بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

احذر تجاوز هذا الحد من المرات لتناول التونة يهدد حياتك

التونة
التونة

 سمك التونة .. وجدت شابة أمريكية نفسها في مواجهة خطر صحي خطير بعد أشهر من الاعتماد المفرط على سمك التونة كمصدر للبروتين ضمن نظامها الغذائي اليومي، في واقعة تسلط الضوء مجددًا على مخاطر استهلاك الأسماك الغنية بالزئبق دون وعي أو متابعة طبية.

وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، اعتادت ناشا مونتجومري، البالغة من العمر 29 عامًا، من ولاية ألاباما الأمريكية، على تناول كميات كبيرة من التونة يوميًا لمدة أربعة أشهر متتالية، في محاولة لتعزيز صحتها والحصول على جرعة يومية كافية من البروتين. 

وكانت تضيف التونة إلى السلطات، وتتناولها مع البسكويت صباحًا، وتضعها في السندويشات خلال وجبة الغداء، وتعتبرها أيضًا وجبة خفيفة خلال ساعات العمل.

بحسب ما كشفت في مقطع فيديو نشرته عبر وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرًا، لم تكن تدرك أن هذا الروتين الغذائي سيؤدي بها إلى حالة صحية خطيرة، حيث بدأت تعاني من أعراض مقلقة تمثلت في تقلصات عضلية مستمرة، وخدر ووخز في اليدين والقدمين، بالإضافة إلى طعم معدني غريب في فمها.

التشخيص الصادم

في البداية، أرجعت مونتجومري تلك الأعراض إلى التوتر وضغط العمل الناتج عن وظيفتها الجديدة في إدارة مكتب، خاصة بعد أن أظهرت تحاليل الدم الروتينية نتائج طبيعية، إلا أن استمرار الأعراض دفعها للعودة إلى الطبيب، الذي طرح عليها سؤالًا بسيطًا كشف حقيقة المشكلة حين سألها عما إذا كانت تفرط في تناول نوع محدد من الأطعمة. 

وأجابت مونتجومري دون تردد: "التونة"، ليطلب منها الطبيب إجراء فحص دم متخصص كشف عن مستويات مرتفعة من الزئبق في جسمها.

أوضح الأطباء أن ما تعاني منه هو حالة تسمم زئبقي ناتجة عن تراكم المعدن الثقيل في الجسم، وهو ما قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة تشمل اضطرابات في الذاكرة، وخدر في الأطراف، ورعشات، وفي الحالات الشديدة، تلف دائم في الدماغ والكلى.

تحذيرات علمية مستمرة

يُذكر أن بعض أنواع الأسماك، وعلى رأسها التونة، خاصة التونة البيضاء التي كانت تستهلكها مونتجومري، تحتوي على مستويات مرتفعة من الزئبق. 

وتوصي معظم الجهات الصحية بعدم تناول أكثر من عبوتين من التونة أسبوعيًا، خاصة للنساء الحوامل أو الراغبات في الإنجاب، لتجنب خطر تسمم الأجنة.

وأشارت دراسات حديثة إلى أن تجاوز الحد الآمن البالغ نحو 25 عبوة تونة أسبوعيًا، أو ما يعادل 16 شريحة، قد يشكل خطرًا كبيرًا على الصحة بسبب تراكم الزئبق في الجسم. إلا أن بعض الأشخاص قد يُصابون بأعراض التسمم حتى عند استهلاك كميات أقل إذا استمرت لفترات طويلة.

إجراءات وقائية ضرورية

نصح الأطباء مونتجومري بالتوقف الفوري عن تناول التونة لمدة تتراوح بين ستة إلى ثمانية أشهر حتى يتخلص جسمها تدريجيًا من السموم المتراكمة، فيما تعرف هذه العملية بـ"التخلص من سموم التونة"، على حد تعبيرها. 

ورغم تحسن حالتها بشكل ملحوظ، إلا أنها لا تزال تعاني من وخز وخدر خفيف في الأطراف، ما يدفعها اليوم للتفكير مرتين قبل اختيار أي نوع من الأسماك.

من ناحية أخرى، تُشير تقارير أوروبية حديثة إلى مخاطر مماثلة في منتجات التونة المعلبة، حيث كشفت منظمات معنية بسلامة الأغذية عن تجاوز بعض العينات للحد القانوني المسموح به من الزئبق، ما دفع تلك الجهات إلى المطالبة بتشديد الرقابة ومنع بيع التونة في المدارس والمستشفيات ودور الرعاية.

الزئبق في أعماق البحار

الزئبق يتراكم في الأسماك بسبب التلوث البيئي، الناتج عن أنشطة التعدين وحرق الفحم، ما يجعل بعض أنواع الأسماك مصدرًا غير متوقع للمواد السامة. 

وتواصل الهيئات الصحية حول العالم تحذيراتها من مخاطر الإفراط في استهلاك هذه الأنواع، مع دعوات لتوعية المستهلكين وضبط جودة المنتجات الغذائية.