بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

الإفتاء تحسم الجدل: تلطيخ الجدران بدم الأضحية ليس من الدين في شيء

بوابة الوفد الإلكترونية

أكد الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، أن ما يقوم به بعض الأشخاص من تلطيخ جدران المنازل والسيارات بدماء الأضاحي، بدعوى التبرك، لا أصل له في الشريعة الإسلامية، ويعد تصرفًا غير مقبول شرعًا، مشددًا على أن الأضحية عبادة لها آداب وشروط يجب الالتزام بها.

وأوضح "عاشور"، في رده على سؤال حول حكم نحر الأضاحي وتلويث الجدران والممتلكات بدمائها تبركًا على طريقة "خمسة وخميسة"، أن مثل هذه الممارسات لا تليق بشعيرة عظيمة كالأضحية، والتي تُعد سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتقوم على معانٍ سامية كالتقرب إلى الله، والتضحية، وإطعام المحتاجين، لا على عادات جاهلية ومظاهر لا تمت للدين بصلة.

من جانبها، شددت دار الإفتاء المصرية على حرمة ذبح الأضاحي في الشوارع وترك مخلفاتها فيها، ووصفت ذلك بأنه من السيئات العظيمة والجرائم الجسام، لأنه يسبب أذىً للمارة ويضر بالصحة العامة، مشيرة إلى أن الدين الإسلامي يحث على النظافة ويأمر بإزالة الأذى عن الطريق.

واستدلت الدار بقول الله تعالى:{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} [الأحزاب: 58]، مؤكدة أن من يذبح في الشوارع ويترك الدماء والمخلفات يُعد مؤذيًا للناس، وقد ابتعد عن الأخلاق الإسلامية التي تحث على احترام الغير وصيانة الطرقات.

وأضافت الدار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" [رواه البخاري]، مشيرة إلى أن إيذاء الناس بمخلفات الذبح يخالف هذا التوجيه النبوي، كما أن الدماء المسفوحة تُعد نجاسة بنص القرآن الكريم، ولا يجوز تركها في الطرقات، لما تسببه من ضرر صحي وبيئي.

كما تساءلت الإفتاء: أين هؤلاء من حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو برزة رضي الله عنه، قال فيه:
"اعزل الأذى عن طريق المسلمين" [رواه مسلم]، مبينة أن إزالة الأذى عن الطريق صدقة وشعبة من شعب الإيمان، بينما وضع الأذى في الطرقات يُعد معصية وشعبة من شعب الفسوق.

وواصلت الدار تحذيرها من هذه السلوكيات، مؤكدة أنها تُعرض مرتكبيها للعن الناس، لما فيها من إيذاء للمارة وتشويه للمظهر العام وتسبب في الأمراض، مشددة على أن الذبح يجب أن يتم في الأماكن المخصصة والمجهزة لذلك، مع مراعاة معايير النظافة والسلامة، واحترام مشاعر الآخرين وراحتهم.

واختتمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن ما نراه اليوم من مظاهر تقذير الطرق العامة وتعريض الناس للخطر باسم الأضحية، لا يليق بسلوك المسلم الحقيقي، داعية إلى التحلي بخلق الرحمة والنظام، وتقديم صورة حضارية تليق بجوهر الإسلام وتعاليمه السمحة.