بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

أعمال الحجاج في ثاني أيام التشريق.. الأزهر للفتوى يوضح

بوابة الوفد الإلكترونية

كشف مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، عن الأعمال التي ينبغي على الحجاج القيام بها في ثاني أيام التشريق، الموافق 12 من شهر ذي الحجة.

وأوضح المركز أن الحاج يُبيت ليلته في مشعر منى، ثم يتوجه بعد الزوال (أي بعد دخول وقت الظهر) لرمي الجمرات الثلاث، بنفس الكيفية التي قام بها في اليوم الأول من أيام التشريق. ويبدأ برمي الجمرة الصغرى، ثم الوسطى، وأخيرًا جمرة العقبة الكبرى، مكبرًا عند كل واحدة، ومتحريًا الترتيب والسُّنّة في الأداء.

وأشار إلى أن من نوى التعجل في مغادرة منى بعد الانتهاء من الرمي، جاز له ذلك، بشرط أن ينصرف منها قبل غروب شمس هذا اليوم. وفي هذه الحالة، يُلزمه أداء طواف الوداع قبل مغادرته مكة المكرمة. أما من تأخر عن الانصراف، وهو الأفضل عند العلماء، فيبقى للمبيت بمنى لليوم التالي ويستكمل أعماله في ثالث أيام التشريق.

أيام التشريق: أكل وذكر وفرح

وتُعد أيام التشريق - وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة - من الأيام المباركة في الإسلام، وقد وصفها النبي ﷺ بأنها أيام أكل وشرب وذكر لله، فلا يجوز صيامها، كما جاء في الحديث الشريف: «أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله» (رواه مسلم).

ويؤكد مركز الأزهر أن هذه الأيام الثلاثة تمثل امتدادًا لفرحة العيد، وهي أيام سرور يتقرب فيها المسلم إلى الله بالذكر والدعاء، مشددًا على أن ذكر الله فيها من أعظم القربات، لقوله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ﴾ [البقرة: 203]، وهي أيام التشريق كما فسرها جمهور العلماء.

حُرمة الصيام في أيام التشريق

ونوّهت الفتوى إلى أن النبي ﷺ نهى عن صيام خمسة أيام في السنة، وهي: يوم عيد الفطر، ويوم عيد الأضحى، وثلاثة أيام التشريق، مشيرة إلى أن هذا النهي محمول على التحريم عند جمهور العلماء، لأن هذه الأيام أيام أكل وشرب واحتفال وذكر، ولا يصح أن يُقابل العيد بصيام، بل يُقابل بالشكر والفرح المشروع.

سبب التسمية: "التشريق" من اللحم إلى الشمس

وتطرق المركز إلى سبب تسمية "أيام التشريق" بهذا الاسم، موضحًا أنها تعود إلى عادة الحجاج قديمًا في تجفيف لحوم الأضاحي تحت أشعة الشمس، فيما يُعرف بـ"التشريق"، وذلك لحفظها من التلف بعد الذبح. وقد أورد الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني هذا المعنى في كتابه فتح الباري (جـ2، صـ589)، قائلًا: «سُميت أيام التشريق لأنهم كانوا يُشرقون فيها لحوم الأضاحي، أي يقددونها ويبرزونها للشمس».

كما وردت أقوال أخرى في سبب التسمية، منها أن الضحايا لا تُنحر إلا بعد شروق الشمس، أو أن صلاة العيد لا تُؤدى إلا بعد أن تشرق الشمس، وجميعها دلالات تعكس ارتباط هذه الأيام بأعمال النسك والفرح والتقرب إلى الله تعالى.