الفيفا يطلق مبادرة جديدة لمكافحة العنصرية في الملاعب

في خطوة جديدة تعكس حرص الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" على ترسيخ القيم الإنسانية داخل المستطيل الأخضر، أعلن الفيفا عن إطلاق برنامج موسع لمكافحة العنصرية التي ما زالت تلاحق اللعبة الأشهر في العالم، رغم الجهود المبذولة خلال السنوات الماضية.

رونالدو يصنع لحظة إنسانية مع معجب صغير في مواجهة البرتغال وأرمينيا

وبحسب ما كشفه موقع "فوت ميركاتو"، فإن الفيفا قرر تشكيل لجنة استشارية تضم 16 أسطورة كروية من مختلف القارات، لتكون مهمتها الأساسية تقديم المشورة، نشر التوعية، ودعم المبادرات التي تستهدف التصدي لكل أشكال التمييز والعنصرية في الملاعب.

استثمار في النجوم من أجل رسالة أعمق

اختيار الفيفا لأساطير اللعبة ليس من قبيل الصدفة، بل يهدف إلى استثمار جماهيريتهم وتأثيرهم الواسع على المشجعين من مختلف الأعمار. فهؤلاء النجوم، بما يحملونه من رصيد رياضي وشخصي، قادرون على أن يكونوا قدوة وأن يوصلوا رسالة واضحة بأن كرة القدم يجب أن تبقى مساحة آمنة يتساوى فيها الجميع دون تفرقة.

وتأتي هذه الخطوة في وقت حساس، إذ شهدت الملاعب الأوروبية والعالمية في السنوات الأخيرة العديد من الحوادث المرتبطة بالعنصرية، سواء ضد اللاعبين ذوي البشرة السمراء أو أولئك المنتمين لأعراق وجنسيات مختلفة. هذه الوقائع لم تؤثر فقط على سمعة اللعبة، بل أثارت موجات غضب واسعة دفعت المؤسسات الرياضية إلى البحث عن حلول جذرية.

برنامج متكامل لمواجهة الظاهرة

المصادر أوضحت أن البرنامج الجديد للفيفا لن يقتصر على حملات توعوية أو شعارات تُرفع قبل المباريات، بل سيأخذ طابعاً مؤسسياً، حيث ستشارك اللجنة المكونة من النجوم في صياغة توصيات عملية، وتنظيم ورش عمل، والتواصل مع الاتحادات القارية والمحلية. 

كما سيجري العمل على إدخال برامج تعليمية موجهة لفئات الناشئين والشباب، بهدف غرس قيم المساواة منذ المراحل الأولى للممارسة الرياضية.

ومن المنتظر أن يشمل المشروع تعاوناً مع منظمات دولية مهتمة بحقوق الإنسان، إلى جانب الاستعانة بالخبرات الأكاديمية والقانونية لوضع لوائح أكثر صرامة ضد كل من يرتكب سلوكاً عنصرياً سواء داخل الملاعب أو خارجها.

تفاعل متوقع من اللاعبين والجماهير

المتابعون يرون أن إشراك الأساطير في هذا الملف سيمنح المبادرة زخماً كبيراً، إذ أن اللاعبين الحاليين سيجدون أنفسهم أمام قدوة عملية، فيما سيكون للجماهير دافع أقوى للالتزام بالروح الرياضية.

كما يتوقع أن تسهم هذه اللجنة في وضع آليات مبتكرة للعقوبات والانضباط، بحيث لا يقتصر الرد على المخالفات بالحرمان أو الغرامات، بل يمتد ليشمل برامج إصلاحية وتوعوية للمخالفين، وهو ما قد يضمن تغييراً حقيقياً في سلوكيات الأفراد.

الفيفا ورسالة كرة القدم

الخطوة الجديدة للفيفا تعكس إدراك المؤسسة الأهم في كرة القدم أن اللعبة لم تعد مجرد منافسة على الألقاب، بل صارت ساحة تعكس القيم الإنسانية الكبرى. ومن هذا المنطلق، فإن مكافحة العنصرية ليست خياراً بل ضرورة للحفاظ على نقاء الرياضة وقدرتها على جمع الشعوب.

وإذا نجح الفيفا في تنفيذ هذا البرنامج بفاعلية، فإن السنوات المقبلة قد تشهد تراجعاً ملحوظاً في حوادث التمييز داخل الملاعب، ليبقى الشعار الأهم هو أن كرة القدم للجميع، بلا استثناء ولا تفرقة.