بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

بين تساؤل صلاح ورد الجيش الإسرائيلي.. استشهاد بيليه فلسطين يشعل الجدل العالمي

سليمان العبيد
سليمان العبيد

أثار رحيل اللاعب الفلسطيني سليمان العبيد، الملقب بـ"بيليه فلسطين"، جدلاً واسعاً على الصعيدين الرياضي والسياسي، بعدما دخل النجم المصري محمد صلاح على خط القضية مطالباً بالكشف عن ملابسات الوفاة، في ظل تضارب الروايات بين الجهات الرسمية الفلسطينية والإسرائيلية.

القصة بدأت حين أعلن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، الأربعاء الماضي، أن العبيد قُتل جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت تجمعاً لمواطنين كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية في جنوب قطاع غزة. البيان الفلسطيني جاء ليؤكد فقدان الساحة الرياضية الفلسطينية لأحد أبرز رموزها، إذ يعتبر العبيد، بحسب متابعين، أعظم لاعب في تاريخ كرة القدم الفلسطينية، بعد أن سجل أكثر من 100 هدف دولي ومحلي، وشارك في تصفيات كأس العالم 2014 وكأس التحدي الآسيوي.

لكن الغموض ازداد بعدما نشر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بيان نعي للعبيد، جاء فيه: "نودع سليمان العبيد (بيليه فلسطين) موهبة منحت أملاً هائلاً لعدد لا يحصى من الأطفال، حتى في أحلك الأوقات"، دون ذكر سبب الوفاة أو ظروفها.

وهو ما دفع محمد صلاح للتساؤل علناً عبر منصة "إكس" (تويتر سابقاً) قائلاً: "هل يمكنكم إخبارنا كيف وأين ولماذا؟"، موجهاً سؤاله مباشرة إلى الاتحاد الأوروبي.

هذا الموقف من صلاح، الذي يتابعه أكثر من 60 مليون شخص على منصات التواصل، فتح الباب أمام رد رسمي من الجيش الإسرائيلي، جاء على لسان المتحدث باسمه نداف شوشاني، الذي كتب: "أهلاً محمد، بعد التحقيق لم نجد أي دليل على حادثة تورط فيها سليمان العبيد، وحتى نتمكن من دراسة القضية بعمق، نحتاج مزيداً من التفاصيل".

وأضاف شوشاني أن المراجعة الأولية للسجلات لم تكشف أي واقعة تتعلق باللاعب.

رد الجيش الإسرائيلي لم يُنه الجدل، بل دفع العديد من النشطاء والرياضيين إلى اتهامه بمحاولة التنصل من المسؤولية، خاصة أن مناطق واسعة من قطاع غزة تشهد قصفاً مكثفاً منذ أشهر.

وفي المقابل، يرى مراقبون أن طلب الجيش لمزيد من التفاصيل قد يكون مؤشراً على رغبة في التحقق من الملابسات قبل إصدار موقف نهائي.

العبيد، المولود في غزة، بدأ مسيرته مع نادي خدمات الشاطئ، ثم انتقل إلى مركز شباب الأمعري في الضفة الغربية، قبل أن يحط رحاله في نادي غزة الرياضي. مسيرته الكروية تميزت بالقدرة التهديفية العالية وروحه القيادية داخل الملعب، ما جعله رمزاً رياضياً وإنسانياً في فلسطين.

القضية باتت اليوم تتجاوز حدود الرياضة، إذ تحولت إلى ساحة سجال سياسي وإعلامي ورياضي بين أطراف مختلفة، وسط دعوات من منظمات حقوقية ورياضية لفتح تحقيق مستقل للكشف عن وقائع متعلقة برحيل الرياضيين الفلسطينيين .

وبالنسبة للجماهير، فإن ما يهمهم ليس فقط معرفة الجهة المسؤولة، بل أيضاً ضمان أن وفاة "بيليه فلسطين" لن تمر بصمت، وأن سيرته ستبقى رمزاً للأمل والصمود.