الاتحاد الأوروبي: الضمانات الأمنية تشمل حق أوكرانيا في الانضمام لدول الاتحاد والناتو

قال الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء ، إن الضمانات الأمنية تشمل حق أوكرانيا في الانضمام إلى دول الاتحاد وحلف الناتو.
وبالأمس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة ستلعب دورًا في تقديم الضمانات الأمنية ضمن إطار اتفاق سلام محتمل لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وفي مؤتمر صحفي عقده بالبيت الأبيض إلى جانب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أكد ترامب أن بلاده ستكون مشاركة في أي ترتيبات أمنية مستقبلية، مشيرًا إلى أن الدول الأوروبية تمثل خط الدفاع الأول، وأضاف: "لأنهم هناك، لأنهم أوروبا.. وسنساعدهم أيضًا".
وتأتي تصريحات ترامب في ظل تصاعد الجهود الدولية لإيجاد تسوية سياسية للنزاع المستمر، وسط دعم أمريكي وأوروبي متزايد لأوكرانيا.
واشنطن بوست:زيلينسكي استوعب دروس الأشهر الستة الماضية منذ زيارته الأخيرة للبيت الأبيض
سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء على تحول لافت في لقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجديد مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، حيث حرص هذه المرة على الإكثار من عبارات الامتنان، موجهاً نحو 11 عبارة شكر خلال أربع دقائق ونصف فقط .
وذكرت الصحيفة، في تقرير نشرته، اليوم الأربعاء أن زيلينسكي أظهر بوضوح أنه استوعب دروس الأشهر الستة الماضية منذ زيارته الأخيرة للبيت الأبيض، التي انتهت بكارثة بعدما وبّخه ترامب ونائبه جيه. دي. فانس، متهمين إياه بعدم إظهار القدر الكافي من الاحترام والامتنان للمساعدة الأمريكية خلال سنوات الحرب الثلاث .
وأشارت إلى أن ترامب أمر آنذاك، بخروج زيلينسكي من البيت الأبيض، ملوّحاً بقطع المساعدات الأمريكية لأوكرانيا نهائياً، وهو احتمال أثار مخاوف من قطيعة دائمة كان من شأنها أن تضع كييف، المنهكة عسكرياً وبشرياً، في موقف أكثر ضعفاً وهي تفقد أراضيها تدريجياً لصالح روسيا.
واستدركت الصحيفة الأمريكية قائلة إن المشهد تغيّر كلياً في لقائه الجديد مع ترامب، حيث بالغ زيلينسكي في توجيه الشكر هذه المرة، امتناناً لاستضافته في البيت الأبيض ولترتيب لقاء مع قادة أوروبيين وأطلسيين سعياً لإنهاء الحرب، بل وشكره حتى على منحه خريطة لبلاده .
وانضم زيلينسكي في ذلك إلى باقي القادة الأوروبيين وقادة حلف شمال الأطلسي الذين تنافسوا في الإشادة بترامب ودوره، في محاولة واضحة لاستعادة ثقة الرئيس الأمريكي وإبقائه إلى جانب كييف في وقت حرج من مسار الحرب. فقد شكر الأمين العام لحلف "الناتو" مارك روته "الصديق العزيز دونالد" على قيادته للمساعي الرامية إلى دفع روسيا وأوكرانيا نحو اتفاق سلام.
فيما أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن تقديرها لإشارته إلى قضية خطف الأطفال الأوكرانيين على يد روسيا. كما انضم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرز ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى جوقة الشكر لترامب على جمعهم في هذا المسعى المشترك.
وأفادت الصحيفة بأن هذا التغير اللافت يأتي بعد أن شهدت العلاقات بين إدارة ترامب وكييف تحسناً تدريجياً خلال الأشهر الماضية، بالتوازي مع تصاعد انتقاد الرئيس الأمريكي لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، واصفاً إياه بأنه "مجنون" وأن وعوده بوقف إراقة الدماء "بلا معنى".
ولكن بوتين حاول بدوره تعديل مسار العلاقة خلال لقائه الأخير مع ترامب في ألاسكا الجمعة الماضية، حيث بالغ هو الآخر في توجيه عبارات الثناء والشكر للرئيس الأمريكي، مشيداً بـ"جهوده الثمينة" لفهم جذور الحرب وبوضوح أهدافه في المفاوضات.
وتابعت "واشنطن بوست" قائلة إن بوتين لم يكتف بالمجاملات، بل قدّم لترامب ما يروق له سياسياً، مؤكداً أنه ما كان ليجرؤ على التدخل عسكريا في أوكرانيا عام 2022 لو كان ترامب في البيت الأبيض حينها. وهي رسالة بدت وكأنها أثمرت سريعاً، إذ لم تمضِ سوى ساعات حتى حمّل ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي مسؤولية إنهاء الحرب على زيلينسكي نفسه، مقترحاً أن يتعهد بعدم الانضمام إلى حلف "الناتو" وأن يتنازل عن شبه جزيرة القرم لموسكو.
وأفادت بأنه بعد ثلاثة أيام فقط، جاء رد زيلينسكي وحلفائه الأوروبيين من خلال الإغداق في الشكر على ترامب أملاً في استمالته مجدداً إلى صف كييف. فقد بدا واضحاً أن "خطة الامتنان" هي الاستراتيجية الجديدة التي تبناها الجانب الأوكراني، بعد أن كلّفته الأخطاء السابقة توتراً خطيراً كاد يطيح بالعلاقة مع البيت الأبيض .
وفي ختام كلمته، كرر زيلينسكي رسالته المباشرة إلى ترامب قائلاً: "شكراً، سيادة الرئيس، على استضافتنا... شكراً".