بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

على غرار نقص الانتباه..حالة شائعة تسبب الحركات غير المتزنة بين الأطفال

صعوبات التعلم بين
صعوبات التعلم بين الأطفال

تبدو صعوبات الأطفال في ربط الحذاء أو الإمساك بالقلم مجرد كسل أو ضعف في التركيز، لكن بالنسبة لحوالي 5% من أطفال المملكة المتحدة ومن حول العالم فهذه علامات على حالة عصبية تُعرف بـ"اضطراب التنسيق النمائي" (DCD)، أو ما يُطلق عليه أحيانًا عسر الأداء الحركي. 

وعلى الرغم من شيوعه، يبقى هذا الاضطراب غير مُشخَّص بشكل كافٍ، وغير مفهوم على نطاق واسع.

تشخيص متأخر ودعم غير كافٍ

كشفت دراسة وطنية شملت أكثر من 240 عائلة أن الطريق إلى التشخيص غالبًا ما يستغرق ما يقارب ثلاث سنوات. 

وفي هذا الوقت، يُترك الأطفال يواجهون صعوبات يومية تؤثر على ثقتهم بأنفسهم، تعليمهم، وحتى صحتهم النفسية. 

وأفاد 93% من أولياء الأمور أن التشخيص كان مفيدًا في توضيح الأمور، إلا أن انعكاساته العملية في المدارس كانت محدودة، حيث قال أحدهم: "التشخيص ساعدنا في المنزل، لكنه لم يُحدث فارقًا في المدرسة".

تأثيرات تمتد إلى الصحة النفسية والحياة الاجتماعية

لا تقتصر الصعوبات التي يواجهها الأطفال على التنسيق الحركي، بل تمتد إلى تحديات في تناول الطعام، الكتابة، اللبس، والنشاط البدني.

ووفقًا للاستطلاع، لا يحقق سوى 36% من الأطفال المصابين المستويات الموصى بها من النشاط البدني.

ويمكن لهذه العوائق، إذا لم تُعالج مبكرًا، تتحول إلى نمط حياة يهدد صحتهم العامة في المستقبل.

أما التأثير العاطفي فهو بالغ: 90% من الآباء أبدوا قلقًا على الصحة النفسية لأطفالهم. الأطفال المصابون بـDCD أكثر عرضة للقلق والعزلة وتدني احترام الذات، ويعانون غالبًا من شعور بعدم الانتماء أو الفشل، كما روى أحد الآباء عن سؤال طفله: "لماذا أحاول إذا لم يُخترني أحد؟".

مدارس غير مهيّأة وموارد محدودة

على الرغم من وعي 81% من المعلمين بصعوبات الأطفال، إلا أن أقل من 60% فقط لديهم خطط تعليمية فردية، وغالبًا ما تُترك احتياجات الأطفال دون استجابة فعالة، خاصة في دروس التربية البدنية. 

كما أشار 80% من الأهالي إلى تأثير مباشر لهذه الصعوبات على التحصيل الدراسي والفرص المستقبلية لأطفالهم.

وأثبت العلاج المهني فعاليته لكنه غير متاح بسهولة؛ كثير من الأسر تضطر لتحمّل تكاليف باهظة أو انتظار طويل، وحتى عند توفره، اعتبر 78% من الآباء أن العلاج لا يلبي احتياجات الطفل بالشكل الكافي.

ولا تقتصر المعاناة على الطفل فقط؛ إذ ذكر 68% من الأهالي أنهم يعانون من ضغط نفسي مزمن، في حين أشار نحو نصفهم إلى أن الحالة تُعيق مشاركتهم في الأنشطة الأسرية الاعتيادية.

يدعو الباحثون وأولياء الأمور إلى اتخاذ خطوات ملموسة في خمسة مجالات رئيسية:

التوعية: تعزيز فهم الجمهور والمعلمين والمتخصصين للرابط بين اضطراب التنسيق الحركي والسلوك الظاهري للأطفال.

التشخيص المبكر: وضع إرشادات واضحة لأطباء الأسرة والمعالجين لاكتشاف الحالات مبكرًا.

دعم تعليمي فعال: تدريب إلزامي للمعلمين وخطط تعليمية فردية تُراعي احتياجات هؤلاء الأطفال.

رعاية نفسية متكاملة: دعم الصحة النفسية بالتوازي مع التدخلات الجسدية.

توفير دعم قبل التشخيص: تسهيل الوصول إلى المساعدة بمجرد ظهور الصعوبات، دون انتظار طويل أو تعقيدات إدارية.

ولا يعتبر الأطفال المصابون بـDCD أقل ذكاءً أو قدرة، لكنهم بحاجة إلى بيئة تفهم تحدياتهم وتساعدهم على تخطيها. 

وكما حذّر أحد أولياء الأمور: "إذا لم تستطع الطفلة كتابة الإجابات بسرعة كافية في الامتحان، فلن تتمكن من إظهار ما تعرفه".