هل تكفي قراءة آية الكرسي والمعوذتين فقط في أذكار الصباح؟
يحرص كثير من المسلمين على قراءة أذكار الصباح والمساء لما فيها من حفظ وطمأنينة وسكينة للقلب، ولما ورد من فضلها في الأحاديث النبوية. لكن: هل تكفي قراءة آية الكرسي والمعوذتين وحدها ضمن أذكار الصباح؟
آية الكرسي.. سيدة آي القرآن:
ورد في الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال عن آية الكرسي:«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إن لها لسانًا وشفتين تُقدس الملك عند ساق العرش... وهي سيدة آي القرآن»، (رواه الترمذي وصححه الألباني).
ويُستحب قراءتها ضمن أذكار الصباح والمساء، وقبل النوم، وبعد كل صلاة، لما ورد من أحاديث كثيرة في فضلها، منها:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله ﷺ: "من قرأ آية الكرسي دُبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت"، (رواه النسائي وصححه الألباني).
وقال ﷺ: "إذا أوَيتَ إلى فراشك فاقرأْ آيةَ الكُرسيِّ، فلن يزال عليك من الله حافظٌ، ولا يقربُك شيطانٌ حتى تصبحَ"، (رواه البخاري).
المعوذتان.. وقاية شاملة:
كذلك ورد في فضل المعوذتين: عن عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ:"كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما وقرأ فيهما: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)، و(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ)، و(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده"، (رواه البخاري).
هل تكفي وحدها؟
الجواب: لا بأس بقراءتها فقط إذا ضاق الوقت أو عجز الإنسان، فهي من أعظم ما ورد في التحصين، ولكن الأذكار النبوية الثابتة تشمل مجموعة من الأدعية والآيات التي حث النبي ﷺ على الالتزام بها صباحًا ومساءً، مثل:
"اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا..."
"أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق"
"رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد ﷺ نبيًا"
"حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت..."
وقد نص العلماء على أن الاقتصار على آية الكرسي والمعوذتين لا يجزئ عن باقي الأذكار المأثورة، لكنه يُعد من الذكر المشروع ويؤجر عليه، إلا أن الأفضل والأكمل الالتزام بالمجموعة الكاملة من الأذكار الثابتة عن النبي ﷺ إن تيسر ذلك.
لماذا نحتاج لأذكار الصباح والمساء؟
تقرّبنا من الله وترضي رب العالمين
تحفظنا من وسوسة الشيطان وأذى البشر والجن
تبعث الطمأنينة وتشرح الصدر
تحصّن النفس والأهل من الحسد والعين والكرب
فوائد وآثار عظيمة لآية الكرسي
تحفظ من يقرأها صباحًا حتى يمسي، ومساءً حتى يصبح.
تمنع الشيطان من دخول البيت.
تحفظ من الكوابيس، وتُبعد الأذى عن الأهل.
تشرح الصدر وتزيل القلق وتزيد البركة في البيت والطعام.
من قرأها دُبر الصلاة كان في ذمة الله حتى الصلاة التالية.
آية الكرسي والمعوذتان من أهم وأقوى ما يُقال في الصباح والمساء، لكن الأفضل الجمع بينها وبين باقي الأذكار النبوية الثابتة، طلبًا للأجر الكامل والتحصين الأشمل."اذكروا الله ذكرًا كثيرًا وسبحوه بكرةً وأصيلا"[سورة الأحزاب: 41]
