من إبريق شاي لامرأة تلد.. أغرب توابيت الجنازات في غانا تكشف ثقافة الوداع

رغم أن الموت يُعد من أكثر المحطات الحياتية رهبةً وجلالًا في مختلف الثقافات، فإن بعض الشعوب اختارت أن تمنحه طابعًا فنيًا وإنسانيًا فريدًا يعكس حياة الإنسان وأحلامه، وليس مجرد نهاية لوجوده، وفي غانا، تحوّلت الجنازات من طقس تقليدي حزين إلى احتفالية فنية تعبّر عن حياة الفقيد وشخصيته، عبر تصاميم غير مألوفة للتوابيت، جعلت من مراسم الدفن مشهدًا إنسانيًا يمزج بين الرمزية والابتكار.

أغرب الطقوس الجنائزية في غانا
يضم كتاب تشومي مجموعة من الصور التي التقطت خلال الفترة الممتدة من عام 2004 حتى عام 2024، وتوثق بشكل أساسي طقوس شعب "غا" في منطقة أكرا الكبرى، إضافة إلى طقوس قبائل أخرى مجاورة مثل "فانتي"، و"الإوي"، و"الأشانتي".
وانقسمت العادات لأشكال متنوعة مثل الجنازات التقليدية، ورقصات حاملي التوابيت، وتقاليد عرض الجثامين، حيث أوضحت أن هذه التوابيت لاقت انتشارًا واسعًا على الإنترنت خلال السنوات الماضية بسبب تصاميمها الغريبة وغير المألوفة.
في عام 2022، تم دفن لاعب كرة قدم كان يحلم بالسفر إلى الولايات المتحدة داخل تابوت على شكل حذاء رياضي، مطلي بنجوم وخطوط العلم الأمريكي.
وفي حالة أخرى، دفنت سيدة عام 2011 داخل تابوت على هيئة امرأة في وضع الولادة، بينما شُيّع كاهن في عام 2009 داخل تابوت مصمم على شكل إبريق شاي ضخم، رمزًا للإبريق الذي كان يستخدمه أثناء ممارسة طقوسه الدينية.

صناعة التوابيت وأبعادها الثقافية
تستغرق عملية صناعة التابوت عادة ما بين خمسة إلى عشرة أيام وحتى وقت قريب، كان الحرفيون يصنعونها بالكامل باليد، ورغم أن هذه التوابيت قد تُعد غير مكلفة مقارنة بمعايير الدول الغربية، فإن صانعيها يفضّلون في كثير من الأحيان تصديرها إلى الخارج لتحقيق عائدات أفضل.
ومن جانب آخر، تقول تشومي إن شعب "غا" يتحفّظ كثيرًا على طقوسه الجنائزية الخاصة، ويرجع ذلك إلى ما تعرضت له هذه الممارسات من قمع أثناء فترة الاستعمار البريطاني، الأمر الذي دفع الكثير من الطقوس إلى السرية والكتمان، ومن بينها عادة دفن الموتى تحت أرضية منازلهم، كي تتمكن أرواحهم من العودة إلى البيت بسهولة، وفق المعتقدات المحلية.
مراسم الوداع والتفاعل مع الجثمان
تشمل المراسم الجنائزية في غانا تجمع أفراد العائلة والأصدقاء داخل خيام كبيرة تُغطى بالقماش، حيث يودّعون الفقيد ويتفاعلون مع الجثمان بطريقة غير تقليدية، وفي بعض الأحيان، يُوضع الجثمان في وضعية الجلوس أو الوقوف لاستقبال الزوار، كما يُلبس الميت ملابس تعبّر عن شخصيته وحياته، وفي ساعات الليل يقوم المحنطون أحيانًا بتغيير وضعية الجثمان بين الحين والآخر دون أن يلاحظ الحضور، ما يمنح الطقوس بُعدًا دراميًا وروحانيًا في آنٍ واحد.



