النفط يتجه لأكبر خسارة أسبوعية منذ مارس 2023 مع تراجع المخاوف الجيوسياسية
تتجه أسعار النفط نحو تسجيل أكبر انخفاض أسبوعي لها منذ مارس 2023، وذلك مع تراجع علاوات المخاطر الجيوسياسية نتيجة انحسار المخاوف من اضطرابات كبيرة في الإمدادات، في ظل صمود اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.
تحركات السوق
بحلول الساعة 04:29 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 35 سنتاً، أو ما يعادل 0.52%، لتصل إلى 68.08 دولار للبرميل. كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 40 سنتاً، أو 0.61%، ليبلغ 65.64 دولار للبرميل، وفقاً لبيانات وكالة رويترز.
ورغم هذا الارتفاع الطفيف، يتجه الخامان القياسيان نحو تسجيل خسائر أسبوعية تقارب 12%، ليتراجعا إلى المستويات التي سجلاها قبل بدء التصعيد العسكري في 13 يونيو، حينما أطلقت إسرائيل صواريخ على أهداف عسكرية ونووية في إيران.
كانت الأسعار قد سجلت في وقت سابق من الأسبوع أعلى مستوياتها في خمسة أشهر، بعد هجوم الولايات المتحدة على منشآت نووية إيرانية. إلا أن الإعلان عن وقف إطلاق النار من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، دفع الأسعار إلى أدنى مستوياتها في أكثر من أسبوع.
العرض والطلب
ويرى محللون ومتداولون أن الأزمة لم تؤثر بشكل كبير على تدفقات النفط حتى الآن. وفي مذكرة بحثية صادرة أمس الخميس، أشار محللو "ماكواري" إلى أن "غياب التهديد بانقطاع كبير في الإمدادات يعني أن سوق النفط لا تزال تعاني من فائض في المعروض"، لافتين إلى وجود فائض متوقع قدره 2.1 مليون برميل يومياً في عام 2025.
ويتوقع المحللون أن يبلغ متوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط نحو 67 دولاراً للبرميل خلال العام الجاري، على أن ينخفض إلى 60 دولاراً في 2026، مع الأخذ في الحسبان علاوة المخاطر الجيوسياسية التي رفعت التوقعات بمقدار دولارين للبرميل.
عوامل دعم الأسعار
وجاء الدعم المحدود للأسعار من بيانات حكومية أميركية أظهرت انخفاضاً في مخزونات النفط الخام والوقود خلال الأسبوع الماضي، بالتزامن مع زيادة في نشاط التكرير وارتفاع الطلب على النفط.
وقال فيل فلين، كبير المحللين في مجموعة "برايس فيوتشرز"، إن "السوق بدأت تدرك أن مخزونات النفط الخام انخفضت بشكل كبير بشكل مفاجئ".
كما تلقت الأسعار دفعة إضافية من تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال يشير إلى نية الرئيس ترامب الإعلان المبكر عن مرشحه لرئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، مما عزز التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية، وهو ما من شأنه أن يدعم الطلب على الطاقة.