باحثة سياسية: قطاع غزة على أعتاب المجاعة.. وخطة بديلة لإسرائيل
قالت الكاتبة والباحثة السياسية من رام الله، د. تمارا حداد، إن الصورة في قطاع غزة باتت واضحة للغاية، حيث وصل الجوع إلى مراحله النهائية، مضيفة: “الفلسطينيون في غزة يعيشون اليوم على المياه والملح فقط، لم تعد هناك مواد غذائية متوفرة، المواطنون يضعون كميات من الملح في وعاء صغير مع القليل من المياه علّهم يبقون على قيد الحياة”.
الأوضاع الإنسانية في غزة:
وتابعت: "أجساد الفلسطينيين لم تعد تحتمل، وعظامهم بدأت تظهر بسبب سوء التغذية، وهذا المشهد اليوم هو صورة حقيقية للمجاعة"، مشيرة إلى أن إسرائيل، بعد فشل مفاوضات الهدنة، بدأت في تنفيذ ما أسمته بـ"الخطة البديلة" والتي تعتمد على الضغط العسكري المكثف، تحديدًا في المحافظة الوسطى من القطاع.
وشددت على أن هدف الاحتلال واضح، وهو استنزاف أكبر قدر ممكن من الطاقة والقدرة على الصمود، وربما إسقاط مئات الضحايا المدنيين يوميًا نتيجة الجوع أو خلال محاولات تلقي مساعدات إنسانية، موضحة أن هذه الخطة تُعد الأكثر خطورة منذ بداية الحرب، وتنذر بانتهاك صارخ لكل القيم الإنسانية، مؤكدة أن إسرائيل استغلت ذريعة عدم تسليم الرهائن كغطاء لتصعيد عسكري جديد.
وأضافت الباحثة السياسية الدكتورة تمارا حداد، : "إسرائيل لا تريد الهدنة، بل تسعى لفرض شروط استسلام. هي تستخدم أدوات التجويع والعنف العسكري للضغط على حماس، رغم علمها المسبق بأن الحركة لن تقبل بهذه الشروط. إسرائيل تهدف لحسم الصراع عبر القوة فقط، سواءً في غزة أو الضفة أو حتى لبنان وسوريا".
وأوضحت أن المجتمع الدولي، رغم تصريحاته، لا يشكّل ضغطًا حقيقيًا، قائلة: "رغم تصريحات أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ووصف ملك بلجيكا لما يحدث في غزة بأنه ’عار على الإنسانية‘، إلا أن إسرائيل لا تأبه بهذه المواقف، لأنها لا تُترجم إلى خطوات فعلية على الأرض، سواء بوقف الحرب أو إدخال مساعدات".
نتنياهو والحسابات الشخصية
وتابعت الباحثة السياسية قائلة: "نتنياهو لا يهمه الرأي العام الدولي أو الضغوط الإنسانية. ما يشغله هو بقاؤه السياسي، وتأجيل محاكمات الفساد ضده. كل هذه الحرب، في نظره، وسيلة لحسابات داخلية بحتة".