بعد معاناة دامت 4 أشهر.. الإمساك المزمن يكاد يكلف شابة حياتها

دخلت امرأة تبلغ من العمر 25 عامًا المستشفى بعد معاناة غير معتادة من الإمساك استمرت لأربعة أشهر، ما دفع الأطباء لإطلاق تحذيرات جدية من تجاهل أعراض هذا الاضطراب الهضمي الشائع، خاصةً لدى الشباب. الحالة، التي وُصفت بأنها "خطيرة"، كشفت عن تراكم غير طبيعي للبراز داخل القولون، وصل إلى حد تشكله ككتلة صلبة أشبه بـ"الطين الكثيف"، وهو ما يُعرف طبيًا باسم انسداد البراز.
تعاني المريضة منذ سنوات من مشكلات في الأمعاء بسبب تشوه خلقي يُعرف بـ"القولون الزائد"، وهي حالة يُلتف فيها القولون بشكل غير طبيعي داخل الجسم.
وبعد تحسن طفيف في حركة الأمعاء، توقفت عن استخدام الملين الطبي "ميرالاكس" رغم تحذيرات الأطباء، ما أدى إلى تدهور سريع في حالتها. لاحقًا، لم تعد تستجيب للعلاجات الشائعة، ما استدعى تدخلاً طبيًا عاجلًا.
إجراء يدوي ونظام غذائي صارم
مع تفاقم الوضع، لجأ الأطباء إلى إزالة الانسداد يدويًا من المستقيم، وهو إجراء يُستخدم فقط في الحالات القصوى.
كما خضعت المريضة لنظام غذائي سائل طوال فترة إقامتها، ما أدى إلى فقدانها الكثير من وزنها، وتفريغ القولون من 21 كتلة برازية.
الإمساك المزمن.. خطر خفي يؤدي إلى سرطان الأمعاء
يشير الخبراء إلى أن الإمساك المزمن لا ينبغي التعامل معه على أنه عرض بسيط، إذ يمكن أن يؤدي إلى تلف جدار القولون وزيادة خطر الإصابة بسرطان الأمعاء. ويرتبط الإمساك بتراكم السموم في الجهاز الهضمي، ما يطيل تعرض جدار الأمعاء للمواد الضارة.
أعراض تحذيرية لا يجب تجاهلها
وشدد الأطباء على أهمية الانتباه لأعراض مثل الانتفاخ، الدم في البراز، فقدان الوزن غير المبرر، آلام البطن والتعب المزمن، داعين إلى زيارة الطبيب فورًا عند ظهور هذه العلامات، خاصة مع انتشار سرطان الأمعاء بين فئات عمرية أصغر.
انتشار مقلق بين الشباب... والسبب؟
أظهرت بيانات طبية ارتفاع معدلات تشخيص سرطان الأمعاء بين الشباب، الذين غالبًا ما يعزون الأعراض إلى التوتر أو مشاكل غذائية بسيطة.
ويرى بعض الخبراء أن العوامل البيئية الحديثة، مثل المواد الكيميائية في الأطعمة، البلاستيك الدقيق والتلوث، قد تكون وراء هذا الاتجاه المقلق، رغم غياب دليل قاطع.
إحصاءات صادمة ومعدلات بقاء منخفضة
وفي المملكة المتحدة وحدها، يتم تشخيص حوالي 44 ألف حالة من سرطان الأمعاء سنويًا، يودي بحياة ما يقارب 17 ألف مريض.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من نصف هذه الحالات يمكن الوقاية منها، ما يبرز أهمية الكشف المبكر والوقاية عبر أسلوب حياة صحي وتغذية متوازنة.