بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

جمال فرويز: تكريم هايدي "طفلة الشيبسي" شيء يفتقره مجتمعنا (خاص)

بوابة الوفد الإلكترونية

أثار تكريم الطفلة هايدي ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين من اعتبره مبادرة تستحق الإشادة ومن رأى أنه قد يشكل عبئًا نفسيًا على طفلة في هذا العمر، ليبقى السؤال المطروح: هل نحن أمام تقدير حقيقي لقيمة إنسانية أم بداية لتسليط ضوء مبالغ فيه يضعها تحت ضغوط غير مبررة؟

 

التكريم كقيمة مجتمعية

وفي تصريح خاص لـ "بوابة الوفد الإلكترونية"، أوضح الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن التكريم لم يكن لشخص الطفلة بقدر ما كان للفعل الإيجابي ذاته، ولا يمكن إنكار أن المجتمع يعيش حالة من التراجع في القيم الإنسانية البسيطة، مثل العطاء والتعاطف والمبادرة لفعل الخير، ومن هنا يصبح تحويل موقف إنساني بسيط إلى مناسبة للتكريم أمرًا ضروريًا لإعادة الاعتبار لهذه القيم. 

وأضاف أن تكريم هايدي لم يكن فقط احتفاءً بشخصها، بل رسالة موجهة إلى الجميع بأن الخير مهما صغر حجمه يظل محل تقدير ودعم، وأن أي فعل إيجابي قادر على أن يترك أثرًا عميقًا في نفوس الناس.

وأشار إلى أن مثل هذه المبادرات تحمل دلالة قوية بأن المجتمع ما زال يعرف قيمة العطاء، وأن إبراز هذه النماذج أمام الرأي العام يسهم في خلق بيئة صحية تُشجع الآخرين على محاكاة هذه السلوكيات.

الأثر النفسي للتكريم

وعن التأثير النفسي للتكريم على هايدي، أكد الدكتور فرويز أن مثل هذا الاحتفاء لا يحمل أبعادًا سلبية كما يظن البعض، بل على العكس، يعزز شعورها بالانتماء والثقة بالنفس، ويمنحها إحساسًا بأنها جزء فاعل من مجتمعها. 

وأضاف أن التجربة لن تؤثر سلبًا على حياتها المستقبلية طالما تمت إدارتها بشكل متوازن بعيدًا عن انتظار المبالغة الإعلامية لكل عمل تقدمة.

بين تقدير الخير وضغوط الشهرة

ومع ذلك، يظل هاجس "ضغوط الشهرة" قائمًا إذا تحولت مثل هذه التكريمات إلى أضواء مسلطة بشكل مستمر على الأطفال، فالتوازن هنا هو كلمة السر؛ تكريم يقدّر الفعل الإنساني ويشجع عليه، دون تحويل الطفلة إلى أيقونة إعلامية قد تُفقدها بساطتها وطفولتها الطبيعية، فيجب عدم انتظارها للتريند، وتتفهم أنها "موجة" مؤقته وسوف تعود مرة آخرى لحياتها العادية بعد مرور التريند.

وأكد الدكتور جمال فرويز أن قصة تكريم هايدي تكشف عن جانبين متوازيين: حاجة المجتمع الماسة إلى تعزيز ثقافة الخير والاحتفاء بالنماذج الإيجابية، وفي الوقت نفسه أهمية التعامل مع هذه المبادرات بحذر حتى لا تنقلب إلى ضغوط غير مبررة. وبين هذا وذاك، يبقى صوت العقل الذي أكده الدكتور هو الأوضح: التكريم ضرورة، لكن دون التعود عليه وتفهم أنه شيء مؤقت.

القصة كاملة للطفلة "هايدي" صاحبة تريند الشيبسي

في قصة إنسانية مؤثرة، أثارت طفلة مصرية تُدعى "هايدي" إعجاب الآلاف على منصات التواصل الاجتماعي، بعدما قامت بفعل غير متوقع، حيث تخلت عن كيس رقائق بطاطس كانت قد اشترته، لتُعطي ثمنه لرجل فقير وجائع رأته أمام أحد المتاجر.

وبدأت القصة عندما لاحظ صاحب السوبر ماركت أن الفتاة الصغيرة عادت لتعطي المال الذي دفعته مقابل كيس "الشيبسي" لرجل يجلس بالخارج.

وبعد مراجعة كاميرات المراقبة، قرر نشر القصة عبر الإنترنت، لتنتشر بشكل واسع وتتحول إلى نموذج للإنسانية.

وروى صاحب السوبر ماركت أن هايدي رفضت عرضه بمنحها كيسًا مجانيًا، قائلة: "بابا لم يحرمني من شيء"، مؤكدة أنها لم تفعل ذلك من أجل أي مقابل.

وعبر والدها محمد أحمد، عن فخره وسعادته بما فعلته ابنته، مشيرًا إلى أنه غرس فيها منذ الصغر مبادئ مساعدة الآخرين.