بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

المشي وسيلة فعالة للتخلص من آلام الظهر المزمنة.. تعرف على المدة المناسبة

المشي
المشي

بينما يركز ملايين الأشخاص على تحقيق هدف 10 آلاف خطوة يوميًا، تكشف دراسة حديثة عن أن مدة المشي، وليس عدد الخطوات، يمكن أن تكون العامل الحاسم في الوقاية من آلام الظهر المزمنة. 

توصّل باحثون من النرويج والدنمارك إلى أن المشي لأكثر من 100 دقيقة يوميًا يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بهذه الحالة المؤلمة بنسبة تصل إلى 23%، مقارنة بمن يمشون 78 دقيقة يوميًا أو أقل.

المدة أهم من السرعة

الدراسة، التي شملت أكثر من 11,000 نرويجي بمتوسط عمر 55 عامًا، كشفت أن طول مدة المشي كان أكثر أهمية من سرعته، إذ تبين أن تأثير المشي ببطء كان أقل وضوحًا، ما يشير إلى أن الالتزام بالمدة الزمنية أهم من الأداء البدني العالي.

نتائج تدعمها الصحة العامة

وصف الباحثون نتائجهم بأنها "ذات أهمية بالغة"، داعين صناع القرار إلى اعتماد المشي كاستراتيجية فعالة للصحة العامة لمكافحة آلام الظهر، لا سيما في ظل الأعباء الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة لهذه الحالة. 

ووفقًا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، يُصنف ألم أسفل الظهر كمزمن إذا استمر لأكثر من 3 أشهر، وفي بعض الحالات قد يصل إلى حد الإعاقة.

انتشار واسع وآثار اقتصادية واضحة

تشير بيانات الحكومة البريطانية إلى أن أمراض الجهاز العضلي الهيكلي، والتي تشمل آلام الظهر، تُعد ثاني أكبر أسباب العجز عن العمل بعد مشاكل الصحة النفسية. 

كما أثرت هذه الحالات على نحو 646 ألف شخص في المملكة المتحدة بنهاية عام 2024، وأسفرت عن فقدان أكثر من 23 مليون يوم عمل في عام 2022 وحده.

المشي للجميع: الفعالية لا تميز بين الجنسين أو الأعمار

أظهرت الدراسة أن الفائدة الوقائية للمشي لمدة 100 دقيقة يوميًا تنطبق على الرجال والنساء على حد سواء، وبمختلف الفئات العمرية. 

ويُرجّح أن تكون نتائج الدراسة قابلة للتعميم على بلدان أخرى ذات دخل مرتفع، نظراً لتشابه معدلات الخمول البدني بينها.

خطط حكومية لمواجهة الأزمة

في إطار جهودها للحد من تداعيات هذه المشكلة، أعلنت الحكومة البريطانية عن استثمار 3.5 مليون جنيه إسترليني لتحسين خدمات علاج أمراض الجهاز العضلي الهيكلي في 17 منطقة رعاية متكاملة. كما تشير الأرقام إلى أن قوائم انتظار المرضى لهذه الخدمات هي الأعلى بين جميع خدمات المجتمع، ما يعكس الحاجة الماسة إلى حلول وقائية وعلاجية فعالة.

تؤكد هذه النتائج أن المشي ليس مجرد نشاط بدني بسيط، بل يمكن أن يكون أداة فعالة للوقاية من واحدة من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا وإعاقة. 

ومع ارتفاع معدلات آلام الظهر عالمياً، فإن التوصية اليومية بالمشي لمدة 100 دقيقة قد تصبح إجراءً أساسياً في استراتيجيات الصحة العامة المستقبلية.