بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

هل تعلم محبة النبي في الكتاب والسنة؟

بوابة الوفد الإلكترونية

تُعد محبة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم أصلًا راسخًا من أصول الإيمان، فهي ليست شعورًا عاطفيًا مجردًا، بل ركيزة أساسية يقوم عليها دين المسلم، و إذ إن المحبة القلبية الصادقة هي أولى علامات الاعتراف بفضل الرسول الكريم ومكانته العظيمة في قلب المؤمن.

حديث شريف

وقد جاء في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم: "لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ"، وهو تأكيد واضح على أن اكتمال الإيمان لا يتحقق إلا إذا فاقت محبة الرسول محبة الإنسان لأعزّ الناس إليه من والد وولد وسائر الخلق.

وتكمن عظمة هذه المحبة في أنها ردٌ لجزء يسير من جميل النبي -صلى الله عليه وسلم- علينا؛ فقد بذل حياته وجهده، وتحمل المشقة والعناء، من أجل تبليغ رسالة الله وهداية البشرية. وقد وصفه الله تعالى في كتابه العزيز بقوله: "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ".

محبة النبي ليست مجرد شعور وجداني، بل هي التزام عملي يتمثل في اتباع هديه، والاقتداء بسنته، ونشر سيرته العطرة بين الناس، فبهذا فقط تتحول المحبة إلى طاعة، ويصبح الإيمان متكامل الأركان.

تكما تعد محبة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم من أعظم القيم الإيمانية التي أكد عليها القرآن الكريم والسنة النبوية، إذ ارتبطت هذه المحبة بأصل العقيدة وصحة الإيمان، فهي ليست مجرد عاطفة قلبية، وإنما التزام عملي يترجم في حياة المسلم اتباعًا واقتداءً.

فالقرآن الكريم أشار إلى منزلة الرسول العظيمة، ودعا المؤمنين إلى توقيره ونصرته وطاعته، قال تعالى: "قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" \[آل عمران: 31]. وهذه الآية جعلت علامة صدق محبة الله، اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم.

وفي السنة النبوية، جاء الحديث الجامع الذي يحدد معيار الإيمان الحق، حيث قال النبي الكريم: "لَا يُؤْمِنُ أحدُكُمْ، حتى أكونَ أحبَّ إليه من والدِه وولدِه والناسِ أجمعين"، وهو دليل على أن محبته يجب أن تعلو على محبة أي أحد مهما بلغت مكانته.

ويرى العلماء أن هذه المحبة ليست انفعالًا وجدانيًا فحسب، بل هي التزام يتجلى في طاعة أوامره، والاقتداء بأخلاقه، ونشر سنته، ونصرته باللسان والقلم والعمل. فهي المحرك الذي يجعل المؤمن متمسكًا بدينه، صابرًا على تكاليفه، مستشعرًا عظمة رسالته.