بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

دراسة جديدة: نظام الغذائي المتوسطي يحمي من أمراض اللثة الخطيرة

النظام الغذائي المتوسطي
النظام الغذائي المتوسطي

لطالما اعتُبر النظام الغذائي المتوسطي سرًا لحياة طويلة وصحية في دول مثل إيطاليا وإسبانيا. 

واليوم، يؤكد علماء بريطانيون أن لهذا النظام فوائد تتجاوز القلب والوزن، لتصل إلى اللثة وصحة الفم. 

كما أظهرت دراسة حديثة أن اتباع نمط غذائي غني بالفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، والأسماك، قد يحمي من أمراض اللثة الشديدة التي تصيب الملايين حول العالم.

أمراض اللثة: خطر صامت يهدد الفم

تشير التقديرات إلى أن حوالي 45% من البالغين في المملكة المتحدة يعانون من شكل من أشكال أمراض اللثة، التي تبدأ بالتهاب بسيط وتورم، وقد تتطور إلى فقدان الأسنان نتيجة تآكل العظام والنسيج الضام المحيط بالأسنان. رغم خطورتها، فإن هذه الأمراض غالبًا ما تُهمل حتى مراحلها المتقدمة، مما يزيد من تعقيد العلاج.

النباتات تحمي.. واللحوم الحمراء قد تُضر

حلل باحثون من كلية كينجز في لندن النمط الغذائي لنحو 200 شخص، ووجدوا أن الذين اتبعوا نظامًا غذائيًا غير متوازن يحتوي على نسب عالية من اللحوم الحمراء ونسب منخفضة من النباتات، كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض اللثة المتقدمة. 

وأظهرت التحاليل ارتفاعًا في مؤشرات الالتهاب لديهم، مثل البروتين التفاعلي-C والإنترلوكين-6، وهي إشارات بيولوجية تدل على وجود التهاب مزمن في الجسم.

الخضروات والفواكه... درع طبيعي للفم

أكد الباحثون أن مضغ الخضروات الورقية، والتفاح، والحمضيات، وهي عناصر أساسية في النظام المتوسطي، يعزز من صحة اللثة والأسنان. 

كما أن تناول البقوليات ومنتجات الألبان بكميات معتدلة قد يساهم في خفض مؤشرات الالتهاب، وهو ما ينعكس إيجابًا على صحة الفم والجسم عمومًا.

دعوة لإعادة النظر في النظام الغذائي

البروفيسور لويجي نيبالي، أحد المشاركين في الدراسة، أشار إلى أن النظام الغذائي يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار عند تقييم وعلاج أمراض اللثة. 

وأضاف أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات الموسعة لفهم العلاقة بين التغذية والالتهاب الفموي بشكل أعمق، مما قد يؤدي إلى تطوير استراتيجيات غذائية شخصية للوقاية والعلاج.

صحة الفم... مرآة لصحة الجسم

في الوقت الذي تُربط فيه أمراض اللثة بمشاكل صحية أخرى مثل السكري، وأمراض القلب، والولادة المبكرة، فإن نتائج هذه الدراسة تسلط الضوء على دور التغذية في الوقاية من أمراض قد تكون بدايتها بسيطة، لكنها تحمل عواقب صحية جسيمة. 

وبينما يواصل العلماء دراسة هذا الارتباط، يبقى من الحكمة إعادة النظر في مكونات أطباقنا اليومية، ليس فقط من أجل الوزن أو القلب، بل أيضًا من أجل ابتسامة صحية تستمر مدى الحياة.