بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

وباء الصمت.. فؤاد عودة يحذر من كارثة صحية في غزة والسودان واليمن

 البروفيسور فؤاد
البروفيسور فؤاد عودة رئيس نقابة الأطباء بايطاليا

قال البروفيسور فؤاد عودة ، رئيس نقابة الأطباء من أصل أجنبي في إيطاليا، وUMEM (الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية الدولية)، وحركة المتحدين للوحدة الدولية، وهو طبيب، وأخصائي أمراض العضام ، وخبير في الصحة العالمية، إن القنابل تُمهّد الطريق للأوبئة فبدون مياه نظيفة، وتطعيمات، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، تُصبح الصراعات حاضنات للكوليرا والحصبة وشلل الأطفال.

 

 وأضاف عودة رئيس نقابة الأطباء من أصل أجنبي في إيطاليا: "نحن بحاجة إلى قرارات عملية، لا شعارات، من صناع القرار العالميين، ومن الدول الأقوى اقتصاديًا، التي يقع على عاتقها واجب عدم دفن رؤوسها في الرمال".

 

وتابع خبير في الصحة العالمية: “نواجه عواقب وخيمة تُحوّل أزمة الحرب إلى حالة طوارئ صحية: نقص مياه الشرب، وتعليق برامج التطعيم، وسوء التغذية ومن هنا جاءت الزيادة الكبيرة في أمراض الإسهال (بما فيها الكوليرا)، والتهابات الجهاز التنفسي، والحصبة، والدفتيريا، وشلل الأطفال الناتج عن اللقاح، وحمى الضنك/الملاريا، والتهابات الجلد”.

التركيز على غزة

 

وفقًا لنتائج حديثة، يعاني سبعة من كل عشرة أطفال دون سن الثانية في غزة من سوء تغذية حاد: وهو مؤشر يُفسر وحده ازدياد احتمالية الإصابة بالتهابات الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي.

 

 ويؤدي تدهور مرافق المياه والصرف الصحي إلى انتشار الإسهال والتهاب الكبد الوبائي (أ) والتهابات الجلد، بينما يُهدد انقطاع التيار الكهربائي سلسلة التبريد الخاصة باللقاحات، وبالنسبة للعاملين الصحيين في الميدان، يُعد كل يوم بمثابة سباق ضد الجفاف ومضاعفات سوء التغذية.

التركيز على اليمن

عادت الحصبة إلى الواجهة، مسجلةً 27,517 حالة إصابة و260 حالة وفاة في عام 2024؛ وسُجِّلت حالات تفشي الدفتيريا منذ عام 2017، وأصيب ما لا يقل عن 272 طفلاً بنوع متحور من فيروس شلل الأطفال منذ عام 2021 (حالات مرتبطة بانقطاع التطعيم).

 

 يُضاف إلى ذلك تفشي الكوليرا المتكرر وتفاقم سوء التغذية الحاد: وهو مزيج يُرهق العيادات والمستشفيات، التي تعاني أصلاً من نقص في الكادر الطبي والإمدادات.

التركيز على السودان

 

في الفترة 2024-2025، انتشر وباء الكوليرا في 15 دولة من أصل 18 دولة: 79,548 حالة مشتبه بها و1,897 حالة وفاة منذ يوليو 2024؛ و29,170 حالة و629 حالة وفاة من يناير إلى منتصف يونيو 2025 فقط. 

 

وقد أدت الهجمات على شبكات إمدادات المياه ومحطات الطاقة والهجرة القسرية إلى تفاقم خطر نقص المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية (WASH)، حيث يكون الأطفال وكبار السن الأكثر عرضة للخطر، ولا تزال حملات التطعيم ضد الكوليرا الفموي مستمرة، لكن الوصول إليها لا يزال متقطعًا.

الملاريا والأمراض المنقولة بالنواقل

في مناطق الحرب، يتزايد أيضًا معدل الإصابة بالأمراض المنقولة بالبعوض، مثل الملاريا وحمى الضنك وشيكونغونيا والحمى الصفراء. 

 

ويعرقل انهيار النظم الصحية حملات التطهير، وتوزيع الناموسيات المعالجة بالمبيدات الحشرية، والحصول على الأدوية المضادة للملاريا في الوقت المناسب. ولا تزال الملاريا سببًا رئيسيًا لوفيات الأطفال في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث يمكن أن تُمثل أكثر من 20% من وفيات الأطفال دون سن الخامسة.

 

 وفي المناطق المتضررة من النزاعات، يكون النازحون الذين يُجبرون على العيش في ملاجئ مؤقتة أكثر عرضة للدغات البعوض، مما يُفاقم انتشار المرض. وبالمثل، تُسهم المياه الراكدة، ونقص شبكات الصرف الصحي، والاكتظاظ في تفشي حمى الضنك وشيكونغونيا، مما يُسبب ارتفاعًا في درجة الحرارة ومضاعفات نزيفية، ويؤثر بشدة على المرافق الصحية المحلية الهشة أصلًا.

المقترحات 

1 ممرات صحية محمية و"وقفات إنسانية" يمكن التحقق منها لعمليات الإجلاء الطبي وقوافل المياه والصرف الصحي والتطعيم.

