من فضل شاكر إلى سما المصري.. توبة النجوم بين الإيمان وحنين الأضواء

في زمن تهيمن فيه الشهرة وتُقايض الأضواء أحيانًا بالقيم والمبادئ، تظل العودة إلى الطريق الروحي لحظة فارقة تلفت الأنظار وتثير التساؤلات، فعندما يختار فنان، عرف بالإثارة والجدل أن يتوب ويغيّر مساره، يتحوّل من كونه حديث الإعلام الفني إلى موضوع نقاش مجتمعي وتأملي، والسؤال الذي يتردد دائمًا: هل هي توبة صادقة؟ أم لحظة انفعال عابرة؟

سما المصري.. ظهور باكٍ ورسالة مؤثرة
أحدث هذه اللحظات كانت بطلتها الفنانة الاستعراضية سما المصري، التي اعتادت لسنوات أن تكون مادة إعلامية مثيرة للجدل، لكنها ظهرت مؤخرًا بشكل مختلف تمامًا.
في فيديو قصير، ارتدت الحجاب وظهرت باكية وهي تقول بانكسار واضح: "تعبت.. يا رب توب عليا، وما أخلعش الحجاب تاني".
ثم وجهت نداءً مباشرًا لجمهورها طالبة عدم إعادة نشر صورها القديمة، ومعلنة نيتها إغلاق حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ورغم أن سما المصري سبق ومرّت بتجارب مشابهة، وكانت قد تحدثت في أوقات سابقة عن التوبة والرجوع، إلا أن هذا الظهور بدا أكثر صدقًا وعاطفية، مما دفع البعض للتعاطف معها، فيما تعامل البعض الآخر مع التغير المفاجئ بشيء من الشك والتساؤل.
مشاهير على طريق التوبة: قصص من الوسط الفني
تجربة سما ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، فقد سبقها كثيرون من الفنانين والمغنين، بل وحتى الراقصات، الذين اختاروا في لحظات معينة أن يغيّروا حياتهم ويبتعدوا عن الأضواء، بعضهم ثبت على توبته، والبعض الآخر عاد مجددًا للوسط الفني.
شاهيناز.. من "ستار ميكر" إلى الحجاب
عرفها الجمهور من خلال برنامج "ستار ميكر"، وتميزت بصوتها الجميل وشهرتها السريعة، لكنها فاجأت جمهورها بقرار اعتزال الفن وارتداء الحجاب في أوج شهرتها.
بعد ذلك، عادت شاهيناز إلى الساحة الغنائية ولكن بقيم فنية ملتزمة، ثم كررت قرارها بالابتعاد وارتداء الحجاب مجددًا.
حنان ترك.. اعتزال نهائي ومسار جديد
حنان ترك من أبرز الأسماء التي أثارت الجدل باعتزالها الفن في قمة شهرتها، فقد ارتدت الحجاب، ثم النقاب، وقررت الانسحاب نهائيًا من التمثيل، وكرّست وقتها للأعمال الخيرية والمشاركة في برامج إعلامية محافظة، وابتعدت تمامًا عن الحياة الفنية.
صابرين.. الحجاب فالتمثيل ثم العودة الكاملة
الفنانة صابرين مرّت بتجربة مشابهة، حيث اعتزلت لفترة وارتدت الحجاب، ثم عادت تدريجيًا إلى التمثيل بأدوار قالت إنها "ملتزمة"، قبل أن تخلع الحجاب لاحقًا، ما أثار نقاشًا واسعًا حول تراجعها، ولا تزال تجربتها موضع اهتمام إعلامي حتى اليوم.
راقصات وتوبة معلّقة بين الندم والضوء
في عالم الرقص الشرقي، أعلنت عدد من الراقصات مثل فيفي عبده ونجوى فؤاد ودينا ندمهن في لحظات معينة، وتحدثن صراحة عن تأنيب الضمير ورغبتهن في التوبة.
لكن واقع الالتزامات المهنية والتمسك بالشهرة غالبًا ما كان سببًا في عودتهن إلى الأضواء، مع تكرار الحديث عن الرغبة في التغيير دون خطوات حاسمة.
فضل شاكر.. تجربة متطرفة في التوبة
تظل قصة الفنان اللبناني فضل شاكر من أكثر القصص استثنائية، فقد انسحب تمامًا من الوسط الفني، وانخرط في تيارات دينية متشددة، ووصل إلى مرحلة صدام مع الدولة، قبل أن يتراجع عن مواقفه ويعلن العودة للغناء.
أثارت رحلته المتقلبة تساؤلات كثيرة حول الثبات على المبادئ والتغييرات الجذرية في حياة الفنانين.



