؤدي إلى الإمساك أو الإرهاق، ما يجعل الترطيب المنتظم أمرًا ضروريًا لهم.
والخلاصة أن الماء ليس حلًا سحريًا يذيب الدهون بمفرده، لكنه ركيزة أساسية في أي خطة لخسارة الوزن، فشرب كميات كافية يوميًا، مع التركيز على شربه قبل الوجبات، يمكن أن يقلل من السعرات الحرارية المستهلكة، ويُحسن عملية الأيض، ويمنح الجسم دعمًا وظيفيًا متكاملًا، وباختصار: إذا أردت أن تبدأ بخطوة بسيطة في رحلة إنقاص الوزن، اجعل الماء رفيقك الأول.