في آخر جمعة من السنة الهجرية.. أدعية تعصم المتوفي من فتن القبر
تحل الجمعة الأخيرة من العام الهجري، محمّلة بالروحانيات والرجاء والابتهال، ويُستحب فيها الإكثار من الدعاء، خاصة لمن رحلوا عن عالمنا، فقد شرّع الإسلام الدعاء للميت، وعدّه من أنفع ما يُهدى له في قبره، كما ورد في صحيح الحديث الشريف.
وفي مثل هذه الساعات المباركة من آخر جمعة في العام، يستحب للمسلم أن يُكثر من الدعاء للراحلين، ويخصهم بالرجاء في أن يرزقهم الله رحمة ومغفرة، ويؤنس وحشتهم في القبور، ويجعل مضاجعهم روضة من رياض الجنة.
قال تعالى:﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60]وفي الحديث:«الدعاء هو العبادة» – رواه الترمذي.
أفضل دعاء للميت في آخر جمعة من السنة الهجرية
من أبرز ما يُستحب الدعاء به في هذا اليوم:
اللهم في يوم الجمعة، ارحم الأنفس الطيبة التي انتقلت إلى جوارك، واغفر لهم، ووسع قبورهم، واجمعنا بهم في جناتك، واجبر كسر قلوبنا بعد فراقهم.
اللهم ارحم من عجز العقل عن استيعاب فراقه، وأوجعنا غيابه، واجعل له نصيبًا من دعائنا.
اللهم ارحمنا إذا اشتدت الكربات، وتوالت الحسرات، وتعطلت القوى، وفاضت العبرات، وقيل من راق، وظن أنه الفراق، والتفت الساق بالساق.
دعاء قصير لكنه عظيم الأثر: 11 كلمة تعصم الميت من الفتن
من الأدعية القصيرة المأثورة التي يُنصح بتكرارها:
"اللهم إنه في ذمتك وحبل جوارك، فقه فتنة القبر وعذاب النار."
وقد روي عن النبي ﷺ أنه قال: "اللهم اغفر لأحيائنا وأمواتنا..." وكان يوصي بالدعاء للميت بلفظ مباشر واستحضار الرحمة والشفاعة.
أدعية جامعة للميت يوم الجمعة
اللهمّ أعذه من عذاب القبر، واملأ قبره رضا ونورًا وسرورًا.
اللهمّ اجعل قبره روضة من رياض الجنة، ولا تجعله حفرة من حفر النار.
اللهمّ إنّه صبر على البلاء فلم يجزع، فامنحه درجة الصابرين، الذين يوفّون أجورهم بغير حساب.
اللهمّ لا تزكّه علينا، لكنك أعلم به، فاغفر له برحمتك، واجعل مثواه الجنة.
اللهمّ أدخله الجنة بغير حساب، ولا سابقة عذاب، واملأ قبره بالنور والثبات.
من السنّة: زيارة القبور يوم الجمعة والدعاء للميت
ورد في السنة النبوية واستنباطات العلماء فضل زيارة القبور في أيام مخصوصة، وعلى رأسها يوم الجمعة. فقد ثبت أن فاطمة الزهراء رضي الله عنها، كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة، كما روى عبد الرزاق في "المصنف".
وذكر ابن عابدين الحنفي أن زيارة القبور يوم الجمعة من أفضل الأوقات لما فيها من تجدد الروح، وقبول الدعاء، وتأنيس أهل القبور بزائريهم، وقد ورد عن محمد بن واسع: "إن الموتى يعلمون بزوارهم يوم الجمعة ويومًا قبله ويومًا بعده."
كما قال رسول الله ﷺ:«من زار قبر أبويه أو أحدهما كل جمعة، غفر له، وكتب بارًّا» – رواه الطبراني.
أثر الدعاء في حياة الميت
الدعاء يصل إلى الميت ويُحدث أثرًا، كما دلّت الأحاديث، ومنه:«إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» – رواه مسلم.
