بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

اختراع جديد.. مناديل مبللة بديلة للوضوء.. الإفتاء توضح حكمها

بوابة الوفد الإلكترونية

أكّدت دار الإفتاء المصرية أن استخدام المناديل المبللة بالماء – المعروفة تجاريًا باسم "Water Wipes" – لا يُجزئ شرعًا عن الوضوء، وذلك ردًا على سؤال من شركة طرحت منتجًا جديدًا لاستخدامه كبديل للوضوء في حالات السفر الطويل أو الازدحام، خاصة في الحرمين الشريفين أو على متن الطائرات.

أوضح فضيلة الدكتور نظير محمد عياد – مفتي الجمهورية –  أن الشرط الأساسي لصحة الوضوء هو جريان الماء على الأعضاء المغسولة، وليس مجرد إيصال البلل إليها.

الفتوى: لا يصح استخدام المناديل بدلًا من الغَسل

وذكر المفتي أن المنتج الجديد وإن احتوى على ماء نظيف ومغلف بطريقة محكمة، إلا أن استعماله عن طريق مسح الأعضاء فقط لا يُحقق فرض الغَسل الواجب في الوضوء. فالمناديل لا تضمن إسالة الماء على العضو كما يشترط جمهور الفقهاء، بل تكتفي بالمسح، وهو غير كافٍ إلا في حالات الضرورة كالجروح.

 العلماء: المسح لا يقوم مقام الغسل إلا لعذر

استندت الفتوى إلى أقوال كبار الفقهاء من المذاهب الأربعة، الذين أجمعوا على أن الغَسل يتطلب جريان الماء على العضو لا مجرد إصابته بالماء، كما أكد الإمام النووي في روضة الطالبين، والإمام ابن قدامة في المغني، وغيرهم.

وأضافت الفتوى أن ما نُقل عن الإمام أبي يوسف في جواز الغَسل دون سيلان، إنما هو مقيَّد بحالات كاستخدام الثلج الذائب، ويشترط فيه أيضًا تقاطر الماء ولو بعد مهلة قصيرة، وهو ما لا يتحقق باستخدام المناديل المبللة.

 الطهارة في الإسلام: أصل في صحة العبادة

واستشهدت دار الإفتاء بقول الله تعالى:﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة: 222]لتُبرز عناية الإسلام بالنظافة والطهارة، ولتؤكد أن الصلاة لا تصح بدون وضوء كما في الحديث:«لا تُقبل صلاة مَن أحدث حتى يتوضأ» – متفق عليه.

 

في الختام، استخدام المناديل المبللة في الوضوء غير مجزئ شرعًا، لأنها لا تُحقق شرط الغَسل المطلوب شرعًا، ولا يُغني المسح بالمنديل عن الغَسل، إلا في حال وجود عذر طبي يمنع استعمال الماء، وفي حدود العذر فقط، وعلى المسلمين في السفر أو الزحام الاحتياط لصلاتهم ومحاولة الوصول إلى مصدر ماء كلما أمكن ذلك.