بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

بعد كارثة حريق سنترال رمسيس.. أدعية نبوية تُطفئ النار وتحفظ من الهلاك

بوابة الوفد الإلكترونية

وقع حريق هائل اندلع في الطابق السابع بمبنى سنترال رمسيس، التابع للشركة المصرية للاتصالات WE، ما تسبب في سقوط 4 ضحايا وإصابة أكثر من 27 شخصًا باختناقات وحروق متفاوتة، إلى جانب شلل مؤقت في خدمات الاتصالات والإنترنت بعدد من المحافظات.

وعقب السيطرة على النيران بعد جهود مكثفة استمرت أكثر من 13 ساعة، بدأت الأجهزة المعنية التحقيق للوقوف على أسباب الحريق، فيما تم الإعلان عن إجراءات لإعادة تشغيل الخدمات تدريجيًا.

ورغم الجهود الرسمية، لم تغب الروح الدينية عن المشهد، إذ أعاد الحادث إلى الأذهان أهمية التحصين بالدعاء، كما أوصانا النبي محمد ﷺ في مثل هذه الكوارث.

 

 دعاء النبي ﷺ للوقاية من الحريق

ورد عن النبي ﷺ أنه كان يستعيذ بالله من الحريق وغيره من المهالك، ففي حديث رواه النسائي والحاكم عن أبي اليسر رضي الله عنه قال:"اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ التَّرَدِّي، وَالهَدمِ، وَالغَرَقِ، وَالحَرِيقِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَّيْطَانُ عِندَ المَوْتِ..."

هذا الدعاء النبوي يُعد من أبلغ ما يُستعاذ به من الهلاك المفاجئ، ومنه الحريق، لما فيه من ألم وذعر وفقدان.

 

 أهمية الذكر في مواجهة الحريق

من الأحاديث النبوية التي استدل بها العلماء على أهمية الذكر في مواجهة الحريق، ما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي ﷺ:"إذا رأيتم الحريق فكبّروا، فإن التكبير يطفئه."

ورغم وجود بعض الخلاف حول قوة الحديث من ناحية السند، إلا أن ابن القيم الجوزية فسّره تفسيرًا روحيًا عميقًا، قائلًا:
"لأن الحريق من عمل الشيطان، والنار مادته، والتكبير يحمل في طياته كبرياء الله الذي يُخمد فعل الشيطان ويقمع أثره."

وأكد أن تكبير الله عند اشتعال النار مجرَّب وله أثر في تهدئة النفوس وطمأنة القلوب، بل وذكر أن النار تسكن عند سماع الله أكبر لما فيه من إعلان لعلوّ الله فوق كل قوى الشر.

 

 أدعية للتحصين من الحوادث والكوارث

في ظل مثل هذه الحوادث المفاجئة، يُستحب للمسلم أن يداوم على أدعية التحصين ومنها:

"اللهم اكفني شر الحوادث، وكآبة المنظر، وفواجع الأقدار."

"أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة."

"اللهم احفظني من بين يديّ ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي."

كما يُستحب قراءة المعوذات وأذكار الصباح والمساء، والمواظبة على سورة الفاتحة وآية الكرسي لتحصين النفس والبيت.

 

 الحريق قدر.. والدعاء سلاح

رغم أن أسباب الحريق في سنترال رمسيس ما تزال قيد التحقيق، فإن الحادث يبقى تذكرة لنا جميعًا بضعف الإنسان أمام أقدار الله، وبقوة التوكل عليه.

وقد علّمنا النبي ﷺ أن نستعد للبلاء قبل أن يقع، لا بعده، بالدعاء والتحصين واليقين. فكما أن النار تُخمد بالماء، تُطفأ أيضًا بكلمات من نور، تركها لنا الحبيب محمد ﷺ درعًا واقيًا في زمن المحن.