ريهام عبد الغفور لـ"الوفد": أفضل هذا النوع من المسلسلات والجمهور ما بقاش عنده خُلق

تسطع النجمة ريهام عبد الغفور، في سماء الدراما بتقديم أدوار غنية بالتفاصيل والمشاعر، وتثبت دائمًا قدرتها على نقل الصدق والعمق الفني لكل شخصية تجسدها، وفي حوار خاص مع "بوابة الوفد الإلكترونية"، تكشف ريهام عن أنواع المسلسلات المفضلة لديها وكواليس مسلسل "ظُلم المصطبة" الذي أعاد شغفها بعد فقدان والدها الفنان أشرف عبد الغفور.

هل تفضلين المسلسلات الطويلة أم القصيرة؟
أفضل المسلسلات القصيرة التي تتكون من 15 حلقة، خصوصًا في الوقت الحالي، ولاحظت بعد مسلسل أزمة منتصف العمر والذي ضمن 10 حلقات فقط، كان عليه مردود قوي عليه لأنه يناقش قضية هامة في حلقات قصيرة بدون رتابة جعلت الجمهور يتحمس للحلقة القادمة.
الجمهور أصبح مشغولًا جدًا، والمسلسلات الطويلة قد تسبب له شعورًا بالملل أو التشتت، ومن ناحيتي كممثلة، أجد أن العمل القصير أكثر تركيزًا وتكثيفًا، ويتيح تقديم الشخصيات بشكل أعمق وجودة أعلى، كما أنه أسهل من ناحية التحضير والتخطيط، ويمنح طاقم العمل القدرة على تقديم أفضل ما لديهم دون ضغوط العمل الطويلة.
كيف أثرت وفاة والدك فيك فنيًا وشخصيًا؟
رحيل والدي ترك فراغًا هائلًا في حياتي، لم يكن مجرد أب، بل كان قدوة ومعلمًا ومرشدًا دائمًا، فبعد وفاته عشت فترة صعبة جدًا على المستوى الشخصي، حيث شعرت بأن روحي قد انتُزعت مني، وكأن قلبي توقف عن النبض، وكان الخوف يسيطر عليّ من فكرة العودة للتمثيل، شعرت وقتها أنني قد أفشل، وأني لن أتمكن من استعادة الحماسة والإبداع الذي كنت أمتلكه قبل فقده.
عانيت كثيرًا وتأثرت نفسيًا بشكل كبير، لكن مع الوقت، بدأت أجد في ذكراه القوة والدافع للاستمرار، كل خطوة فنية أقوم بها الآن أشعر بأنها رسالة تقدير له ووفاء لروحه، ونجاحي الأخير أعتبره تكريمًا له وللإيمان الذي كان يكنه بموهبتي منذ البداية.
كيف ترين تأثير مسلسل "ظُلم المصطبة" على مسيرتك الفنية، خاصةً أنه جاء بعد وفاة والدك؟
مسلسل "ظُلم المصطبة" لم يكن مجرد دور تمثيلي بالنسبة لي، بل كان بمثابة رحلة إنقاذ حقيقية وتحدٍ على الصعيد الشخصي والفني بعد وفاة والدي الفنان أشرف عبد الغفور، الذي كان مصدر إلهامي ودعمي منذ البداية، حيث شعرت خلال هذه الفترة بأنني فقدت جزءًا من نفسي، وكان من الصعب العودة إلى الكاميرا ومواجهة الجمهور، خصوصًا وأنني كنت قلقة من أن أخفق أو أن لا أستطيع تقديم الأداء الذي يليق بمسيرتي وبجمهوري.
لكن شخصية "بسمة" منحتني فرصة ثمينة لإعادة اكتشاف نفسي وتأكيد قدراتي كممثلة، إذ كانت شخصية مركبة ومليئة بالتحديات، ما دفعني للغوص في تفاصيلها والتعامل مع كل مشهد بتركيز وشغف أكبر، وتعلمت من هذه التجربة الصبر على النفس والاعتماد على حدسي الفني، بالإضافة إلى أنني استطعت إعادة بناء ثقتي بنفسي تدريجيًا.
"ظُلم المصطبة" لم يعيدني فقط إلى شاشة التمثيل، بل أعاد لي إحساس الإنجاز والشغف الذي كنت أفتقده، وجعلني أكثر وعيًا بأهمية اختيار الأدوار التي تحمل رسالة وقيمة حقيقية على المستوى الفني والشخصي.
كيف تمكنتِ من التحضير لشخصية "بسمة" وما هي الجوانب التي ركزتِ عليها لتحقيق مصداقية الدور؟
تحضير شخصية "بسمة" كان تجربة فنية ونفسية عميقة بالنسبة لي، لأنها لم تكن مجرد دور عابر أو سطحية، بل كانت نموذجًا يعكس معاناة المرأة الريفية بكل تفاصيلها الاجتماعية والنفسية، وبدأت رحلتي بدراسة خلفية الشخصية بدقة، فهمت بيئتها، أسلوب حياتها، العلاقات الأسرية والاجتماعية التي شكلتها، وكل هذا ساعدني على تصور دوافعها وردود أفعالها.
كما ركّزت على التفاصيل الدقيقة مثل نبرة الصوت وطريقة المشي ولغة الجسد، لأن هذه التفاصيل الصغيرة تمنح الشخصية مصداقية وتلامس المشاهد، وخلال التحضير شعرت بالقلق والتوتر من تحمل المسؤولية أمام الكاميرا وإيصال معاناة "بسمة" بشكل حقيقي، لكن دعم فريق العمل وزملائي كان له أثر كبير، وساعدني على تجاوز المخاوف الفنية والنفسية.
ما شعورك عندما رأيت ردود فعل الجمهور والتفاعل الكبير مع مسلسل "ظُلم المصطبة"؟
ردود أفعال الجمهور فاقت كل توقعاتي، وكان التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي ضخمًا جدًا، مع رسائل مباشرة مستمرة من المتابعين يعبرون فيها عن إعجابهم وتأثرهم بالشخصية والقصة، وشعرت بسعادة كبيرة وتجدد الأمل بداخلي حين رأيت أن المشاهدين تفاعلوا مع العمل بهذه القوة، فهذا بالنسبة لي أكبر دليل على نجاح المسلسل، ما جعلني أشعر بأن كل الجهد والتحضير للشخصية لم يذهب سدى، وأن الجمهور تقدّر التفاصيل الدقيقة التي سعينا لإيصالها من خلال بسمة وقصتها.
كما أسعدني كثيرًا تكريمي في مهرجان همسة للآداب والفنون وحصولي على جائزة "أحسن ممثلة عربية" عن دوري في المسلسل، فهذا التكريم منحني شعورًا بالـ"طبطبة" بعد تعب وجهد.




