مشروب شائع يطيل العمر ويقلل خطر الإصابة بالخرف والسكري وأمراض القلب

 لم يعد مشروب القهوة مجرد مشروب صباحي يعزز النشاط، بل تشير الأبحاث الحديثة إلى أنها قد تكون المفتاح لحياة أطول وأكثر صحة. 

 وتوصل علماء من جامعة كوين ماري في لندن إلى أن الكافيين، المكون الأساسي في القهوة، لا يمنح الجسم دفعة من اليقظة فحسب، بل يؤثر أيضًا بشكل مباشر على خلايا الجسم، مما يساعدها على النمو والإصلاح ومقاومة الإجهاد.

الكافيين وتنشيط نظام حماية الخلايا:

 خلال الدراسة، وجد الباحثون أن الكافيين الموجود في مشروب القهوة يحفز إنزيمًا داخل الخلايا يعرف باسم AMPK، وهو المسؤول عن مراقبة مستويات الطاقة وإطلاق سلسلة من التفاعلات التي تحمي الخلايا وتصلحها. 

 وهذا الإنزيم مقياس الوقود في السيارة، حيث يعمل على تنشيط آليات دفاع الخلية عندما تنخفض مستويات الطاقة.

 ويفسر هذا الاكتشاف إلى حد كبير لماذا يرتبط مشروب القهوة بانخفاض خطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل السكري من النوع الثاني، والخرف، وقصور القلب. 

كما أنه يقدم تفسيرًا علميًا لكيفية مساهمة مشروب القهوة في إبطاء الشيخوخة وتحسين قدرة الجسم على التعامل مع التوتر والإجهاد الخلوي.

فوائد صحية متعددة تؤكدها الأبحاث:

 ولم تكن الدراسة التي نشرت في مجلة Microbial Cell الوحيدة التي سلطت الضوء على فوائد القهوة. فقد كشفت أبحاث أمريكية حديثة أن الأشخاص الذين يستهلكون كوبين إلى ثلاثة أكواب من القهوة السوداء يوميًا يتمتعون بقلوب أكثر صحة ويقل لديهم خطر الوفاة القلبية بنسبة تصل إلى 20 بالمئة.

 كما ربطت دراسات أخرى استهلاك القهوة المنتظم بانخفاض احتمالات الإصابة بالاكتئاب وتحسين صحة الكبد والمساهمة في التحكم بالوزن. 

 ويعتقد بعض الباحثين أن التأثيرات الصحية للقهوة لا تعود للكافيين فقط، بل أيضًا لغناها بمركبات البوليفينول، وهي مواد نباتية طبيعية معروفة بخصائصها المضادة للأكسدة.

تحذيرات واعتبارات مهمة:

 ورغم هذه النتائج الإيجابية، إلا أن الخبراء يحذرون من الإفراط في استهلاك القهوة، خاصة عند تجاوز أربعة أكواب يوميًا، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع خطير في ضغط الدم وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية وحتى الخرف.

 كما أن طريقة تحضير مشروب القهوة والعناصر المضافة إليها مثل السكر والحليب تؤثر بشكل كبير على فوائدها الصحية. 

 وتشير الإحصاءات إلى أن أمراض القلب والخرف تعدان من الأسباب الرئيسة للوفاة في عدد من بلدان العالم، وهو ما يسلط الضوء على أهمية أي وسيلة وقائية، بما في ذلك القهوة، في تقليل هذه المخاطر.

 وفي النهاية، يرى العلماء أن الاعتدال هو الأساس، وأن شرب القهوة باعتدال وضمن نمط حياة صحي قد يشكل عنصرًا إضافيًا في رحلة الحفاظ على الصحة وإطالة العمر.