بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

خضر : "النبي ﷺ علّمنا أن نكون جبّارين للخواطر لا كاسرين لها"

بوابة الوفد الإلكترونية

أكد الدكتور عبد الفتاح خضر، عميد كلية القرآن الكريم السابق وأستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر، أن السيرة النبوية تحمل في طيّاتها ضوابط أخلاقية تصلح لإحياء النفوس وتوجيه المجتمعات، وعلى رأسها: التفاؤل، وجبر الخواطر، والمساواة بين الناس.

جاء ذلك خلال مشاركته في ملتقى "مع السيرة النبوية" الأسبوعي، والذي نظمه الجامع الأزهر مساء الأربعاء، تحت عنوان: "الضوابط الأخلاقية في السيرة النبوية"، برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتوجيهات وكيل الأزهر أ.د محمد الضويني، وإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد.

تفاؤل النبي ﷺ.. نور في أحلك الظروف

أوضح الدكتور خضر أن أول الضوابط الأخلاقية التي تجلّت في سيرة النبي ﷺ كانت التفاؤل وغرس الأمل، حتى في أصعب اللحظات. واستشهد بموقف النبي حين رفض دعاء ملك الجبال لإهلاك قومه، قائلًا: «لعل الله يُخرج من أصلابهم من يقول لا إله إلا الله»، مؤكدًا أن هذا الموقف يُجسد الرحمة والعفو، ويمنح المكلومين نورًا في العتمة، ودافعًا للثقة بالله.

الأخوّة واقع لا شعار.. والمساواة ضمان لاستقرار المجتمعات

وأشار إلى أن مبدأ الأخوّة والمساواة في الإسلام لم يكن شعارًا بل ممارسة حيّة في حياة النبي ﷺ، موضحًا أن "من لا أخا له كساعٍ إلى الهيجاء بغير سلاح"، وفق تعبير أهل اللغة. ودعا إلى نشر ثقافة الأخوّة في كل بيت ومؤسسة، معتبرًا إياها حصنًا منيعًا لحفظ الكرامة وتماسك الصف الوطني والمجتمعي.

جبر الخواطر.. أخلاق الرحمة لا القهر

وتوقف الدكتور خضر عند ضابط جبر الخواطر، واصفًا إياه بأنه من أعظم الأخلاق التي جسّدها الرسول ﷺ. وقال: "اسم الله الجبار لا يعني فقط القهر، بل يدل على الرحمة التي تجبر كسر المنكسر، وتحنو على الضعيف"، داعيًا إلى أن يكون المجتمع الإسلامي مجتمعًا يرفع من يسقط، لا يثقل كاهله، مجتمعًا منصفًا في القول، عطوفًا في الفعل.

وشدد على أن الإسلام، كما تمثّل في حياة النبي ﷺ، كان مشروعًا للرحمة والرُقي، وأنه من الواجب على المسلمين اليوم، خاصة في ظل ما نراه من شراسة في التعاملات اليومية، أن يعيدوا إحياء هذه المعاني النبوية في حياتهم العامة والخاصة.