خطة المياه لمدة 72 ساعة: الكلورة الطارئة، ومحطات تنقية المياه المتنقلة، والوقود/الطاقة لمحطات تنقية المياه، واستعادة نقاط المياه في المستشفيات والمخيمات.

3 لقاحات منقذة للحياة: لقاح فيروس التهاب الكبد الوبائي في المناطق التي ينتشر فيها مرض الكوليرا والحصبة والحصبة الألمانية وشلل الأطفال، مع التخطيط الدقيق من باب إلى باب وسلسلة تبريد مخصصة.

4 التغذية: الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام، والحليب العلاجي، والمغذيات الدقيقة، ومساحات الرضاعة الطبيعية المحمية، وفحص محيط الذراع العلوي في المجتمع.

5- فريق العمل الأورومتوسطي: شبكة من الأطباء في الشتات يتم تنسيقها من قبل الاتحاد الطبي لأطباء الشتات في أوروبا لتوفير الاستشارات عن بعد على مدار الساعة، والتدريب السريع أثناء العمل، وتوحيد البروتوكولات.

6 تأشيرات صحية إنسانية سريعة المسار إلى إيطاليا لمرضى الحروق الكبرى، ومرضى أمراض القلب والأطفال، والأورام وجراحة الأعصاب، مع اتفاقيات تشغيلية مع Regions وIRCCS.

7 حماية العمال واحترام القانون الإنساني: رسم الخرائط وإزالة النزاعات بين المستشفيات والعيادات وشبكات المياه/الطاقة.

المرصد الثامن للأوبئة في الحرب: الرصد المشترك (السريري والوبائي والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية)، والنشرات الأسبوعية والتنبيهات السريعة لصناع القرار.

تحليل الصحة العالمية من عودة

 

لقد ظهرتُ عدة مرات في الأيام الأخيرة على القنوات الفضائية والإذاعية (من مصر وفلسطين والجزائر والعراق) لتسليط الضوء على بعوض النمر، الذي يتزايد انتشاره بشكل كبير في أوروبا، هذه الظاهرة، التي تفاقمت بسبب تلوث الهواء وتغير المناخ، تُسهم في انتشار الأمراض المنقولة بالنواقل، والتي كانت تُعتبر حتى سنوات قليلة مضت بعيدة عن قارتنا. 

 

منذ الجائحة، شهدنا زيادة ملحوظة في الأمراض المعدية في أوروبا أيضًا: لا يسعنا تجاهل التحذيرات الصادرة عن البيئة والصحة العالمية.

إذا لم نضمن الصحة والوقاية والعلاج في أفريقيا ومناطق النزاع، فإننا نواجه خطر العيش في جائحة دائمة، ليس فقط بسبب فيروسات الجهاز التنفسي، بل أيضًا بسبب سوء التغذية، وتلوث المياه، والحروب، وتلوث الهواء، ونقص الاستثمار في الرعاية الصحية، ونقص الكوادر الطبية. 

في غزة، دخلنا المرحلة الخامسة من الجوع، وهي الأكثر مأساوية، هذا يعني أن أجساد الأطفال تتقلص، وأن الضرر الذي يلحق بأجهزتهم العصبية يصبح لا رجعة فيه، وأن حياتهم ستتغير إلى الأبد، جميع هؤلاء الأطفال الذين يعانون اليوم من سوء التغذية، ونقص المياه النظيفة، والأمراض المعدية، سيعانون من عواقب وخيمة على نموهم وتطورهم. لا يسعنا أن نقف مكتوفي الأيدي: فصحة أصغر الأطفال هي المعيار الحاسم لمستقبل شعوب بأكملها.

 

واختتم عودة تحليله: " أن الماء واللقاحات والتغذية هي خط الدفاع الأول للسلام الصحي، عندما تفشل هذه الدفاعات الثلاثة، تنتشر الكوليرا والحصبة وشلل الأطفال قبل المفاوضات، نحن بحاجة إلى ممرات صحية وجسر أوروبي متوسطي يجمع بين الخبرة واللوجستيات، أقترح أيضًا أن نعطي الأولوية لحماية العاملين في مجال الرعاية الصحية: ففي كل أسبوع، وفي نزاعات مختلفة، يُقتل ما يقرب من عشرة أشخاص ويُصاب أكثر من ثلاثين. هذه خسارة بشرية فادحة يجب إدانتها بشدة".

 

الإحصاءات

 غزة: حوالي 72% من الأطفال دون سن الثانية يعانون من سوء التغذية الحاد (يوليو 2025).

 السودان (الكوليرا): 79,548 حالة مشتبه بها و1,897 حالة وفاة (يوليو 2024 - 18 يونيو 2025)؛ 29,170 حالة و629 حالة وفاة من يناير إلى منتصف يونيو 2025؛ 15/18 دولة مشاركة.

 اليمن: الحصبة 2024: 27,517 حالة و260 حالة وفاة؛ الدفتيريا (منذ عام 2017) 1,500 حالة وحوالي 200 حالة وفاة؛ فيروس شلل الأطفال المتحور (منذ عام 2021) 272 طفلًا متأثرًا.

 

 غرب ووسط أفريقيا: تنبيه لوباء الكوليرا في عدة بلدان بحلول عام 2025 (خطر مرتفع لملايين الأشخاص في المناطق ذات التغطية المنخفضة بالمياه والصرف الصحي والتطعيم).