70 عيادة ذكية واستثمارات تتجاوز مليار جنيه لدعم الرعاية الصحية بالإسكندرية

استعرض أحمد الوكيل، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية ورئيس غرفة الإسكندرية، خلال لقائه مع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الذي عُقد اليوم ضمن زيارته لمحافظة الإسكندرية، الدور الذي يلعبه الاتحاد في مشروع إنشاء شبكة رعاية صحية متكاملة، بالتعاون مع المحافظة وتحالف استثماري، وذلك في إطار استعداد الإسكندرية للانضمام إلى منظومة التأمين الصحي الشامل.
وتناول رئيس الوزراء خلال الاجتماع أبرز الجهود والإجراءات التي نُفذت خلال الفترة الماضية على صعيد التهيئة المؤسسية، تمهيدًا لانضمام المحافظة إلى المنظومة، كما تم استعراض تفاصيل المشروع الجديد الذي يشمل شراكة بين المحافظة، التحالف الاستثماري، واتحاد الغرف التجارية.
وأكد أحمد الوكيل أن غرفة الإسكندرية تعد شريكًا محوريًا في هذه المبادرة، كونها حلقة وصل بين المستثمرين والجهات الحكومية، لتوحيد الجهود تحت مظلة وطنية تهدف إلى دعم القطاع الصحي. وأوضح أن الغرفة توفر منصة لتبادل الخبرات، ودعم اتخاذ القرارات الاستثمارية، بما يضمن استدامة المشروع ونجاحه. وأشار إلى أن المنظومة ستوفر تغطية صحية شاملة للعاملين في القطاع الخاص، معتبراً المشروع نموذجًا ناجحًا يمكن تعميمه على باقي المحافظات عبر الغرف التجارية.
من جانبه، أوضح الفريق أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، أن المحافظة بدأت بالفعل في التواصل مع شركات تكنولوجيا عالمية لإنشاء البنية التحتية للمشروع، كما بدأت إجراءات التهيئة المؤسسية والتشريعية بالتنسيق مع الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل، التي وضعت مجموعة من المعايير والضوابط، التزمت المحافظة بتنفيذها وفقًا للجدول الزمني.
وأشاد المحافظ بدور القطاع الخاص في تعزيز مستوى الخدمات الصحية المقدمة في الإسكندرية، ما أسهم بشكل ملموس في تحسين الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين.
وأكد الدكتور المهندس عماد عبد الوهاب، عضو مجلس إدارة الاتحاد العام للغرف التجارية، أن نجاح المشروع في الإسكندرية سيسرع من تعميم منظومة التأمين الصحي الشامل في باقي المحافظات.
كما استمع رئيس الوزراء إلى عرض تقديمي من المهندس أحمد طارق، رجل الأعمال، تناول فيه ملامح مشروع شبكة الرعاية الصحية، والتي تهدف إلى تطوير النظام الصحي بالإسكندرية، عبر أول شبكة رعاية صحية أولية رقمية واسعة النطاق تعتمد على التكنولوجيا.
وأوضح المهندس طارق أن المشروع يشمل إنشاء 70 عيادة رقمية ذكية موزعة جغرافيًا على أساس الكثافة السكانية، باستثمارات تفوق مليار جنيه، لتقديم خدمات وقائية، تشخيصية، وعلاجية، ودعم السياحة العلاجية من الإسكندرية إلى القارة الأفريقية والمنطقة العربية.
وتشمل الشبكة 35 عيادة سيتم تمويلها وتشغيلها من خلال تحالف استثماري بقيادة المحافظة وغرفة تجارة الإسكندرية، بينما تُمنح 35 عيادة أخرى لملكية مجموعات من الأطباء (من 3 إلى 4 أطباء لكل عيادة)، ما يمكّن نحو 100 إلى 150 طبيبًا من المساهمة كشركاء في التحول الصحي الوطني. كما يتضمن المشروع خطة تمويل احتياطي لضمان الاستمرارية في حال تعثر أي طبيب ماليًا.
وأشار طارق إلى أن المشروع يعتمد على أنظمة ذكية للحجز والتشخيص ودعم اتخاذ القرار الطبي والإداري باستخدام الذكاء الاصطناعي، ويهدف إلى تقديم خدمات صحية متكاملة بتكلفة منخفضة وجودة عالية، بالتكامل مع منظومة التأمين الصحي الشامل.
وأضاف أن المشروع يسهم في تهيئة بيئة صحية ذكية بدعم من الوزارات المعنية، وعلى رأسها وزارة الصحة والسكان، وهيئة التأمين الصحي الشامل، ووزارة الاتصالات، لتوفير التطبيقات التكنولوجية اللازمة، وربط المنتفعين ضمن المنظومة.
ويُعد هذا المشروع نموذجًا رائدًا للتعاون بين الدولة، القطاع الخاص، والمجتمع المدني، ويمثل حجر الأساس لرؤية وطنية طموحة تهدف إلى النهوض بمنظومة الرعاية الصحية في مصر، عبر تمكين الأطباء، وتوسيع قاعدة الملكية المحلية، وتحسين جودة الخدمات وتقليل العبء على المستشفيات.
كما يسعى المشروع لتحقيق عوائد اقتصادية مباشرة من خلال دمج القطاع الصحي غير الرسمي، وتوسيع القاعدة الضريبية، وترسيخ مكانة مصر كمركز إقليمي للسياحة العلاجية.
وفي ختام الاجتماع، أعلن رئيس الوزراء دعمه الكامل للمشروع، مؤكدًا أهمية تكرار هذا النموذج في محافظات أخرى. ووجّه بسرعة إعداد خطة تنفيذية واضحة وواقعية لعرضها في اجتماع قادم، بحضور نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة، لمناقشة آليات التنفيذ والتطبيق.
شهد الاجتماع حضور المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والدكتور سيد إسماعيل، نائب وزير الإسكان، والمهندسة أميرة صلاح عبد الحكيم، نائب محافظ الإسكندرية، واللواء محمود نصار، رئيس الجهاز المركزي للتعمير.