بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

ما العلاقة بين طنين الأذن وجودة النوم واضطراباته؟

بوابة الوفد الإلكترونية

يشكل طنين الأذن مصدر إزعاج كبير لمن يعانون منه، وقد تكون له تأثيرات نفسية عميقة، منها التوتر والاكتئاب، خاصة لدى من يستمر معهم الطنين لعدة أشهر أو سنوات.

 

وبحسب تقرير نشره موقع Science Alert، لا يوجد حتى الآن علاج نهائي لطنين الأذن. لذلك، فإن البحث عن وسائل لإدارته أو التخفيف من آثاره أصبح أمرًا ضروريًا.

 وفي هذا السياق، سلطت مراجعة علمية أعدها باحثون من جامعة أكسفورد الضوء على النوم كعنصر مهم يمكن أن يساعد في فهم طنين الأذن بشكل أفضل، وذلك لأسباب متعددة:

 

 

 

أولًا: الطنين كإدراك وهمي

 

يُعد طنين الأذن نوعًا من الإدراك الحسي الوهمي؛ إذ يسمع المريض أصواتًا لا وجود لها في الواقع. واللافت أن مثل هذه الإدراكات تحدث غالبًا أثناء النوم لدى معظم الأشخاص، بينما يعاني مرضى طنين الأذن منها أثناء اليقظة.

 

 

 

ثانيًا: التغيرات الدماغية المشتركة

 

يرتبط طنين الأذن بزيادة غير طبيعية في نشاط بعض مناطق الدماغ، لاسيما المرتبطة بالسمع. ومن المثير أن هذه المناطق نفسها تشهد تغيرات كبيرة في النشاط خلال مراحل النوم المختلفة، مما يشير إلى وجود صلة بين اضطرابات النوم وطنين الأذن.

 

 

 

آليتان دماغيتان مشتركتان

 

أظهرت المراجعة العلمية وجود آليتين عصبيتين رئيسيتين مشتركتين بين طنين الأذن والنوم. فهم هاتين الآليتين قد يُمهد الطريق لاكتشاف أساليب جديدة لعلاج الطنين أو التخفيف من آثاره.

 

 

 

النوم العميق وأهميته

 

يمر الإنسان خلال نومه بعدة مراحل، من أهمها "نوم الموجة البطيئة" أو ما يُعرف بالنوم العميق، وهو المرحلة التي يُعتقد أنها الأشد راحة للجسم والعقل. خلال هذه المرحلة، يسير نشاط الدماغ في موجات بطيئة ومنظمة، تنشط مناطق مختلفة في الدماغ، مثل تلك المسؤولة عن معالجة الأصوات والذاكرة.

 

يساهم نوم الموجة البطيئة في استعادة نشاط الخلايا العصبية، مما يساعد الجسم والعقل على التعافي من إرهاق اليوم، كما يلعب دورًا محوريًا في تقوية الذاكرة.

 

 

 

نشاط الدماغ واضطرابات النوم

 

لا تتوزع موجات النوم البطيئة بالتساوي في جميع مناطق الدماغ. فهي أكثر وضوحًا في المناطق التي استُخدمت بكثرة خلال اليوم، مثل تلك المسؤولة عن الحركة والبصر.

 

في بعض الحالات، تبقى مناطق دماغية معينة نشطة بشكل غير طبيعي أثناء النوم العميق، مما قد يؤدي إلى اضطرابات مثل المشي أثناء النوم. ويُعتقد أن سيناريو مشابه يحدث لدى المصابين بطنين الأذن، إذ تستمر بعض المناطق في العمل وكأن الشخص مستيقظ، مما يفسر شيوع اضطرابات النوم والكوابيس لديهم.

 

 

 

الطنين والنوم المتقطع

 

تشير الدراسات إلى أن مرضى طنين الأذن يميلون إلى قضاء وقت أطول في النوم الخفيف، وأقل في النوم العميق. 

ويُعتقد أن الطنين يعيق الدماغ عن توليد موجات النوم البطيئة الضرورية، مما يؤدي إلى نوم سطحي ومجزأ.

 

مع ذلك، تشير بعض الأبحاث إلى أن النوم العميق قد يظل ممكنًا رغم الطنين، بل وقد يساعد هذا النوع من النوم في كبح حدة الطنين مؤقتًا. وهذا يفسر كيف يتمكن بعض المصابين من الدخول في نوم عميق رغم استمرار الطنين، وكيف يمكن للدماغ خلال تلك المرحلة أن "يقمع" الأصوات الوهمية مؤقتًا.

 

 

 

نحو علاجات مستقبلية

 

تتفاوت شدة طنين الأذن خلال اليوم، ويُعتقد أن النوم يلعب دورًا في هذا التفاوت. لذا، فإن دراسة كيفية تغيّر الطنين خلال النوم قد تكشف الكثير عن آليات الدماغ التي تُسبب هذه الظاهرة.

 

ومن خلال تعديل نمط النوم أو تحسين جودته، قد يكون بالإمكان تحسين حالة المرضى، بل وربما التوصل إلى علاجات جديدة تستهدف هذه العلاقة المعقدة بين النوم وطنين الأذن.