بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

مكمل غذائي شائع يخفف أعراض التوحد وفرط الحركة لدى الأطفال

مكمل غذائي
مكمل غذائي

مكمل غذائي .. كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة روفيرا إي فيرجيلي الإسبانية عن نتائج مشجعة لاستخدام مكملات البروبيوتيك كوسيلة للمساعدة في التخفيف من بعض الأعراض السلوكية المرتبطة باضطراب طيف التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال.

أظهرت النتائج أن تناول نوعين محددين من البكتيريا المفيدة يوميًا، لمدة 12 أسبوعًا فقط، أدى إلى تحسن واضح في مستويات النشاط المفرط والسلوك الاندفاعي، لا سيما لدى الأطفال المصابين بالتوحد الذين تتراوح أعمارهم بين خمس وتسع سنوات.

آلية التأثير: البكتيريا الصديقة للدماغ

اعتمدت الدراسة على مكمل يحتوي على سلالتين من البروبيوتيك: Lactiplantibacillus plantarum وLevilactobacillus brevis، وهما نوعان من البكتيريا الموجودة طبيعيًا في الأطعمة المخمرة مثل مخلل الملفوف، والكيمتشي، وبعض أنواع الجبن.

تشير الفرضية العلمية إلى أن هذه البكتيريا تساعد على تعزيز إنتاج مواد كيميائية في الدماغ مثل الدوبامين و"جابا" (GABA)، اللتين تلعبان دورًا مهمًا في تنظيم القلق والانتباه والسلوك. وقد رُبطت المستويات غير المتوازنة من هذه المواد ببعض أعراض التوحد وفرط النشاط.

تحسن سلوكي... لكن بحدود

شملت التجربة 80 طفلًا، نصفهم تقريبًا مصابون بالتوحد والنصف الآخر باضطراب فرط الحركة. 

وبعد فترة العلاج، أبلغ الآباء عن انخفاض ملحوظ في فرط النشاط والاندفاع لدى أطفالهم. الأطفال المصابون بالتوحد شعروا أيضًا براحة جسدية أكبر، من ضمنها تحسن في الطاقة وانخفاض في مشاكل المعدة، مقارنة بما كانوا عليه قبل التجربة.

رغم ذلك، لم تُظهر الدراسة تحسنًا ملموسًا في بعض الجوانب الأخرى، مثل النوم أو الوظائف التنفيذية أو التفاعل الاجتماعي، كما لم يُلاحظ فارق كبير لدى الأطفال الأكبر سنًا أو أولئك الذين يعانون أعراضًا أكثر اعتدالًا.

قيود الدراسة وأسئلة مفتوحة

يُشار إلى أن الأطفال المشاركين كانوا من خلفيات ميسورة، ولم يعانوا من مشكلات سلوكية أو نفسية حادة، وهو ما قد يقلل من قابلية تعميم النتائج. 

كما أن الدراسة لم تفحص تأثير المكملات على تركيبة ميكروبيوم الأمعاء بشكل مباشر، مما يترك آلية التأثير البيولوجي غير مؤكدة.

علاوة على ذلك، لم تتجاوز مدة الدراسة ثلاثة أشهر، ما يمنع من معرفة التأثيرات طويلة الأمد أو مدى استمرار التحسن بعد التوقف عن تناول المكمل.

آفاق واعدة، ولكن بحذر

تأتي هذه الدراسة لتضاف إلى أبحاث سابقة تشير إلى علاقة محتملة بين صحة الأمعاء والسلوك العصبي لدى الأطفال المصابين بالتوحد. 

وفي دراسة نُشرت عام 2022، ساهم بروبيوتيك مختلف في تحسين مؤشرات التوحد وبعض أعراض الجهاز الهضمي لدى مجموعة من الأطفال.

مع ذلك، يؤكد خبراء المركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية في الولايات المتحدة أن هذه النتائج رغم كونها مشجعة، لا تزال بحاجة إلى دعم من دراسات أوسع وأكثر تنوعًا.

خطوة صغيرة على طريق طويل

خلص الباحثون إلى أن مكملات البروبيوتيك قد تشكل وسيلة بسيطة وآمنة للمساعدة في تخفيف بعض الأعراض المزعجة المرتبطة بالتوحد وفرط الحركة، لكنها ليست علاجًا شاملًا.